أحيا الفنان العالمي والمؤلف الموسيقي عازف العود المحترف نصير شمة آخر ليالي مؤتمر ومهرجان الكويت الموسيقي بدورته الثانية، أمس الأول، على مسرح الموسيقار أحمد باقر بالمعهد العالي للفنون الموسيقية، الذي امتلأت مقاعده بمحبيه وعاشقي فنه الإبداعي، وبحضور مميز من سفراء ودبلوماسيين وكوكبة من الفنانين، وقد تصدت لتقديم الأمسية المذيعة سودابة علي.

استهل كلمات الحفل، الوكيل المساعد نائب المدير العام لأكاديمية الكويت للفنون غالب العصيمي الذي أشاد بتلك الأفكار الجميلة في الدورة الثانية من عمر المهرجان الكامنة في تكريم نخبة من أبناء المعهد في حفل الافتتاح، وعلى رأسهم مؤسس المعهد الموسيقار الراحل أحمد باقر، إضافة إلى الزخم الفني الكبير اللافت بالعدد الكبير من العازفين الواعدين والعروض الموسيقية العالمية والليلة الكويتية التراثية.

Ad

أما بشأن أكاديمية الكويت للفنون، فأكد العصيمي أنها كيان جديد يندرج فيه معهدا الموسيقى والمسرح، ومن المتوقع إنشاء معهد للفنون الجميلة وآخر للسينما.

بدوره، لفت رئيس المهرجان

د. محمد الديهان، في كلمة الختام، إلى الاستفادة الكبيرة من البحوث المشاركة في المؤتمر بخبرة الأساتذة ورؤى الباحثين، كما أن ورش العمل التي حضرها مبدعون متميزون أضافت بعدا من تواصل الأجيال. وكان الموعد كل ليلة مع الغناء والموسيقى، في أجواء امتزجت فيها بوادر الربيع المشرق بسحر الكلمات والإيقاع وعطاء العلم وجمال الإبداع.

ثم جاءت اللحظة التي ينتظرها الجمهور المتعطش لسماع ورؤية عاشق العود نصير شمة، فاستقبله بحفاوة بالغة، وقدم على عوده معزوفة رومانسية، ثم علق قائلاً: "هذا العود صناعة كويتية لصانعه يعقوب جاسم، أعزف به لأول مرة إهداء للجمهور الكويتي".

وقدم شمه مقطوعة إيطالية معروفة عالمياً بعنوان "كاريس" للقطعة التي تكون من حركة واحدة، يقدم من خلالها العازف مهارته في التأليف لعمل سريع، وأتبعها بمقطوعة "بين النخيل".

ثم عزف قطعة موسيقية ألفهاً عام 1989، بعنوان "رقصة الفرس" وهي فكرة لموسيقى الصورة لآلة العود، من خلال قصة حقيقية شاهدها شمة في عمّان لمشي الفرس على سفح الجبل.

وانتقل بعدها إلى معزوفة من مقام الحجاز كار تحمل عنوان "حالة وجد"، ليأخذنا بعد ذلك إلى عوالم حالمة وهو يعزف "عالم بلا خوف"، وأكمل برنامجه بتوليفة رائعة لبعض الأغنيات الشهيرة من التراث العربي لمدة عشر دقائق، منها "هذا مو إنصاف منك" و"يا عين موليتين" و"الدلعونا" و"بعيد عنك"، ومن القدود الحلبية "يا مال الشام".

وقدم معزوفة من مقام عراقي قديم جداً عمره أكثر من ألف عام اسمه "الخلبات"، وبالنسبة للموسيقيين هو مقام بيات ويقفل بمقام نهاوند، وبناء على طلب الجمهور عزف مقطوعة "قصة حب شرقية"، التي ألفها عام 1986، وتمتاز بطريقة العزف بيد واحدة، فصفق له الجمهور طويلاً لإبداعه بهذا الأسلوب.

وختم بمقطوعة "العامرية"، التي يقول عنها شمة: "ألفتها بعد قصف ملجأ العامرية في بغداد أثناء الحرب، يومها كنت جندياً وأحد الشهود على هذه الجريمة الكبيرة التي أودت بحياة مئات من أطفال العراق، كتبتها داخل المكان مع رائحة الأطفال الزكية، بعد أن أفرغنا المكان من كل شيء إلا ذكراهم".