قائد «قادمون يا نينوى»: حررنا 40% من الساحل الأيمن للموصل.. وأعداد داعش أكبر بكثير مما توقعنا

نشر في 13-03-2017 | 12:09
آخر تحديث 13-03-2017 | 12:09
قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله
قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله
صرّح قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، بأن القوات المشاركة في العمليات تمكنت من تحرير 40% من الساحل الأيمن من الموصل، وكشف أن عدد عناصر داعش في المنطقة أكبر بكثير مما كانت رصدته التقديرات الاستخباراتية قبل بدء المعارك.

وقال يارالله في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الأثنين: «لقد حررنا 40% من الساحل الأيمن، والتقدم مستمر بمركز المدينة».

ورفض تحديد موعد ولو تقريبي لانتهاء العمليات، وقال: «لقد لحقت بالتنظيم خسائر كبيرة على مستوى العناصر والقيادات نتيجة لضربات القوات الجوية العراقية وطيران التحالف الدولي والعمليات البرية.. لكن المؤكد أن أعدادهم تفوق بكثير ما رصدته التقديرات الاستخباراتية قبل بدء المعركة».

وأوضح: «التقديرات كانت تشير لوجود ألفي عنصر من داعش في الساحل الأيمن.. ولكن الأعداد التي تم قتلها تؤكد عدم صحة تلك المعلومات.. فعدد من قُتِلَ من التنظيم حتى الآن يتجاوز الرقم الذي زودتنا بها الأجهزة الاستخباراتية».

وعن هويات عناصر التنظيم، قال: «العناصر الغربية يشكلون الغالبية، وهم من كل الجنسيات تقريباً، لكن مواطني جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة هم الأكثر، أما العناصر المحلية فعددهم قليل جداً».

صعوبة

ووصف يارالله معركة تحرير الساحل الأيمن من المدينة، والتي بدأت في فبراير الماضي بـ«الصعبة»، موضحاً أنه «رغم أن التنظيم فقد الكثير من قدراته، فإن قناصاً واحداً يكون قادراً على عرقلة تقدم القوات.. فالعدو يستفيد من الشوارع الضيقة وكثرة الأبنية ويتخذ من المواطنين دروعاً بشرية».

وأكد: «لا نستطيع لما ذكرناه تحديد موعد ولو تقريبي لاكتمال عمليات تحرير الساحل الأيمن.. وبعد عبور مدينة الموصل القديمة ستتغير الكثير من الأمور وربما يصبح القتال أسهل».

ودعا يارالله لعدم التخوف من إمكانية نجاح بعض العناصر الإرهابية من الاختباء في صفوف النازحين، مؤكداً على أن «هؤلاء لم يذهبوا بعيداً عن سيطرة القوات الأمنية والاستخباراتية التي تقوم بعمليات تدقيق أمني شديدة في أوساط النازحين استناداً إلى ما تملكه من قوائم وقواعد بيانات.. ولن يفلت أحد من التوقيف ومن ثم الإجراءات القانونية».

وشكك في صحة ما يتردد عن تمكن عدد من قادة التنظيم من الفرار لبعض المناطق الصحراوية القريبة من الحدود السورية أو عبورها فعلياً لداخل سورية، وقال: «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتمكن أي إرهابي، سواء كان محلياً أو أجنبياً، أن يهرب باتجاه سورية، نظراً لقيام الحشد الشعبي حالياً بغلق الطرق والحدود».

إلا أنه استدرك بالقول: «ربما قبل إغلاق الطرق تمكنت بعض عناصر التنظيم من الفرار والتوجه لبعض المناطق الصحراوية القريبة من الحدود حيث يتمتعون بحواضن شعبية.. ربما قبل إتمام الغلق غادر البعض لمناطق مثل البعاج والقيروان (غرب الموصل على الحدود العراقية السورية).. ولكن في كل الأحوال نحن نراقب تلك التحركات وفي الوقت المناسب سنعرف كيف نعالج أمرهم».

الدفاع عن نفسه

وحول ما إذا كانت قيادة عمليات نينوي تملك أي معلومات حول مكان اختباء زعيم داعش أبوبكر البغدادي، أجاب: «يُقال إنه بمنطقة الجزيرة قرب الحدود السورية، ولكن لا معلومات لدي أكثر منذ ذلك».

وحول ما إذا كان هناك أي قصور أمني هو الذي يجعل التنظيم قادراً على توجيه ضربات للجانب الأيسر من الموصل الذي تم إعلان استكمال تحريره في يناير الماضي، قال: «العدو يقع خلف النهر.. وما يفصل بين الساحلين الأيسر والأيمن هو النهر، وعرضه يتراوح من مئة إلى 300 متر من منطقة لأخرى، وأي شخص يستطيع من الجهة اليمنى أن يقذف بالهاون أو يسيّر طائرة ترمي قنابل.. ولكن بتقدم القطاعات في الساحل الأيمن سوف ينتهي هذا الخطر».

