اعتمدت الجمعية العمومية العادية لمجموعة زين توزيع أرباح نقدية بقيمة 35 فلسا للسهم، عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2016، كما انتخبت الجمعية مجلس إدارة المجموعة للسنوات الثلاث المقبلة.

وقال رئيس مجلس الإدارة أسعد البنوان في الجمعية العمومية التي عقدت أمس، بنسبة حضور بلغت 66.79 في المئة، إن النتائج المالية تعكس التوترات السياسية، والمخاطر الأمنية في بعض المناطق من أسواق المجموعة الرئيسية، إلى جانب تقلبات أسعار صرف العملات والسياسات النقدية التي فرضت مؤخرا في بعض الأسواق، حيث كلفت الأخيرة من ناحية الإيرادات 92 مليون دولار، كما كلفت المجموعة 38 مليونا عن حجم الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات، و140 مليونا على مستوى الأرباح الصافية.

Ad

تنويع الأعمال

وأضاف البنوان: "واصلت المجموعة خططها الاستراتيجية في تنويع حجم أعمالها، وسط التحولات الكبيرة في صناعة الاتصالات، كما أنها أحرزت تقدما في التركيز على الفاعلية التشغيلية لعملياتها، وتعزيز خططها في ترشيد التكاليف، والنفقات الرأسمالية، حيث بلغ إجمالي النفقات الرأسمالية 635 مليون دولار (باستثناء زين السعودية)".

وتابع: "نجحت زين في بناء أسس صلبة لمبادراتها الاستثمارية والتجارية، والتي تعول عليها كثيرا في رؤيتها المستقبلية، وتحرص المجموعة في تنفيذ خطط أعمالها على أن تضع دائما في عين الاعتبار تعظيم حقوق المساهمين عند اتخاذها أي قرارات تتعلق بخططها الاستثمارية".

ظروف استثنائية

وقال نائب رئيس مجلس الإدارة بدر ناصر الخرافي خلال الجمعية العمومية العادية "نتيجة لعدة عوامل خارجة عن إرادتنا، لم نستفد من أدائنا التشغيلي لشبكاتنا بالشكل الذي يخدم طموحاتنا عن هذه الفترة، حيث شهد عام 2016 استمرار تفاقم حالة عدم الاستقرار الأمني والاجتماعي في بعض أسواقنا، والظروف الاستثنائية التي تواجه عمليات زين بالعراق، والتحديات الاقتصادية بالسودان".

وأضاف الخرافي: "لكن وسط هذه الظروف الصعبة شهد عام 2016 محطات إيجابية لعمليات المجموعة، التي جعلتنا نتطلع إلى تحقيق مستويات جديدة من النمو، ففي السعودية، جاء قرار هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة بتمديد رخصة شركة زين السعودية مدة 15 سنة إضافية، والحصول على رخصة الاتصالات الموحدة، ليساعد الشركة في تنفيذ خطط تحول عملياتها".

وأوضح ان "هذا القرار ستكون له آثار إيجابية على الأداء المالي والتشغيلي، حيث سيسهم في تخفيض إطفاء الرخصة بمبالغ مالية تقدر بنحو 433 مليون ريال (115 مليون دولار تقريبا) سنويا".

وأشار الى ان "شركة زين العراق نجحت في التوصل إلى تسوية شاملة مع الحكومة العراقية بخصوص مطالباتها الضريبية، وقد أفضت هذه التسوية إلى رفع الحجز عن أرصدة الشركة في المصارف العراقية، ورفع أي حجوزات أو قيود على أسهم الشركة".

وتابع: "لدينا توقعات إيجابية بأن تعزز هذه التسوية الوضع المالي للشركة خلال المرحلة المقبلة، وأن تحسن قراراتها الاستثمارية مستقبلا".

«زين» تشكر رئيس الوزراء ووزير الخارجية

قال البنوان إن الشركة تنتهز هذه المناسبة وتتقدم بخالص الشكر التقدير لرئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، على الجهود التي بذلت والمساعدة التي قدمت للشركة في بعض المراحل في العراق لحلحلة بعض الملفات التي كانت عالقة هناك، لا سيما ملف الضريبة، حيث تم رفع الحجز عن بعض الأموال التي كانت محجوزة هناك.

