سخرية وانتقادات بدلاً من حفاوة استقبال تليق بالفرعون رمسيس الثاني، كانت هي السمة الأبرز في مصر، بعدما تحولت عملية الاكتشاف الأثري المهم لأحد تماثيل الفرعون، إلى مادة جدل وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب طريقة استخراج قطع التمثال الذي يصل طوله إلى 8 أمتار، خصوصا أن الأجهزة المعنية استخدمت "بلدوزر" لانتشال رأسه من المياه الجوفية والطين.

وزارة الآثار المصرية أعلنت، أمس الأول، أنها اكتشفت بالاشتراك مع بعثة ألمانية، تمثالين ملكيين بمنطقة "سوق الخميس" في حي المطرية بالقاهرة، والمقام على أنقاض مدينة "أون" الفرعونية، وأن تاريخ التمثالين يرجع إلى نحو 3250 عاما قبل الميلاد، أحدهما للملك سيت الثاني، والثاني على الأغلب لجده الشهير رمسيس الثاني، وكل منهما من الأسرة التاسعة عشرة.

Ad

لكن رواد مواقع التواصل لم يتوقفوا عند أهمية الكشف الأثري، بقدر اهتمامهم بطريقة رفع الآثار المكتشفة، إذ شنوا هجوما لاذعا عبر منصتي "فيسبوك"، و"تويتر" للسخرية من صور متداولة أظهرت انتشال رأس تمثال رمسيس بـ"اللودر"، وأدوات الحفر الثقيل، واتهموا هذه الأدوات بكسر التمثال، وسخروا من المهانة التي تعرض لها رأس التمثال الملطخ بالطين.

استياء التواصل الاجتماعي تحول إلى حالة غضب تحت قبة البرلمان، إذ اعترض عدد من النواب على طريقة استخراج أجزاء التمثال، وأكد النائب جلال عوارة، نيته التقدم بطلب إحاطة عاجل إلى رئيس البرلمان، حول استخدام المعدات الثقيلة، وغسل الآثار بـ"الجرادل".

ووصف الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب محمد الكحلاوي، استخدام البلدوزر "الونش"، في رفع الآثار بالكارثة"، قائلا لـ"الجريدة": "ما حدث يسيء لسمعة مصر دولياً، ويقدمنا في صورة (همج) لا يقدرون تراثهم وتاريخهم الإنساني".

في المقابل، سعت وزارة الآثار المصرية لاحتواء الغضب، عبر بيان صحافي، بررت فيه اللجوء إلى "البلدوزر"، بسبب كبر وضخامة حجم التمثال المكتشف، ووجوده على عمق مترين من المياه الجوفية، وأنه تم رفع رأس التمثال فقط، والذي يزن أربعة أطنان، نافية أن يكون التمثال قد تهشم نتيجة استخدام البلدوزر، وأنه جارٍ البحث عن وسيلة لانتشال بقية أجزاء التمثال الضخم.