بعد اتهامات لروسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية لمصلحة فريق الرئيس دونالد ترامب، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس الأول أن السفير الروسي في الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك لم يلتق فقط أعضاء في حملة دونالد ترامب الرئاسية، بل التقى أيضا مقربين من المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وأكد كيسلياك أن بلاده لم تشارك في اجتماعات في الولايات المتحدة لمناقشة أية مسائل تتعلق بالانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي.

Ad

وقال في مقابلة تلفزيونية إن السفير الروسي التقى أعضاء في حملة ترامب الانتخابية لمناقشة «العلاقات الثنائية وما يحدث في الولايات المتحدة، ما يساعد موسكو على فهم أفضل» للأمور، مؤكدا أن ذلك في صلب مهام أي سفير.

وأشار إلى أن السفير الروسي «التقى أعضاء في مراكز بحثية تقدم النصيحة لكلينتون أو أشخاص يعملون معها».

وأكد أن أيا من تلك الاجتماعات لم تناقش مسألة الانتخابات أو التدخل فيها.

ورأى أن هناك صعوبة في اختراق عملية انتخابية لبلد يتمتع بمؤسسات ديمقراطية عريقة مثل الولايات المتحدة، مؤكدا أن موسكو لم ولن تنوي التدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة.

وحول سؤال عن المرشح الذي كان يفضله الرئيس فلاديمير بوتين، قال إن الأخير لم يعلن بشكل مباشر اسم مرشحه المفضل، وإنه كان يؤكد مرارا «احترامه لخيار الشعب الأميركي»، لكن المتحدث لم يخف أن الرئيس الروسي كان يفضل ترامب على كلينتون بسبب موقفها السلبي من بلاده.

وتواجه إدارة ترامب تساؤلات حول احتمالية صلتها بروسيا. وكانت وكالات الاستخبارات الأميركية قد خلصت إلى أن روسيا تدخلت في الانتخابات الأخيرة في محاولة للإضرار بمرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية هيلاري كلينتون.

في سياق متصل، أعلن الكرملين، أمس الأول أن اللقاء الأول بين بوتين، وترامب، قد يجري أوائل يوليو القادم خلال قمة الدول العشرين في ألمانيا.

التنصت

الى ذلك، طالب السيناتور الجمهوري جون ماكين أمس الأول ترامب بتقديم دليل أو التراجع عن اتهامه للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بالتنصت على مكتبه العام الماضي.

وقال ماكين: «الرئيس أمامه خياران، إما التراجع أو تقديم معلومات يستحقها الأميركيون لأنه إذا كان الرئيس السابق قد انتهك القانون، فإننا سوف نكون أمام مسألة خطيرة».

وأضاف ماكين الذي رشح نفسه للرئاسة في السابق، وكان من أشد منتقدي ترامب داخل الحزب الجمهوري « ليس لدي سبب للاعتقاد بأن التهمة حقيقية».

ميركل وترامب

ويستقبل ترامب اليوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في لقاء يعتبر لقاء بين نقيضين. فميركل متخصصة في العلوم الفيزيائية من ألمانيا الشرقية من صفاتها ضبط النفس والتحفظ لا تحب التعجل في أخذ القرارات ولم تستسغ قط الاهتمام الذي يأتي به شغل منصب أقوى زعماء أوروبا. أما هو فثري من أباطرة العقارات في نيويورك متسرع في إبداء آرائه ويستمتع بالأضواء.

يلتقي الاثنان في لقاء شديد الأهمية تتابعه الحكومات في مختلف أنحاء العالم بحثا عن خيوط تكشف مستقبل التحالف الأوروبي- الأميركي الذي ساهم في تشكيل النظام العالمي منذ الحرب العالمية الثانية ويهدد ترامب بوضع نهاية له. ورافق ميركل وفد اقتصادي ألماني من كبرى الشركات للحفاظ على العلاقات التجارية بين الطرفين. وتسعى ميركل أيضا إلى إقناع ترامب بأهمية الاحتباس الحراري.

مدعي نيويورك

من جهة أخرى، حاول ترامب الاتصال بمدعي نيويورك بريت بهارارا قبل يومين من إقالته فيما قال مسؤول بالبيت الأبيض إنه كان مسعى «لتوجيه الشكر له عن خدمته ولكي يتمنى له حظا سعيدا».

لكن مسؤولا بوكالة أميركية لإنفاذ القانون قال إن بهارارا رفض تلقي الاتصال الذي حدث يوم الخميس قائلا إنه لم يرد أن يتحدث إلى الرئيس من دون موافقة رؤسائه.

وقال بهارارا يوم السبت إنه أقيل من منصبه بعد رفضه طلبا من وزارة العدل تقديم استقالته. وكانت الإقالة مفاجئة لأن بهارارا كان قد أبلغ الصحافيين في نوفمبر أن ترامب طلب منه البقاء في منصبه.

وكان من بين 46 مدعيا متبقيا من إدارة أوباما طلبت منهم وزارة العدل يوم الجمعة تقديم استقالاتهم. ولم يسبق أن استبدلت كل إدارة جديدة جميع المدعين الأميركيين مرة واحدة.