وأوضح البنوان أن «العراق كان السوق الثاني بعد الكويت، إلا أن الظروف السياسية أثرت كثيراً»، مستدركا «لكن المستقبل يبشر بالخير، لاسيما بعد تحرير الموصل والرمادي».

وأشار إلى أن «زين» توجد في 8 دول، وتعتبر الشركة الأولى في 5 منها، في حين تنافس في الدول الثلاث الباقية لتحقيق المركز الأول.

وضع استراتيجي

وكشف الخرافي أن "مجموعة زين تتمتع حاليا بوضع جغرافي استراتيجي، ولدينا سلسلة متوازنة من الأسواق التي تمر بمراحل مختلفة من النمو، ونملك الحصة السوقية الأولى في 5 أسواق من أصل 8 أسواق تتواجد فيها عملياتنا".

وأفاد: "تواصل مجموعة زين تركيزها على الابتكار في الخدمات الرقمية، والدخول في قطاع مشروعات الأعمال، ونتوقع أن تساعدنا الاتفاقيات التي دخلت فيها المجموعة مؤخرا مع المؤسسات التي تملك منصات إبداعية متطورة، في تسريع التحول السريع في جوهر عملياتنا".

وبين ان "الخدمات الرقمية تقود فرص النمو في صناعة الاتصالات، وانطلاقا من هذا سارعنا إلى تبني الحلول الرقمية، وحلول المدن الذكية، والدخول في مشاريع الـ B2B، وتأسيس كيانات استثمارية مشتركة في بث المحتوى الترفيهي، حيث المناطق الجديدة في تعزيز تدفقات الإيرادات".

وذكر أن "المجموعة واصلت عام 2016 استثماراتها في الصناديق التي تستهدف شركات التكنولوجيا الناشئة، حيث نتوقع أن يفتح هذا التوجه آفاقا جديدة لاستثماراتنا في عدد من الأسواق العالمية"، مبينا أن "الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا الناشئة ستمنحنا المزيد من التنوع في تدفقات الإيرادات".

وذكر أن "المجموعة واصلت في 2016 استثماراتها في الصناديق التي تستهدف شركات التكنولوجيا الناشئة، حيث نتوقع أن يفتح هذا التوجه آفاقاً جديدة لاستثماراتنا في عدد من الأسواق العالمية"، مبينا أن "الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا الناشئة ستمنحنا المزيد من التنوع في تدفقات الإيرادات".

وبيّن الخرافي في حديثه الميزات التنافسية التي تمتلكها "زين"، وسط المنافسة المحتدمة في هذه الصناعة بقوله "الوجود الحالي والقوي لشبكات المجموعة، هو الأساس الذي تستند إليه في خططها الاستراتيجية، وما من شك أن هذا الأمر يعطيها ميزات تنافسية أفضل من الآخرين".

وجاء في كلمة رئيس مجلس الإدارة "لاتزال شركة زين الكويت أكثر الشركات ربحية في المجموعة، فرغم المنافسة الشديدة، ومعدلات الانتشار العالية (أكثر من 200 في المئة)، وبفضل استثماراتها المستمرة في تعزيز كفاءة شبكتها، فقد نجحت في المحافظة على ريادتها السوقية، حيث مازالت تمتلك الحصة الأكبر على صعيدي العملاء وحجم العوائد المحققة".

ولاتزال الظروف الراهنة في السوق العراقي تشكل تحدياً لعمليات المجموعة، والتي منها عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، وحرب الأسعار، بالإضافة إلى فرض ضريبة مبيعات بنسبة 20 في المئة على خدمات الاتصالات المتنقلة، والزيادات الضريبية واسعة النطاق على قطاعات أخرى، ورغم هذا تواصل "زين" نشر تقنيات شبكة الجيل الثالث بنجاح كبير في جميع المناطق العراقية.

