فجأة تحول ملف إيران ودورها في منطقة الشرق الأوسط إلى أحد أكثر الملفات المطروحة على طاولة الابحاث في واشنطن، بالتوازي مع ملف محاربة الارهاب واقتلاع تنظيم «داعش» من مناطق سيطرته.

إن امتناع العديد من المسؤولين الأميركيين عن الادلاء بتصريحات تزيل الغموض الذي يحيط بما يجري التحضير له في هذا الملف، يفتح المجال للتكهنات المختلفة، والتي تتقاطع معظمها على توقع بدء مرحلة جديدة في التعامل مع وجود طهران في المنطقة.

Ad

وتؤكد مصادر أميركية أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا متدرجا في الشروط التي تدعو طهران الى مراجعة سياساتها وخططها وطموحاتها، مع بلوغ الاستعدادات لإنهاء تنظيم داعش في كل من العراق وسورية خواتيمها النهائية.

وتقول المصادر إن تصعيد الوجود العسكري الأميركي لن يتجاوز في مطلق الاحوال تصفية داعش، في حين إعادة رسم مستقبل كل من العراق وسورية، ستحكمها مسارات مختلفة في البلدين.

سورية والعراق

بالنسبة إلى العراق، تجزم المصادر أن لا عودة «للستاتيكو» الذي هيمنت فيه طهران على بغداد مع انسحاب آخر جندي أميركي عام 2011. وتضيف ان تنسيقا أميركيا - روسيا تجري بلورته ايضا للتعامل مع طبيعة النفوذ الإيراني المقبول به في العراق، فيما تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واضحة في ضرورة «المساواة بين الارهابين السني والشيعي في المنطقة».

وفي سورية، تخوض واشنطن مفاوضات سياسية لضبط ادوار اللاعبين المختلفين، بعدما ظهر عجز موسكو عن لعب دور المايسترو القادر على إنتاج تسويات رغم تفوقه العسكري.

وتوضح تلك المصادر أن تدخل واشنطن الحالي لم يغير من قناعتها بأن روسيا هي خير من يمكنه ان يحافظ على مستقبل ما يمكن الاتفاق عليه بالنسبة الى سورية.

تذمر واعتراض

وتضيف أن البنتاغون والاجهزة الأمنية على معرفة وثيقة بحالات التذمر والاعتراضات التي تعتمل في سورية ضد نفوذ طهران، وخصوصا في مناطق سيطرة النظام.

على الرغم من ان واشنطن ليس لديها أي رغبة في إدارة ملف سورية بعد التخلص من تنظيم داعش وباقي الفصائل الارهابية، فإنها ترى انه من الضروري ايجاد توازن ميداني بين القوى الفاعلة، اذا أُريد لموسكو ان تنجح في إدارة مناطق النفوذ المتعددة والمرشحة للاستمرار اعواما طويلة في سورية، في ظل عدم القدرة وعدم الرغبة في آن على فرض حل دائم للصراع في سورية، بعدما بات الحل فيها مرتبطا بمستقبل الصراعات المندلعة في الدول العربية ومنطقة الشرق الاوسط عموما.

وتؤكد أن اتفاقات مبدئية قد جرى التوصل اليها مع الروس بالنسبة الى ملف طهران، خصوصا ان تركيز كل من واشنطن وموسكو على اعادة بناء القوات العسكرية النظامية في كل من العراق وسورية يتعارض جذريا مع خطط إيران التي دأبت على اضعاف تلك الجيوش لمصلحة ميليشياتها.

وتضيف أن الضغوط على طهران وجماعاتها ستتزايد بشكل مطرد من الان فصاعدا، ولا تستبعد حصول مواجهات ميدانية مع جماعاتها في المستقبل القريب اذا لم تغير سياساتها. وتعتقد ان إصرار ادارة الرئيس دونالد ترامب على إدراج إيران على لائحة الدول التي شملها قرار حظر السفر إلى الولايات المتحدة، بعد ازالة العراق منها، دليل على ما ينتظرها من ضغوط قد لا تبقى سياسية.

مستشار ترامب

من جهة أخرى، كشف البيت الأبيض، أمس الأول، عن أنه لم يعلم بأن مستشار الأمن الوطني السابق مايكل فلين كان عميلا لمصلحة حكومة تركيا قبل أن يتم تعيينه في إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ويشار إلى أن فلين عمل العام الماضي من خلال شركته الاستخباراتية لمصلحة رجل أعمال تركي ربما استفادت منه الحكومة التركية. وسجل فلين بأثر رجعي لدى حكومة الولايات المتحدة بموجب القانون كعميل أجنبي الثلاثاء.

من جهته، اعتبر نائب الرئيس مايك بنس، أن علاقة فلين، بجماعات الضغط اللوبي لمصلحة تركيا تؤكد صحة قرار إقالته.

واستقال فلين من منصبه، بعد أقل من شهر من تعيينه، على خلفية مزاعم عن اتصالاته مع مسؤولين روس قبل تنصيب ترامب، ليصبح أقصر من شغل هذا المنصب من حيث المدة في تاريخ الولايات المتحدة.

إلا أنه تم الكشف في وقت لاحق عن أن فلين، قام بتسجيل شركة في وزارة العدل موضوع عملها هو تشكيل جماعات ضغط لمصلحة تركيا، لكنه عاد وأوقف العمل بهذه الشركة قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر من العام الماضي، بعد أن حصلت الشركة على نحو 530 ألف دولار مقابل الخدمات التي قدّمتها لمصلحة تركيا.

أسرار القرصنة

وفي شأن الأمن المعلوماتي، أعلن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، في مؤتمر صحافي، أمس الأول أنه يعتزم تسليم تفاصيل أسرار القرصنة التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه)، لشركات التكنولوجيا.

ووعد أسانج بتمكين شركات تصنيع الإلكترونيات بشكل خاص من الاطلاع على تفاصيل الوثائق الجديدة التي تتضمن مزاعم بأن جهاز الاستخبارات الأميركي يمكن أن يخترق أجهزة الهواتف الذكية والكمبيوتر.

وأضاف أسانج، في بث عبر الإنترنت، أن وكالة الاستخبارات المركزية تستهدف عملاء من وكالات الاستخبارات الحليفة مثل جهازي المخابرات البريطاني والفرنسي، واصفا القنصلية الأميركية في فرانكفورت بأنها «قاعدة قراصنة».

4 ولايات تنتفض

وبخصوص الهجرة، انضمت ثلاث ولايات إلى هاواي في تحدي القرار التنفيذي الذي وقعه ترامب والذي يضع حظرا مدته 90 يوما على سفر مواطني 6 دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.

وتقول ولاية نيويورك إن القانون يمثل حظرا للمسلمين، وتقول واشنطن إنه يضر بالولاية. وانضمت أوريغون وماساتشوستس لاحقا.

كما قال مصدران إن وزارة العدل الأميركية ستوزع 50 قاضيا على مراكز الهجرة في أنحاء البلاد، كما أورد خطاب اطلعت عليه الوزارة وأرسل إلى القضاة، أمس الأول، المعلومة نفسها.

وسيشرف القضاة الذين ستوزعهم وزارة العدل على القضايا التي تحدد ما إذا كان ينبغي إعطاء المهاجرين حماية مثل منحهم اللجوء أو ما إذا كان ينبغي ترحيلهم. وتعمل قلة من القضاة من مراكز الاحتجاز، لكن معظمهم يعملون من محاكم في أنحاء البلاد.