بتاريخ 26 فبراير بدأت رحلة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الشرق متضمنة ماليزبا وإندونيسيا وسلطنة بروناي والصين واليابان، الرحلة تستغرق شهراً، وقد جمعت المباحثات بالعمل على المستوى الرسمي السياسي والاقتصادي معا. وتباينت القراءات حول تلك الزيارة فهناك من اعتبرها رحلة الاتجاه للشرق لقراءة المشهد السياسي الشرقي رغبة في بناء الأحلاف السياسية من الدول الإسلامية.

أما الأقلام الاقتصادية فرأتها رحلة اقتصادية بامتياز، وتابعت الفرص الاقتصادية في الشرق للاستثمارات السعودية والخليجية معا في المجال النفطي مع اليابان والصين والجيوبوليتيكي.

Ad

والرحلة (طبقا للصحف السعودية) كانت ترجمة لرغبة سعودية بمد يد الصداقة للدول التي تشكل المراكز المحورية في الشرق، واللافت للنظر أيضا الأبعاد الثقافية والتعليمية التي حملتها المملكة للشرق لإنشاء مدارس اللغة العربية ومعاهد للدراسات السياسية والأمنية رغبة في تحويل دول الشرق لمناطق جاذبة لطلبة المملكة ودول الخليج للدراسة.

لا شك أن الرحلة نجحت في إعادة تسويق المملكة العربية السعودية لدى دول تكنّ للمملكة المحبة والتقدير، وتمتلك القدرات التي تؤهلها للشراكة الاقتصادية والثقافية، وهنا نتساءل: هل نحن بصدد الحديث عن قوة إسلامية أو تحالف إسلامي؟ وهل ستنجح قدرات المملكة ودول الخليج في تحويل التحالف إلى قوة لمحاربة الإرهاب والتطرف؟ لا شك أن دول الشرق بحاجة إلى التعرف على النموذج الإسلامي المعتدل. وفي ظل الاتفاقيات التي تناولت الثقافة والاقتصاد معا وتم توقيعها من جميع الأطراف من دول الخليج والشرق.

تأتي الحاجة لرسم استراتيجية خليجية جديدة لتحتوي الاهتمام الخليجي بالشرق، والفرص المستفادة والتحديات التي تواجهها دولنا في التعامل مع دول الشرق البعيد، كما نحن بحاجة إلى إعادة رسم الدبلوماسية الاقتصادية لتتضمن اتجاه دول الخليج شرقا.

وللحدبث بقية.

كلمة أخيرة: «جميل السلطان»

فوجئنا قبل عدة ساعات بخبر وفاة شخصية اقتصادية كويتية ووطنية، كان صاحب هذه الشخصية أول من تحدث عن المبادرة الاقتصادية وتمكين الشباب في زمن لم نعرف من خلاله إلا توارث العمل التجاري، وأول من كسر قاعدة الروتين في المحاصصة الاقتصادية الجامدة، وأول من بادر لابتكار نموذج "السوبرماكت" المحلي لإعادة الثقة للمنتج الكويتي وسط أمواج العولمة، وفي اختياره لأول إعلان لمركز سلطان في الثمانينيات اختار أغنية ذات ملامح وطنية، حتى استمر المركز داعما لأهل الكويت خلال أزمة الغزو.

وبادر أيضا عبر صندوق سلطان التعليمي بمنح فرص التعليم العالي لذوي الحاجة لتأهيلهم للعودة لسوق العمل... وأنشأ المشروع الإنساني بمنطقة الوفرة ليذهب ريعه للأبحاث الموجهة لعلاج مرضى سرطان الكبد، وبعد ذلك كله نتساءل: هل من تم تكريمهم بأوسمة ومناصب تقديرية قد أعطوا كما أعطى جميل السلطان لوطنه؟

نسأل الله لأبي فيصل الرحمة، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.