وأظهرت عمليات المجموعة في السودان أداءً تشغيليا قويا في عام 2016، ويعود الفضل في ذلك إلى الزيادة في إيرادات الخدمات الصوتية والبيانات، ولكن النتائج المالية المجمعة تأثرت بتحديات تقلب أسعار صرف العملات، والخفض العنيف لقيمة العملة المحلية للجنية السوداني مقابل سعر صرف الدولار، والتي وصلت نسبة الخفض إلى 60 في المئة.

بينما في السعودية تأثرت قاعدة عملاء الشركة بتطبيق القواعد الجديدة المنظمة، في ما يتعلق بتشغيل الخطوط والاشتراكات الجديدة، والتي تربط الخدمات بتوثيق البصمة، وهو النظام الذي فرضته هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة السعودية، وإن كان هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي على المدى القصير، إلا أنه سيكون له تأثير إيجابي على المدى البعيد، حيث سيسهم هذا القرار في تنظيم السوق.

وحققت "زين" الأردن أداءً قوياً في عام 2016، حيث نجحت في الحفاظ على مكانتها الرائدة في السوق بقاعدة عملاء إجمالية بلغت 4.3 ملايين عميل، بنسبة نمو بلغت 5 في المئة مقارنة بنفس الفترة من 2015.

وكثف مجلس إدارة المجموعة جهوده على ملف المطالبات والادعاءات والقضايا العالقة مع العديد من الأطراف، وفي أكثر من اتجاه، لإنهاء هذه الأمور التي قد تؤثر على مستوى تركيز المجموعة في أعمالها الجوهرية، وإلى جانب التسويات الشاملة التي قامت بها مع الحكومة العراقية، نجحت "زين" في غلق واحد من الملفات القضائية التي كانت عالقة فترة طويلة، حيث أتمت المجموعة تسوية نهائية مع شركة "بهارتي" الهندية حول المنازعات التحكيمية الناشئة عن اتفاقية بيع الأصول الإفريقية، بسداد مبلغ 129 مليون دولار من المخصصات الخاصة حول هذه القضية، لتغلق المجموعة هذا الملف بشكل نهائي.

وتعتمد مجموعة "زين" في تنفيذ أهدافها الاستراتيجية على قائمة ثابتة من المبادئ والتعليمات الخاصة بحوكمة الشركات، التي تراعي فيها القواعد التنظيمية التي أصدرتها هيئة أسواق المال، وتلتزم بقواعد الشفافية وأسس الإدارة المسؤولة، حتى تضمن تحقيق حماية حقوق المساهمين.

بدوره، عاد رئيس مجلس الإدارة لمجموعة "زين" أسعد البنوان ليؤكد أن المجموعة في وضع قوي ومتين، وفي مركز مريح تشغيليا في كل الدول التي تتواجد فيها رغم المنافسة، مؤكدا أن المؤشرات المالية مبشرة ومطمئنة وجيدة، لافتا الى بلوغ إجمالي إيرادات الشركة في العام الماضي نحو 1.09 مليار دينار، أي نحو 3.6 مليارات دولار أميركي، موضحا أن الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات تصل إلى نحو 512 مليون دينار، أي نحو 1.7 مليار دولار بنسبة نمو بلغت 3 في المئة.

وأضاف البنوان أن قاعدة عملاء الشركة زادت بنسبة إلى 3 في المئة، لتصل إلى نحو 47 مليون دينار مقارنة بعام 2015، موضحا أن الشركة تتربع على القمة في 5 أسواق من 8 تتواجد فيها، بفارق كبير عن أقرب منافس، وهو ما يؤكد ريادتها، إذ واصلت إيرادات البيانات نموها بنسبة 6 في المئة، حيث تمثل تلك الخدمات نحو 23 في المئة من الإيرادات المجمعة.

آثار إيجابية

من جهة أخرى، اعتبر الخرافي في تصريحات للصحافيين على هامش انعقاد الجمعية العمومية، أن وجود "زين" في السودان ايجابي ونام، ومشكلة الشركة فقط في العملة، حيث كان سعر الدولار تقريبا 6 جنيهات سوداني، وقفز إلى نحو 15.6 تقريبا، معتبراً أن عملية تعويم الجنيه يمكن أن تكون لها آثار إيجابية نتوقعها ونترقبها.

