أصبح النجم البرازيلي نيمار على بعد خطوات قليلة من اعتلاء عرش كرة القدم العالمية، وذلك بعد المستوى المتطور الذي يقدمه مع ناديه برشلونة الاسباني، وكذلك مع "السيليساو" مؤخرا.

فعلى الرغم من بعض المباريات التي يبدو فيها النجم البرازيلي بعيدا عن مستواه، فإن نيمار أظهر نضجا كبيرا في الفترة الماضية خاصة في المباريات الكبرى والظروف الاستثنائية.

Ad

ولعل "ريمونتاندا" (عودة) برشلونة في مباراته التاريخية امام باريس سان جرمان الفرنسي في اياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الاربعاء الماضي، أثبتت ذلك بعد إحرازه هدفين قبل تمريرته الحاسمة في الدقائق السبع الأخيرة.

وخلال هذه المباراة، بدأ البرازيلي البالغ من العمر 25 عاما المباراة بتهور كبير، فعلى الرغم من محاولاته العديدة والمجهود البدني الكبير الذي قدمه، فإنه كان متسرعا في انهاء محاولاته بشكل صحيح، بيد أن النجم البرازيلي سرعان ما تدارك ذلك، وكان حاسما في قلب المباراة رأسا على عقب ليعلن فوز فريقه.

فمع بلوغ المباراة الدقائق الاخيرة وميل كفة التأهل لمصلحة النادي الفرنسي، قلب نيمار المعادلة، بتسجيله هدفين في الدقيقتين 88 و90+1، كما قدم تمريرة حاسمة لزميله الاسباني سيرجي روبرتو سجل منها هدف التأهل (السادس) في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، ولعل هدوء النجوم الكبار الذي أظهره نيمار في التمريرة الاخيرة أكدت أنه قادم بقوة لانتزاع عرش كرة القدم من زميله الارجنتيني ميسي ومنافسه الدائم البرتغالي رونالدو.

ولم يخف نيمار سعادته الكبيرة، حيث قال "هذه أفضل مباراة خضتها في حياتي... بدا التأهل صعب المنال، فلعبنا بضغط، وقدمنا كل شيء للتسجيل".

غياب ميسي

وفي ظل غياب ميسي عن أجواء اللقاء بشكل عام، تسلم نيمار زمام القيادة والمسؤولية في القسم الاخير من المباراة، وبعدما حصل لفريقه على ركلة جزاء سددها ميسي في الدقيقة الخمسين، كان هو نفسه مسجل الهدف الرابع من ركلة حرة مباشرة سددها بطريقة لافتة في المرمى في الدقيقة 88.

ولم يكن الموسم الحالي مميزا لنيمار حتى قبل مواجهة باريس، اذ انه لم يسجل سوى ثمانية اهداف طوال الموسم، ولكن على خطى الكبار، يبدو ان نيمار يظهر في الوقت الحاسم لينقذ فريقه.

من المؤكد أن موهبة نيمار لا ينكرها اي من النقاد او حتى المنافسين، إلا ان النجم البرازيلي في الواقع تنقصه بعض الأمور ليؤكد استحقاقه للمنافسة على لقب أفضل لاعب في العالم، ولعل توقيت اتخاذ القرارات داخل الملعب هو احد الامور التي ينبغي على نيمار حسمها في القريب العاجل، فالتسرع هو احد مساوئ النجم البرازيلي، لذلك يمكننا اختصار الامر بقول "نيمار بحاجة للنضج فقط".