تعزيزات عسكرية أميركية إلى الرقة عبر كردستان العراق

«تحرير الشام» تتبنى الهجوم على الزوار العراقيين بدمشق وتعتبره رسالة لإيران وميليشياتها

نشر في 13-03-2017
آخر تحديث 13-03-2017 | 00:04
تتكثف الاستعدادات لبدء معركة حاسمة في مدينة الرقة السورية، عاصمة «دولة الخلافة» المزعومة التي أعلنها «داعش» في سورية والعراق. وفي هذا السياق، أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات جديدة لدعم هذه المعركة، التي ستكون قوات «قسد» الكردية عمادها.
في تطور جديد، وصلت أمس آليات عسكرية تتضمن دبابات ومدرعات أميركية وصلت إلى مشارف مدينة منبج شمال سورية، للمشاركة في حماية منبج، وفي عملية تحرير الرقة "عاصمة داعش".

ودخلت هذه الآليات من خلال معبر سيمالكا في الشرق، والذي يربط بين الجزيرة السورية (الحسكة) وإقليم كردستان العراق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن هذه المدرعات ستساند ما تسمى "#قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من التحالف الدولي، في معركة حاسمة يتوقع أن تبدأ ضد "داعش".

وكانت واشنطن أعلنت أنها أرسلت 400 جندي أميركي من قوات مشارة البحرية (المارينز) إضافي إلى سورية، لينضموا إلى 500 عنصر موجودين أصلا هناك، لتسريع الحرب على "داعش".

وقالت مصادر إن تنظيم "داعش" يتابع تحصين الرقة، واستجلاب التعزيزات من مقاتلين وأسلحة، في ما يبدو أنه استعدادات لمعركة طويلة في المدينة. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر، أمس الأول، أن 300 من عائلات القادة الأجانب في "داعش" غادروا الرقة نحو ريفها الجنوبي، وفر قسم منهم إلى محافظة دير الزور، فيما انتقل القسم الآخر إلى ريف حماة الشرقي.

وتواصلت المعارك العنيفة بين "قسد" مدعومة بطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، على محاور في الريف الشرقي لمدينة الرقة، حيث تمكنت "قسد" من السيطرة على على قريتين.

إلى ذلك، تبنت "هيئة تحرير الشام" التي تقودها "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) أمس التفجيرين اللذين استهدفا منطقة باب مصلى في حي الشاغور بدمشق القديمة، أمس الأول، وأوديا بـ74 شخصا أغلبيتهم من الزوار العراقيين الشيعة، بحسب بيان نشرته على تطبيق "تلغرام".

وأفاد البيان "في يوم السبت (...) وبعد الرصد والمتابعة من قبل وحدات العمل خلف خطوط العدو، تم تنفيذ هجوم مزدوج من قبل بطلين من أبطال الإسلام، وهما أبوعائشة وأبوعمر الأنصاريان (...) وسط العاصمة دمشق". واعتبر أن الهجوم "رسالة واضحة لإيران وميليشياتها".

واستهدف تفجيران أحدهما انتحاري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، صباح السبت، منطقة تقع فيها مقبرة باب الصغير في حي الشاغور بالمدينة القديمة. وتضم المقبرة اضرحة بعضها مزارات دينية شيعية وسنية.

وأسفر التفجيران، وفق المرصد، عن مقتل 74 شخصا، بينهم 43 من الزوار العراقيين الشيعة، و11 مدنيا سورياً، فضلا عن 20 من قوات الدفاع الوطني والشرطة السورية.

وقال أحد سكان الحي لـ"فرانس برس" أن انفجارا أول دوى، تلاه الثاني بعدما تجمع الناس في المكان قرب المقبرة. وتشهد دمشق ومنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة حركة كثيفة، خصوصا مع العراقيين والإيرانيين الشيعة الذين يقومون بزيارة العتبات رغم الحرب.

في سياق آخر، نشر معهد دراسات الحرب الأميركي تقريراً ذكر أنه نتاج تعاون بينه وبين "مشروع التهديدات الخطيرة" التابع لمعهد إنتربرايز الأميركي لأبحاث السياسات العامة، فكرته الأساسية تقوم على أساس أن "نظام الرئيس بشار الأسد لا يعتبر شريكا لأميركا قابلا للاستمرار ضد "داعش" والقاعدة، وأن روسيا وإيران اخترقتا سلطات القيادة والتحكم في الجيش العربي السوري على كل المستويات".

ويؤكد التقرير أن "التحالف الموالي لنظام الأسد لا يستطيع تأمين كل سورية"، كما يؤكد أن "أي استراتيجية أميركية تعتمد على القوات الموالية للنظام في القضاء على الجهاديين والسلفيين في سورية سيكون مصيرها الفشل".

وذكر أن إيران تقوم بإدارة تحالف يضم نحو 30 ألف مقاتل من بينهم مقاتلون من الحرس الثوري، وحزب الله اللبناني، والميليشيات الشيعية العراقية، ومقاتلون شيعة أفغان.

وأشار إلى أن إيران كان لها دور مهم في إعداد الجماعات شبه العسكرية الموالية للنظام، وتحت قيادة النظام من الناحية الظاهرية فقط، ويتمثل هدفها من وراء ذلك في تأسيس بنية أساسية طويلة الأجل، لكي يكون هناك "حزب الله سوري".

وذكر التقرير في نهايته أنه "على هذا الأساس يتعين على الولايات المتحدة العمل على استعادة نفوذها، وانتزاع تنازلات مهمة من التحالف الموالي للنظام، وعدم الاستسلام للأعداء الاستراتيجيين من أجل مكاسب غير دائمة في مواجهة داعش والقاعدة".

back to top