بعد إطلاق «عم شكشك»... مسلسل استغلال الشخصيات الفنية الناجحة مستمر
ما زال «الفقر الفني»، أو «اللعب على المضمون»، مسيطراً على الساحة سواء الفنية أو الإعلامية في مصر. أطلقت أخيراً قناة mbc مصر برنامجاً جديداً هو «شكشك شو»، معتمدة فيه على شخصية «عم شكشك» التي قدّمها بنجاح الفنان مصطفى خاطر في أحد عروض «مسرح مصر». يعيد هذا الأمر إلى الأذهان برنامج محمد سعد الذي استنسخ شخصية المعلم «بوحة»، بعدما كان الممثل قدّمها في أحد أفلامه سابقاً؟
هل الإفلاس الفني يدفع البعض إلى استغلال شخصيات فنية سبق تقديمها في أعمال فنية أو برامج؟
هل الإفلاس الفني يدفع البعض إلى استغلال شخصيات فنية سبق تقديمها في أعمال فنية أو برامج؟
يقول الفنان مصطفى خاطر حول «شكشك شو»: «البرنامج كوميدي خفيف، يقدّم مواقف عدة بهدف علاجها وإلقاء الضوء عليها بشكل ساخر»، مؤكداً عدم شعوره بأي قلق من تكرار الشخصية عبر أنماط أو وسائط إعلامية مُختلفة بعدما كان أداها في «مسرح مصر»، وأن الجمهور هو الحكم في نهاية الأمر.على النهج نفسه كانت نجاحات الفنان بيومي فؤاد على مرأى الجميع ومسمعهم في الأعمال الفنية أخيراً، ما دفع بشبكة قنوات dmc إلى التعاقد معه، وهو يظهر في برنامج تلفزيوني يقدّمه تحت اسمه الشهير «بيومي أفندي»، وعُرض عدد من الحلقات خلال الفترات الماضية منذ انطلاق بثه في منتصف يناير الماضي.ينتمي البرنامج إلى نوع البرامج الاجتماعية الكوميدية ويستضيف عدداً من نجوم المُجتمع. في هذا السياق يوضح فؤاد: «شخصية بيومي أفندي محورية داخل المُجتمع المصري، ونناقش في إطار البرنامج المشاكل الاجتماعية التي تواجهنا بشكل مُبسط وكوميدي كي يتقبلها المواطن المصري».
ويضيف: «أطلقنا البرنامج في الفترة المناسبة ومن خلال نقلة نوعية له كان يحتاج إليها للتوجه إلى شريحة مُجتمعية جديدة».
أكرم حسني وغيره
ويحضر بين أشهر الفنانين الذين حصدوا نجاحاً كبيراً في هذه النوعية من البرامج أكرم حسني من خلال شخصية «أبي حفيظة» التي يقدّمها بشكل كوميدي ساخر، وكانت ظهرت أول مرة عام 2008، على قناة «موجة كوميدي» في برنامج بعنوان «نشرة أخبار الخامسة والعشرون»، وتضمّن سخرية فكاهية على شكل نشرة أخبار.ظهر «أبو حفيظة» لاحقاً على قناة «نايل كوميدي» في برنامج «أسعد الله مساءكم»، حيث لاقى نجاحاً كبيراً استغلّه حسني للحضور في برامج عدة أبرزها «ستة فاصلة 100» و«حدوتة بعد النوم»، قبل أن يطلّ «أبو حفيظة» على قناة «إم بي سي مصر» في برنامج «أسعد الله مساءكم» مجدداً في عدد من الأجزاء، وفي الجزء الرابع له راهناً. بدوره، ظهر محمد سعد بعدما اشتهر بتقديم «اللمبي» في فيلم «الناظر» مع الراحل علاء ولي الدين، في أعمال كثيرة بالشخصية نفسها، أبرزها «اللمبي»، و«اللي بالي بالك»، وعدد آخر من الأعمال المُشتقة من الشخصية نفسها.واستغل سعد إحدى هذه الشخصيات في برنامجه التلفزيوني تحت اسم «وش السعد» مؤدياً دور «المعلم بوحة الصباح»، وكان يستضيف عدداً من النجوم لتقديم رسائل مُجتمعية مُختلفة، ثم توقّف البرنامج بعد عرض جزء واحد منه.بدوره أحمد آدم قدّم أجزاءً عدة من برنامجه «بني آدم شو»، مُستغلاً «إفيهات» كثيرة في أعماله، حيث يسخر من مشاكل عدة يعانيها العالم العربي.رأي النقد
قال الناقد طارق الشناوي إن نجاح الشخصيات في البرامج الترفيهية يتوقّف على طبيعة الشخصية نفسها، وقدرتها على أن تكون قابلة للتطوّر والتجديد والاستمرار مع الجمهور من دون أن يشعر بأي تكرار.تابع «يحتاج تقديم الشخصية نفسها مرات عدة إلى الذكاء لدى الفنان، وهو الأمر المستمر مع شخصية «أبي حفيظة»، فيما أخفق محمد سعد في ذلك»، مؤكداً أن نجاح هذه النوعية من الشخصيات يتوقّف على معايير التجديد في الطرح الفني.
أحمد آدم قدّم أجزاءً عدة من برنامجه « بني آدم شو»