قبل يومين من إجراء الانتخابات البرلمانية الهولندية، جرت مناظرة بثت أمس على شاشة التلفزيون بين رئيس الوزراء الهولندي، الذي ينتمي إلى يمين الوسط مارك روتي والمرشح الشعبوي المعادي للإسلام الذي ينتمي إلى أقصى اليمين خيرت فيلدرز، الذي سبق أن رفض المشاركة في عدة مناظرات سابقة، أو الإدلاء بحوارات قبل الانتخابات.ولعب النزاع السياسي الحالي بين هولندا وتركيا دورا كبيرا في المرحلة الأخيرة من الحملات الدعائية للانتخابات التي ستجرى غداً، حيث جعل فيلدرز موقفه المعادي للإسلام جزءا من حملته.
وكتب النائب اليميني المتطرف على "تويتر" السبت الماضي: "عقود من الحدود المفتوحة وهجرة بالجملة مع جنسية مزدوجة من دون اندماج وتلك هي النتيجة"، وذلك تعليقا على صورة لامرأة محجبة تلتقط صورة سيلفي وسط أعلام تركية أمام قنصلية أنقرة في امستردام.وفي حين يجول المرشحون في أنحاء البلاد في محاولة لاجتذاب آخر المترددين، ازداد التوتر مع منع وزراء أتراك من حضور تجمعات مؤيدة للرئيس رجب طيب إردوغان في روتردام، الأمر الذي جعل من الاندماج الثقافي العنوان الأبرز للمناقشات.وبعدما بنى خطابه طوال أشهر على التيار المناهض للهجرة في أوروبا، تراجع حزب "الحرية" بزعامة فيلدرز في الأسابيع الأخيرة ولم تمنحه الاستطلاعات أكثر من 22 مقعدا.وفيلدرز معروف بخطابه المناهض للإسلام، وقد وعد إذا أصبح رئيسا للوزراء بأن يغلق الحدود في وجه المهاجرين المسلمين، ويحظر بيع المصاحف، ويغلق المساجد.ويحاول رئيس الوزراء الذي يترشح لولاية ثالثة في بلاد تعدادها 17 مليون نسمة، ابعاد شبح فوز فيلدرز قدر الإمكان.وفي محاولة لاجتذاب أنصار حزب فيلدرز، وجه رئيس الوزراء دعوة إلى احترام "القيم الهولندية والتكيف معها أو الرحيل".ودعا روتي هولندا إلى أن تكون أول بلد في أوروبا "يوقف الشعبوية الضارة"، وأكد في مؤتمر صحافي عقده في روتردام: "يمكننا القول، إن هذه الانتخابات تعد مباراة الربع النهائي في المواجهة لمنع الشعبوية الضارة من الفوز".وأضاف روتي أن "مباريات نصف النهائي ستجرى في فرنسا أبريل ومايو، وبعد ذلك المباراة النهائية في ألمانيا في سبتمبر".وقال: "لذلك أريد أن تكون هولندا أول بلد يضع حداً نهائياً للشعبوية الضارة، ويوقف تماماً أي تأثير دومينو"، مشيراً إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.وبحسب آخر نتيجة نشرت أمس الأول بناء على ستة استطلاعات مختلفة، فإن حزب رئيس الوزراء يتصدر بـ16 في المئة من الأصوات، ويليه حزب "الحرية" بـ15 في المئة.وبذلك، يتوقع أن يفوز حزبه "الليبرالي الشعبي والديمقراطي" بما بين 23 و27 مقعدا من أصل 150 في البرلمان، بتراجع كبير عن المقاعد الأربعين التي يشغلها حالياً.لكن مونيكا سي ديان هو مديرة معهد كلينغندايل في لاهاي اعتبرت أن موقع رئيس الوزراء تعزز لدى الرأي العام الهولندي بعد "الإجراءات الحازمة التي اتخذها في الأزمة مع تركيا".وتنبع أهمية الانتخابات في هولندا من أنها تسبق استحقاقين انتخابيين في فرنسا وألمانيا، حيث يطغى صعود التيارات الرافضة لأوروبا والمناهضة للمهاجرين.ولكن مع تنافس أكثر من 28 حزبا ووجود 12.9 مليون ناخب، فإن النتائج ستتأثر إلى حد بعيد بتشتت الأصوات.
دوليات
هولندا: هل يبعد «حزم» روتي شبح فيلدرز؟
13-03-2017