سقوط صدام
![د. عبدالله محمد الصالح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1477062485728137100/1477062498000/1280x960.jpg)
ومرت السنون فحصد ضربة «ثعلب الصحراء» في 1998 بسبب عدم تعاونه مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبعد التفجيرات الأميركية في 11 /9 توجهت أصابع الاتهام إلى صدام بتمويل الإرهاب، ودارت حوله الشكوك عن تصنيعه أسلحة الدمار الشامل، فعادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة محمد البرادعي فلم يجد أي دليل، لكن الرئيس الأميركي بوش الابن اعترض وأكد وجود أسلحة الدمار الشامل والكيماوي، وتحالف مع بريطانيا لغزو العراق في 2003 . دانت الأمم المتحدة الغزو الأميركي البريطاني على العراق، وبعد القبض على صدام في مشهد مهين، تمت محاكمته، وفي 2006 أعدم وانتهى عهده الدموي كما كنا نظن. تمزق العراق بعد صدام فحصد أكثر من مليون قتيل، وأربعة ملايين مشرد في دياره، هذا غير اللاجئين، وعشرة ملايين عراقي يئنون من الألم ويرجون الرحمة والإغاثة، وتفرق أبناء الدين الواحد بين سنّة وشيعة، وساد القتل على الهوية، فلم تبقِ الطائفية ملاذا آمنا لأحد حتى المساجد فُجِّرت، فتلوثت النفوس بالكراهية والبغضاء، مما أدى إلى ولادة كيان «داعش» الحائز «أوسكار» في العنف والدمار، الذي يجند أتباعه باسم الدين، والذي أوصل إلى العالم رسالة مشوهة عن الإسلام بدماء الأبرياء!فإذا سمعتم أحداً يقول: الله يرحم صدام، فربما يقصد أن حال العراق أيام صدام كان أهون بكثير من حاله اليوم، أعان الله الشعب العراقي وفكّ عنه كربته!