«داعش» يكلف «مدربين افتراضيين» بتشغيل «الذئاب المنفردة»

نشر في 12-03-2017
آخر تحديث 12-03-2017 | 00:00
No Image Caption
فيما يشبه استخدام الطائرات بدون طيار المسيرة عن بعد عمد تنظيم «داعش»، الذي يواجه تراجعا في قدرته على التخطيط المركزي مع تلقيه خسائر ميدانية بالعراق وسورية، إلى تكليف «مدربين افتراضيين» يعملون بصورة مستقلة عن قيادة التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «الدولة الإسلامية» لتوجيه «ذئاب منفردة» وحضهم على تنفيذ هجمات محدودة بمناطق متفرقة وبعيدة.

وقال باحثان في دراسة حملت عنوان «البرنامج حول التطرف» في جامعة جورج واشنطن إن الأدلة تشير إلى أن العديد من منفذي الهجمات المعروفين بـ«الذئاب المنفردة» لتحركهم بمفردهم، يتلقون في الواقع التشجيع والتوجيه من عناصر في «داعش» يدفعونهم لتنفيذ هجمات يمكن للتنظيم لاحقا تبنيها.

وقال ألكسندر ميلياغرو هيتشنز الذي وضع الدراسة بالاشتراك مع سيموس هيوز «ثمة أشخاص يبادرون إلى ابتكار أساليب جديدة لنشر العقيدة الجهادية وتشجيع الهجمات».

والجديد على حد قوله، هو أن هؤلاء الأفراد، الذين يطلق عليهم الباحثان تعبير «المدربين الافتراضيين»، يعملون على ما يظهر بصورة مستقلة لتطوير مخططات اعتداءات بعيداً عن أي إشراف أو توجيه من قادة التنظيم المتشدد، مستخدمين شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الرسائل المشفرة.

وتابع الباحث: «يتهيأ لنا أنهم متروكون إلى حد بعيد لشأنهم، مع وسائلهم الخاصة. إنهم يستخدمون حسهم بالابتكار لإيجاد وسائل جديدة لاجتذاب عناصر وتشجيعهم على شن هجمات، وكذلك الطلوع بأساليب جديدة لمهاجمة الغرب».

وتشير الدراسة التي صدرت في صحيفة «سي تي سي سينتينل» التابعة لمركز «مكافحة الإرهاب» في كلية «وست بوينت» العسكرية الأميركية إلى أن ثمانية مشاريع اعتداءات وهجمات من أصل 38 خطط لها أو نفذت في الولايات المتحدة منذ 2014، أي ما يعادل الخمس، دبرها أو نفذها أشخاص أعدهم «مدربون افتراضيون» تابعون للتنظيم.

واستند الباحثان إلى عناصر أدلة اعتمدتها الإدارة الأميركية لإعداد ملفات قانونية ضد مهاجمين محتملين، وإلى معلومات مستمدة من اعتداءات تم تنفيذها، لاستخلاص نمط تحرك لـ»داعش»، يقضي بمنح بعض عناصره الحرية لتطوير مخططات من تلقاء أنفسهم.

وفي تحليلهما لمخطط اعتداء دبره ثلاثة رجال على معرض رسوم عن النبي محمد في مايو 2015 في غارلاند بولاية تكساس، يظهر في بادئ الأمر أن الخطة دبرت حصرا في الولايات المتحدة، وأن دور التنظيم اقتصر فيها على إلهام المخططين.

غير أن معلومات تم جمعها لاحقا كشفت أن عنصرا في سورية يدعى جنيد حسين هو الذي أعطى المخططين التعليمات، وقام باختيار الهدف بنفسه.

ويعمل عشرة من «المدربين المفترضين» في السنوات الأخيرة انطلاقا من الرقة، أبرز معاقل التنظيم في سورية، فيحاولون التواصل مع أشخاص في الولايات المتحدة يعتقدون أنهم يؤيدون قضية الجهاديين.

واكتسب دورهم أهمية أكبر بعدما بات التنظيم يواجه صعوبة متزايدة في تدبير اعتداءات كبرى ضد الدول الغربية، وهو يتعرض لهجوم على معاقله في سورية والعراق تنفذه القوات السورية والقوات العراقية، والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

back to top