وأكد: «داعش أصبح مشغولاً بالدفاع عن نفسه، وليس بتوجيه ضربات للساحل الأيسر.. وأنا شخصياً أقوم بجولات بالجانب الأيسر وأؤكد أن المكان مؤمن وأن الناس تمارس حياتها بشكل طبيعي».

واستنكر يارالله بشدة ما يتردد عن مقتل آلاف المدنيين والعسكريين وحدوث دمار واسع في البنى التحتية نتيجة التسرع والعنف المفرط في إطار العمليات، وشدد على أن «هذا الحديث غير صحيح على الإطلاق.. والقوات تتقدم بحذر للحفاظ على الأرواح، وسقوط قتلى في صفوف المدنيين يكون في الأغلب المطلق ناتجاً عن قصف داعش لهم».

وأضاف: «وفيما يتعلق بضحايا القوات، فهو عدد صغير جداً، سواء على مستوى الشهداء أو الجرحى.. وبالأساس عدد القوات المشاركة في تحرير الساحل الأيمن لا يتجاوز أربعة آلاف مقاتل، فكيف خسرنا الآلاف؟.. هناك الكثير من المبالغات».

تشويه

واتهم جهات لم يسمها بمحاولة تشويه صورة القوات العراقية المقاتلة في معركة الموصل عبر كيل الاتهامات لها، وقال: «لا نهتم إذا كانت جهات سياسية أو دول تردد اتهامات لا أساس لها لنا.. المهم لدينا أن نحرر المدينة ونرجع الموصل لأبنائها.. وعموماً، كل من يزور الساحل الأيسر يرى أن حجم الدمار صغير وأن الخسائر في صفوف المدنيين قليلة.. ونحن نستخدم في الساحل الأيمن نفس الأسلوب الذي استخدمناه في الساحل الأيسر، بالرغم من صعوبة المعركة لكثرة الأبنية والمواطنين المدنيين».

وشدد:«نحن نضع الجانب الإنساني فوق كل اعتبار.. وخسائر المدنيين تكون نتيجة استهداف داعش لهم عن طريق القصف بالهاون والقناصة أو بالطائرات المسيرة.. وقواتنا تشرف على عملية إخلائهم وعلاجهم».

التحالف الدولي

ورفض يارالله ما يطرحه البعض بشأن مسؤولية الجانب الأمريكي وقوات التحالف الدولي بشكل عام عن التدمير الذي يقع بالجانب الأيمن من خلال القصف الجوي التي تقوم به للتمهيد للعمليات البرية التي تنفذها القوات العراقية، وشدد على أن «القيادة العسكرية العراقية هي وحدها صاحبة القرار في توجيه الضربات لأي هدف، ولا يمكن تجاوزها».

وأوضح: «الجانب الأمريكي أو قوات التحالف لا تضرب أي هدف إلا بعد الحصول على موافقتي.. ولا يمكن لأي قوات أجنبية التعامل مع أي هدف إلا بموافقة القيادة العراقية العسكرية المتمثلة في قيادة عمليات (قادمون يا نينوى) نحن من نحدد الأهداف ونحن من يطلب ضربها».

ونفى ما يتردد عن اشتراك القوات الأمريكية في المعارك البرية، وقال: «لا تُشارك أية قوات أجنبية برية مع القوات العراقية في المعركة.. من يحرر الموصل قوات عراقية مئة بالمئة.. والتحالف الدولي يشارك بمستشارين تتشاور القيادات العراقية معهم فيما يتعلق بالأهداف الجوية، وذلك حتى نضمن دقة الأهداف لضمان عدم تعرض المواطنين أو البنى التحتية لأي ضرر».

وأشاد يارالله بمستوى التعاون والتنسيق الذي يبديه أهل الموصل مع القوات الأمنية والأجهزة الاستخباراتية، موضحاً: «كان التنسيق بالساحل الأيسر جيداً، والآن بالساحل الأيمن يخبرنا المواطنون عبر الاتصالات أو الرسائل أو يرشدوننا عند تحرير أحيائهم عن الشخصيات التي كانت تتعاون مع داعش.. أهل الموصل يعرفون أن داعش انتهى ويعملون معنا من أجل تحرير مدينتهم بأسرع وقت وبأقل تكلفة».

وحذّر من خطورة الاعتماد والاكتفاء فقط بما ستحققه القوات من انتصار عسكري على التنظيم، وشدد على أن «داعش لابد أن يُهزم فكرياً أيضاً، لأنه بالأساس فكرة أيدلوجية قبل أن تتحول إلى تنظيم مسلح.. ولابد أن تقوم الدولة والمواطن ومنظمات المجتمع المدني بدورها لعلاج ما تركه هذا التنظيم الإرهابي من آثار سلبية على الشخصية العراقية خاصة الشباب».

back to top