خاص

وزير الصحة السابق لـ الجريدة•: مصر تستورد 90% من الدواء

«يهودي مصري أمدنا بالمادة المُعالجة لفيروس سي... والتعويم أضر الجميع وأفاد أصحاب الشركات»

نشر في 11-03-2017
آخر تحديث 11-03-2017 | 00:04
وزير الصحة السابق عادل العدوي
وزير الصحة السابق عادل العدوي
أكد وزير الصحة السابق عادل العدوي، أن قرار تعويم الجنيه، الذي تم اتخاذه في نوفمبر الماضي أدى إلى رفع أسعار الدواء عشوائياً، وأضر بالجميع وظلم المصريين، ولم يستفد منه إلا أصحاب الشركات الدوائية، مؤكداً أن مصر باتت تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها الدوائية، وأضاف في حوار مع «الجريدة»، أن نجاح مصر في علاج فيروس سي جعلها مقصداً للسياحة العلاجية، وفيما يلي نص الحوار:

• ماذا عن أزمة نقص الأدوية وارتفاع أسعارها؟

- للأسف ارتفاع سعر الدواء بعد قرار تعويم سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار الأميركي، "عشوائي"، وكان الأولى على الحكومة قبل اتخاذ قرار التعويم تقييم الوضع والعمل على ضبط أسعار الأدوية لأنها صناعة تتعلق بصحة المصريين، والارتفاع العشوائي لسعر الدواء ظلم المصريين، ولم يخدم إلا أصحاب شركات الدواء.

• كيف يمكن تجاوز أزمة نقص الدواء؟

- لابد من تحديد المهام فيما يخص الإنتاج الدوائي، وأن يكلف كل قطاع دوائي بإنجاز مهام محددة لتوفير محفظة دواء متكاملة بالنسبة للسوق المصري، فهناك قطاعات خاصة بالأدوية المزمنة، والأدوية الأساسية، وأخرى بإنتاج الأدوية البيولوجية، ولو أن كل قطاع التزم بضخ كميات محددة من تلك الأدوية ستتوفر الأدوية وستنتهي الأزمة.

• لماذا تراجع دور مصر في صناعة الدواء؟

- مصر تستورد أكثر من 90 في المئة من احتياجاتها الدوائية، بعدما كانت تُغطي 70 في المئة من الاحتياجات المصرية، وكانت تقوم بتصدير الدواء للدول الإفريقية والعربية، والحكومات المصرية المتعاقبة لم تهتم بإجراء تحديث وهيكلة مستمرة لشركات قطاع الأعمال والشركات الحكومية المنتجة للدواء، ما أحدث عجزاً ملحوظاً في الصناعة الاستراتيجية.

•كيف تستعيد مصر دورها في التصدير؟

-عن طريق دعم خطوط الإنتاج والهيكلة وتحديث المعدات وفتح أسواق جديدة للشركات الحكومية وشركات قطاع الأعمال كي تتم الاستفادة من البنية التحتية، والموقع المتميز لمصر، إلى جانب العمل على توفير العمالة المدربة وتطبيق معايير الجودة والإنتاج، والعمل على تفعيل دور الرقابة وفتح أسواق في إفريقيا.

• ماذا عن أزمة الأدوية منتهية الصلاحية؟

- أوافق على قرار وزير الصحة بسحب الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات، وكان من المفترض انتهاء تلك الظاهرة، وذلك عن طريق تطبيق نظام حديث وهو "سلاسل الإمداد"، فهو الركيزة الأساسية للتخلص من تلك الأدوية، ولابد كذلك من ضرورة تطبيق نظام الأكواد للحماية من الغش التجاري وذلك بوضع الكود على علب الدواء.

• البعض يتشكك في مدى فعالية الدواء المحلي؟

- للأسف تفشي الفساد جعل المواطن يتشكك في جميع الخدمات المقدمة له، لكن السبيل الوحيد لتبديد تلك المخاوف، هو زيادة الرقابة على شركات الأدوية، فمركز "التوافق الحيوي"، على سبيل المثال، منوط به التأكد من فاعلية الدواء، وأنا أثمن دور ذلك المركز، لكن المشكلة في نقص عدد تلك المراكز.

• كيف ترى خطط وزارة الصحة القضاء على فيروس سي؟

- لدينا تجربة فريدة في معالجة فيرس سي، وهي تجربة تشبه مكافحة مصر لمرض البلهارسيا، والتوصل لعلاج فعال في معالجة فيروس سي، بمثابة نقطة تحول تاريخي، والبداية كانت مع المفاوضات التي أجرتها الحكومة المصرية بدعم من الأمم المتحدة، مع شركة "جلعاد" المملوكة ليهودي مصري مقيم في أميركا، والمنتجة للمادة الخام المُعالجة لفيروس سي، ونجحنا في المفاوضات مع الشركة، وكان الاتفاق على استيراد المادة الخام وتصنيع الدواء في مصر، وقد بلغت نسب الشفاء من الفيروس 90 في المئة، ومصر باتت من الدول المرشحة أن تكون مقصداً للسياحة العلاجية.

back to top