إغلاق جماعي لأسواق «المباركية» غداً رفضاً لإنذارات الإخلاء
أصحاب المحلات يشكون رفع الإجارات 500% اعتباراً من مطلع أبريل
تحولت قضية زيادة إيجارات المحال التجارية في سوق الغربللي إلى أزمة مفتوحة بين الشركة الفائزة بمناقصة وزارة المالية لاستثمار السوق من جهة، ومستأجري المحال الذين اتخذوا قرارا بإقفال محالهم غدا الخميس، في اعتراض أولي على الزيادة التي تلامس نسبتها 500 في المئة.شرارة الأزمة بدأت مع تبليغ اصحاب المحلات إنذارات بوجوب اخلاء محالهم في غضون 5 ايام من تاريخ تبليغهم الانذار, وهو الاجراء الذي لجأت اليه الشركة الفائزة بمناقصة وزارة المالية بمبلغ 3 ملايين و670 الف دينار. واحتجاجا على رفع الايجارات بنسبة 500 في المئة، اعتبارا من مطلع أبريل المقبل، هدّد أصحاب محلات سوق الغربللي في سوق المباركية والذي يضم 600 محل بالإضراب وإغلاق محلاتهم في سوق المباركية يوم غد الخميس.
كما عبروا عن غضبهم واستيائهم من توجيه إنذارات لهم بالطرد اذا لم يستجب أصحاب المحال لتوقيع عقود جديدة بالزيادة الجديدة، متمنين أن تتفهم الشركة والجهات المسؤولة عن السوق مطالبهم وتراعي ظروفهم... "الجريدة" رصدت آراء اصحاب المحلات، فإلى التفاصيل: في البداية عبر حسين بوعباس، وهو صاحب احد المحلات، عن غضبه واستيائه، قائلاً لـ "الجريدة" ان المشكلة تكمن في زيادة الايجارات المبالغ فيها والتي تمت من قبل الشركة الفائزة بالمناقصة التي طرحتها وزارة المالية، مبيناً ان الشركة من حقها ان ترفع الايجارات ولكن ليس بمبالغ غير واقعية تتجاوز الـ500 في المئة، موجهاً اللوم لوزارة المالية التي لم تراع اصحاب المحلات وعوائلهم التي ستشرد بعد هذا التضخم في الإيجار. وأضاف بوعباس أن هذه الزيادة بمثابة انذار لطرد اصحاب المحلات، موضحاً ان اصحاب محلات سوق المباركية توارثوها من آبائهم وأجدادهم، متابعاً: "كصاحب أحد المحلات تم رفع الايجار من 260 إلى 1000 دينار، ولن نرضى بهذا العبث، وسنقدم عريضة وشكاوى للجهات المسؤولة بالدولة.وأعلن بوعباس أن جميع المحلات ستُضرب وتغلق يوم غد حتى تصل القضية للجهات العليا بالدولة. من جانبه، قال ناصر العمار إن المحلات عبارة عن إرث تاريخي لأجدادنا وآبائنا وقيمتها المادية لا تعنينا بقدر قيمتها المعنوية وتاريخها، ولكن الشركة الجديدة تتعامل بطريقة استفزازية وسيئة جداً بقصد طردنا من المحلات، متابعاً: "الشركة السابقة قبل سنة فقط قامت برفع الايجار على المحلات بنسبة 200 في المئة، والشركة الجديدة تريد ان تضاعفه مجدداً، وهذا الامر غير مقبول".
صورة ضوئية عن أحد إنذارات الإخلاء التي أرسلت إلى أصحاب المحلات
اللجوء للقضاء
وأضاف العمار: "في حال عدم الاستجابة او الوصول لتفاهم من أجل حل وتفسير هذه الزيادة الظالمة سنلجأ للجهات المعنية والقضاء لإنصافنا ورفع الظلم الواقع على أصحاب المحلات، ونتمنى ألا نصل لهذه المرحلة".بدوره، أوضح محمد العمار ان البضاعة التي تبيعها المحلات في سوق الغربللي رخيصة جداً ولا تتناسب مع حجم الزيادة على الايجارات التي تريد وضعها الشركة الجديدة، قائلاً ان سوق المباركية سوق تراثي وليس "مول" كي تتم وضع ايجارات بهذا الشكل غير المبرر. وبين العمار انه تم توجيه انذارات لاصحاب المحلات باخلائها خلال 5 ايام، وهذ الامر لا احد يقبله، متمنياً ان تتفهم الشركة والجهات المسؤولة عن السوق مطالب اصحاب المحلات.من جهته، ذكر عبدالله الصالح أن سوق المباركية سوق تراثي ويجب ان يكون بالصورة التي عليها ولايتغير، مبيناً ان رفع الايجار على اصحاب المحلات غير مقبول وسينعكس على رواد السوق والزبائن سلبياً من خلال رفع الاسعار، متمنياً تدخل الجهات المعنية لحلحلة هذه القضية التي قد تتطور مستقبلاً.بدوره، وصف خالد العصيمي رفع الايجارات بنسبة 500 في المئة بـ"القاسي" على أصحاب المحلات والزبائن، قائلاً ان العاقل لايمكن ان يقوم بهذا التصرف بقصد التكسب الباهظ، رغم ان للشركة الحق في رفع الايجار، ولكن ليس بهذه الصورة.إيجارات مبالغ فيها
قال المحامي هاشم الموسوي إن للشركة المستثمرة لمحلات أسواق الغربللي الحق في رفع الإيجار بشكل قانوني، ولكن ليس بهذه القيمة الايجارية الخيالية التي تتعدى 3 أضعاف، مبيناً أن القضاء سيفصل بالنهاية في هذه المسألة، بالشكل الذي يراه، خصوصاً أن القضية تتعلق بأملاك الدولة. وأضاف الموسوي أن الشركة استغلت اصحاب المحلات وتضغط عليهم من خلال إنذارات الإخلاء لرفع قيمة الإيجار، خاتماً: "نأمل أن يتم الفصل لمصلحة أصحاب المحلات الذين سيقع عليهم الضرر".
الشركة الجديدة وجهت إنذارات لأصحاب المحال بالطرد إذا لم يستجيبوا