أزمة مفتوحة بين أنقرة ولاهاي.. هولندا أبعدت وزيرين وتركيا أغلقت السفارة

نشر في 12-03-2017 | 05:52
آخر تحديث 12-03-2017 | 05:52
شرطة مكافحة الشغب تمنع أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الوصول إلى سفارة هولندا في أنقرة
شرطة مكافحة الشغب تمنع أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الوصول إلى سفارة هولندا في أنقرة
طردت لاهاي وزيرة العائلة التركية التي وصلت إلى روتردام بعد ساعات من منع السلطات الهولندية زيارة لوزير الخارجية التركي الذي كان يُفترض أن يحضر تجمعاً مؤيداً للرئيس رجب طيب اردوغان في المدينة نفسها.

ورداً على إعلان هولندا صباح السبت منع هبوط طائرة مولود تشاوش اوغلو على أراضيها، أغلقت أنقرة الطرق المؤدية إلى السفارة والقنصلية الهولنديتين ووصفت قرار لاهاي بأنه من «بقايا النازية».

وكان يُفترض أن يحضر تشاوش اوغلو تجمعاً نظمته الجالية التركية في روتردام في اطار الحملة قبل الاستفتاء المقرر اجراؤه في تركيا في 16 أبريل حول تعزيز الصلاحيات الرئاسية.

لكن الوزير التركي تمكن من الهبوط في ميتز بشرق فرنسا حيث يُفترض أن يشارك الأحد في تجمع بدعوة من فرع اتحاد الديموقراطيين الأتراك الأوروبيين في منطقة اللورين، الذي ينظم تجمعات انتخابية لحزب اردوغان حزب العدالة والتنمية.

وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن «وزارة الخارجية أبلغت بقدوم الوزير التركي»، مشدداً على أن «حضور الوزير التركي للتجمع مرتبط بحرية التجمع».

عمل لا مسؤول

في روتردام، قامت السلطات بترحيل وزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا التي وصلت براً من مدينة دوسلدورف الألمانية مساء السبت.

ووصفت الحكومة الهولندية قدوم وزيرة الأسرة بأنه عمل «لا مسؤول»، وقالت الحكومة في بيان «قلنا وكررنا أن السيدة كايا ليست موضع ترحيب في هولندا لكنها قررت مع ذلك السفر».

وقال رئيس بلدية روتردام أحمد أبوطالب للصحافيين أن الوزيرة التركية «طردت إلى البلد الذي اتت منه»، وأضاف أنه بعد ساعات من المفاوضات «تبيّن أنه من المستحيل التوصل إلى حل».

وكانت الوزيرة التركية صرحت «لن أرحل ما لم يسمح لي بلقاء مواطنينا ولو لخمس دقائق».

وتجمع نحو ألف متظاهر وهم يرفعون الأعلام التركية مساء السبت أمام قنصلية تركيا في روتردام قبل أن تفرقهم الشرطة مستخدمة خراطيم المياه.

وتُثير زيارة تشاوش اوغلو إلى روتردام توتراً حاداً بين البلدين منذ أيام إذ أن لاهاي ترفض الموافقة على زيارة حكومية هدفها «القيام حملة سياسية من أجل استفتاء».

ورد اردوغان بعد ظهر السبت، معتبراً أن قرار «من بقايا النازية»، ورد رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي بوصف هذه التصريحات بـ «الجنونية وغير اللائقة».

بعد ساعات على رفض لاهاي استقبال تشاوش اوغلو، أعلنت أنقرة أنها أغلقت الطرق حول السفارة الهولندية في أنقرة والقنصلية الهولندية في اسطنبول، ومنعت بذلك الوصول إليهما «لأسباب أمنية».

وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن «الاجراء نفسه شمل منزلي القائم بأعمال السفارة والمسؤول القنصلي».

في اسطنبول تجمع نحو ألف شخص أمام القنلصة الهولندية مرددين هتافات دعم لردوغان، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس، وظهر في لقطات بثتها قناة «سي ان ان-ترك» متظاهرون يرشقون السفارة الهولندية في أنقرة بالبيض والبرتقال.

وكان يُفترض أن يُشارك تشاوش اوغلو في تجمع في زوريخ الأحد، لكن شبكة التلفزيون والإذاعة السويسرية (ار تي اس) ذكرت أن التجمع ألغي بسبب رفض الفندق الذي كان سيجري فيه.

وكان تشاوش اوغلو تحدى صباح السبت تحذيرات السلطات الهولندية وأعلن عن ابقائه على زيارته إلى روتردام، مهدداً لاهاي «بعقوبات كبيرة» إذا منعته من القيام بذلك.

وأعلنت الحكومة الهولندية الخميس معارضتها لهذه الزيارة وألغي التجمع منذ الأربعاء بقرار من رئيس بلدية روتردام بسبب عدم استعداد إدارة الصالة لاستقباله.

المغتربين

استدعت وزارة الخارجية التركية القائم بالأعمال الهولندي في أنقرة لابلاغه بأن تركيا «لا ترغب في عودة السفير الهولندي الموجود حالياً في الخارج، إلى العمل (في تركيا) قبل فترة من الوقت».

وتسعى السلطات التركية إلى الحصول على تأييد المغتربين في حملتها التي تسبق الاستفتاء، ويُقيم حوالي 400 ألف شخص من أصل تركي في هولندا.

وتأتي الأزمة بين تركيا وهولندا قبل أيام من انتخابات تشريعية هولندية شكّل فيها الإسلام موضوعاً أساسياً، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب النائب اليميني المتطرف غيرت فيلدرز سيأتي في المرتبة الثانية في هذا الاقتراع.

وأثارت حملة اردوغان في أوروبا توتراً مع ألمانيا أيضاً حيث ألغت سلطات عدد من المدن تجمعات مؤيدة لاردوغان.

وكان اردوغان اتهم ألمانيا في الخامس من مارس بالقيان «بممارسات نازية»، مما أثار غضب برلين والاتحاد الأوروبي.

back to top