وكشف أن الشركة تستغل السيولة التي تنتج عن عملياتها في استثمارات عقارية لتخفيف الآثار السلبية وتحقيق ربح، مضيفا أن ملف التأثر الناتج عن العملة ليس بيد الشركة، وهو من الأمور الخارجة عن إرادتها.

وأوضح الخرافي رداً على أحد المساهمين، بخصوص المعيار المحاسبي 129، أن الشركة ليست مضطرة حاليا إلى تطبيقه، خصوصا أن نسبة التضخم المتراكمة لاتزال 57 في المئة ولم تصل إلى 100 في المئة، مشيراً إلى أن أمام الشركة مهلة 3 سنوات، وتضطر فقط إذا بلغ التضخم المالي أكثر من 100 في المئة، موضحا انه لا يجوز ماليا أن نطبق ونعود مرة اخرى.

وحول التغييرات التي جرت على مجلس الإدارة، أوضح الخرافي أنها ستكون استكمالا للجهود التي قام بها المجلس السابق، بما ينعكس إيجابا على أداء المجموعة.

السودان والعملة

وعن عمليات المجموعة، قال البنوان، ان عمليات الشركة في السودان تأثرت كثيرا بتغيير سعر صرف العملة على مدار السنوات الماضية، ونجحت الشركة في وضع سياسات احترازية منها شراء بعض العقارات للحفاظ على موجودات وقيمة الشركة، "بالإضافة الى اننا نتوقع خلال 2017 أن يتم رفع الحظر الدولي على السودان، وهو ما سينعكس ايجابا على عملياتنا فيه".

وفي رده على سؤال حول المشاكل التي تواجه الشركة في العراق، أوضح البنوان، أن الاوضاع الامنية انعكست سلبا على الشركة، ورغم ذلك تتمتع "زين العراق" بمستويات نمو، مشيرا الى انه تم الانتهاء من 70- 80 في المئة من القضايا المرفوعة على الشركة في العراق.

وتابع "شركة زين عملاقة وكبيرة بجهود الادارة التنفيذية ودعم المساهمين الذين دعمونا خلال المشوار الطويل لتحقيق العديد من الانجازات والانتشار الجغرافي في 8 دول"، لافتا إلى أن "عدد مشتركي الشركة ارتفع من 600 ألف في عام 1999 إلى 47 مليون عميل حاليا".

وفيما يتعلق بقطاع الاتصالات في السوق الكويتي، ذكر البنوان ان "السوق الكويتي متشبع مع وجود 3 شركات اتصال، كما أن المنافسة محتدمة جدا بين هذه الشركات، ولا يوجد أي نمو كبير يذكر كما كان في السابق"، لافتا الى ان "التركيز على تقديم الخدمات والقيمة المضافة التي من شأنها ان تجذب العملاء، تصب في مصلحة المستهلك اولا وأخيرا".

مجلس إدارة «زين» الجديد

تشكل مجلس إدارة شركة زين الجديد على النحو التالي:

1- مهند محمد عبدالمحسن الخرافي رئيساً لمجلس الإدارة

2- بدر ناصر الخرافي نائباً ورئيساً تنفيذياً

3- طلال جاسم الخرافي عضواً

4- حسام فوزي محمد الخرافي عضواً

5- خالد علي ثنيان الغانم عضواً

6- فيصل نزار النصف عضواً

7- خالد وليد الفلاح عضواً

8- أحمد الطاحوس عن هيئة الاستثمار

وسكوت جيجنهايمر رئيساً تنفيذياً لعمليات المجموعة.

وخرج من مجلس الإدارة كل من:

رئيس مجلس الإدارة أسعد البنوان، وشيخة خالد البحر، وعبدالعزيز النفيسي، وجمال الكندري، ووليد الروضان، وعبدالمحسن الفارس، وجمال الكاظمي.