46 قتيلاً بتفجير مزدوج استهدف زواراً عراقيين في دمشق

الأسد: الجنود الأميركيون في منبج قوات غازية... وجائزة الأوسكار منحت لتنظيم «القاعدة»

نشر في 12-03-2017
آخر تحديث 12-03-2017 | 00:05
عناصر من الأدلة الجنائية يفحصون حافلة مدمرة في باب الصغير أمس  (أ ف ب)
عناصر من الأدلة الجنائية يفحصون حافلة مدمرة في باب الصغير أمس (أ ف ب)
مع انشغال المجتمع الدولي بتحضيرات تجري على قدم وساق لمعركة فاصلة ومتعددة الأطراف لهزيمة تنظيم «داعش» في آخر معاقله في سورية، شهدت العاصمة دمشق عملية دموية قتل فيها العشرات معظمهم من الزوار الشيعة العراقيين لمقبرة باب الصغير، التي تضم مقامات دينية مشتركة.
استيقظت العاصمة السورية على انفجار دام، قتل فيه أكثر من ٤٦ شخصاً، وأصيب نحو 120 في عملية مزدوجة استهدفت زواراً لمقبرة باب الصغير، التي تضم أضرحة يعد بعضها مزارات دينية شيعية وسنية.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن «تفجيرين استهدفا حافلتين على الأقل لزوار شيعة بينهم عراقيون» في حي الشاغور بمنطقة باب المصلى.

ونقل التلفزيون الرسمي، الذي أظهرت صور بثها بقع دماء على الأرض وإلى جانبها أحذية ونظارات مهشمة، فضلاً عن حافلة احترقت أجزاء منها، وحافلات أخرى تساقط زجاج نوافذها واقتلعت أبوابها، أن «40 شهيداً ارتقوا وأصيب 120 آخرون من جراء تفجيرين ارهابيين بعبوتين ناسفتين» في منطقة مقبرة باب الصغير.

وأكدت وزارة الخارجية العراقية سقوط «قرابة أربعين شهيداً عراقياً ومئة وعشرين جريحاً»، مؤكدة أنها شكلت خلية أزمة بالتعاون مع السلطات السورية، لإحصاء أسماء الضحايا، وتوفير طائرة لنقل الجثامين، وداعية المجتمع الدولي إلى إدانة العمل الإرهابي.

واتهمت الوزارة العراقية جماعات «تكفيرية بالوقوف وراء الهجوم»، الذي لم تتبن أي جهة حتى الآن المسؤولية عنه، لكن مصادر إعلامية مقربة من النظام اتهمت «جبهة فتح الشام» (النصرة) بتنفيذه.

غزو ودمار

في سياق آخر، وفي مقابلة مع قناة «فينيكس» الصينية، بثت أمس، اعتبر الرئيس بشار الأسد أن أي قوات أجنبية تدخل سورية دون دعوة مثل الأميركية والتركية تعتبر غازية، زاعماً أن الولايات المتحدة خسرت كل الحروب، وتجيد إحداث الدمار لكنها سيئة في إيجاد الحلول.

وفي خطاب يثير الاستغراب، قال الأسد إن «لديه آمالا أكبر فيما يتعلق بانضمام واشنطن للحرب على الإرهاب بالنظر لوجود إدارة جديدة، بينما في تركيا لم يتغير شيء، لأن الرئيس رجب طيب إردوغان، بما أنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين، مرتبط أيديولوجيا بتنظيم «داعش» وجبهة النصرة ومتعاطف معهما»، معتبراً أن «الطرف الجدي الوحيد في محاربة الإرهاب هو روسيا بالتعاون معنا».

وأشار الأسد إلى أنه «إذا أردنا لمفاوضات جنيف أن تكون مثمرة، ينبغي أن تكون سورية-سورية»، موضحاً: «أننا ذهبنا إلى اجتماع جنيف، لأننا نعتقد أن أي نوع من الحوار يمكن أن يشكل خطوة جيدة نحو إيجاد الحل في سورية».

وأوضح أنه لم يتوقع أن «ينتج جنيف شيئاً، لكنه خطوة على طريق ستكون طويلة، وقد يكون هناك جولات أخرى، سواء في جنيف أو في أستانة»، لافتاً إلى أن «مفاوضات جنيف تمت صياغتها من قبل مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديمستورا والأمم المتحدة وبنفوذ من الدول التي أرادت استخدامها للضغط على سورية، وليس للتوصل إلى حل».

الأسد و«القاعدة»

وفي تعليقه على منح جائزة أوسكار لفيلم «الخوذ البيض»، الذي تدور أحداثه في مناطق سيطرة المعارضة، قال الأسد لقناة «فينيكس»: «لأول مرة، يتم منح القاعدة جائزة أوسكار، أمر لا يصدق»، موضحاً أن هذا «يعد دليلا آخر على أن «جوائز الأوسكار، ونوبل، وكل هذه الجوائز عبارة عن شهادات مسيسة».

وأضاف الأسد: «قصة «الخوذ البيضاء» بسيطة جداً، عملية تجميل لجبهة النصرة في سورية، لمجرد تغيير وجهها القبيح بوجه أكثر إنسانية».

«جنيف 5»

وفي لقاء مماثل مع قناة «العربية»، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة أنه «لا يمكن أن يكون هناك دستور جديد أو مفوضية جديدة لإنجازه في ظل بقاء كل شيء على حاله، ولا يمكن أن تجرى الانتخابات التي تسيطر عليها نفس الحكومة».

وأكد ديميستورا أن مسألة الانتقال السياسي مازالت في صلب محادثات «جنيف 5» المنتظرة في 23 الشهر الجاري، مؤكداً أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في أستانة صامد، وأن تخفيف وقف العنف سيساعد في محادثات جنيف.

شروط «أستانة»

وبينما أكد مجلس الأمن مجدداً دعمه لجهود ديميستورا والتزامه الشديد بسيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية، اشترط وفد الفصائل للمشاركة في الجولة الثالثة من مباحثات أستانة المقرر عقدها في 14 مارس وقف كامل لإطلاق النار، ووقف عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي في حي الوعر وغيره من المناطق.

كما اشترط أيضاً تأجيل موعد المباحثات إلى ما بعد الهدنة نهاية المعلنة من 7- 20 الجاري، على أن ترتبط استمرارية الاجتماعات بتقييم نتائج وقف إطلاق النار والالتزام به، بالإضافة إلى استكمال مناقشة وثيقة آليات وقف إطلاق النار قبل الذهاب إلى أستانة، كما كان متفقاً عليه في أنقرة.

معركة الرقة

وعلى الأرض، علم المرصد السوري من مصادر موثوقة، أن أكثر من 300 من عوائل القيادات والعناصر الأجنبية في «داعش»، بالإضافة إلى عدد من العوائل السورية، فروا من مدينة الرقة عبر زوارق مائية وعبَّارات إلى الضفة الجنوبية لنهر الفرات، ومن ثم توجهت هذه العوائل باتجاهين متغايرين، حيث فر قسم منهم إلى محافظة دير الزور، فيما انتقل القسم الآخر إلى ريف حماة الشرقي.

وأكدت المرصد السوري أن عملية فرار هذه العائلات تمت خلال الـ36 ساعة الفائتة، فيما شهدت مدينة الرقة قيام «الشرعيين» وأئمة مساجدها بمخاطبة الموجودين في المدينة، بأن «كل من لا يحمل السلاح ويدافع عن أرضه وعرضه فهو ديوث، لأن الأميركيين سيغتصبون عرضه بعد أن يحتلوا أرضه».

back to top