فرضت قوات الشرطة الاتحادية العراقية أمس، سيطرتها على مساحات واسعة من الوسط التاريخي لمدينة الموصل الواقع في الساحل الأيمن لنهر دجلة «غرب» الذي يقسم من المدينة. وأكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن قطعات الفرقتين الخامسة والسادسة شرطة اتحادية حررت منطقة الباب الجديد وتقترب من منطقة باب البيض، لافتاً إلى أن قطعات الرد السريع تخوض معارك لتحرير «الجسر القديم»، بعد أن نجحت في السيطرة على شارع الكورنيش والذي يمتد بمحاذاة النهر.
وقال مسؤول إعلامي في وحدات الرد السريع، إن الجسر «ضروري لقواتنا لأنه يؤمن ضفة النهر ويمنع مقاتلي داعش من الالتفاف حول القوات المتقدمة».ويصل الجسر بين الحي القديم في الموصل والجانب الشرقي من المدينة والسيطرة على الجسر الحديدي ستعني أن القوات العراقية سيطرت على ثلاثة من الجسور الخمسة على نهر دجلة، التي تصل بين شرق الموصل وغربها. وأكد قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، أن قطعات فرقة المشاة 16 الجيش العراقي حررت قرية الجمالية وفرضت السيطرة الكاملة على الضفة الشرقية لنهر دجلة من الساحل الأيمن وحررت كل القرى والمناطق الواقعة شرق بادوش.كما أكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت، أن الشرطة الاتحادية قتلت الأمير العسكري لداعش الإرهابي محمود محمد المكنى عبدالرحمن الأنصاري خلال عملية تحرير باب الطوب في المدينة القديمة.
محطة القطار
واستعادت القوات العراقية كذلك أمس، السيطرة على محطة قطار الموصل. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أنه «تم تحرير محطة قطار نينوى ومرآب بغداد جنوب غرب الموصل القديمة».وقال المدير العام شركة السكك الحديد في العراق سلام جبر سلوم، إن «المحطة مهمة وتعرضت لكثير من الهجمات من الإرهاب قبل دخول داعش، لأنها تعد ممراً رئيسياً من الشمال إلى جنوب وتنقل بضائع من تركيا وسورية إلى بغداد والبصرة» أقصى جنوب البلاد.وذكر المتحدث باسم شركة السكك الحديد عبدالستار محسن، أن «محطة الموصل تم بناؤها عام في أربعينيات القرن الماضي، ولها أهمية كبيرة من الناحية التجارية لأنها منطلق الى قطارات نقل بضائع إلى سورية وتركيا وبالعكس»، مضيفاً: «لكنها توقفت بعد اقتحام تنظيم داعش للموصل».قتال تحت المطر
وفي الصباح، بدت الشوارع والمنازل والمباني التي تعرضت للقصف حول متحف الموصل هادئة بشكل مخيف فلا يسمع فيها سوى صوت محركات المركبات المدرعة التابعة للقوات العراقية المصطفة بالخارج.وغابت كذلك الأصوات المعتادة لطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر تقصف مواقع تنظيم «داعش»، بسبب السحب الكثيفة والأمطار التي تصعب شن أي غارات جوية منسقة.وهذه هي الظروف التي تخدم مقاتلي التنظيم المتشدد المتحصنين في وسط المدينة.وقال علي أبو حمرا الضابط بقوات الرد السريع وهي وحدة قوات خاصة تابعة لوزارة الداخلية، إن المتشددين يستغلون السحب والأمطار لشن هجمات وذلك يوقف أي تقدم للقوات.قتلى القصف
في السياق، أعلن الطبيب المسؤول في طوارئ مستشفى الجمهوري في الموصل وعد الحيالي أمس، مقتل 18 عراقياً وإصابة 14 آخرين في قصف لطيران التحالف الدولي استهدف مواقع لتنظيم «داعش» في مناطق الرفاعي والزنجيلي ومعمل البيبسي والمحطة وهي أحياء سكنية مكتظة غربي مدينة الموصل.تظاهرات سنجار
على صعيد آخر، أفادت مصادر بسقوط قتيل و3 جرحى خلال تظاهرات لأنصار حزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار على الحدود العراقية ــ السورية ضد قوات البيشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان العراق. وأعلن قائد الفرقة الثانية في «قوات روج» التابعة لـ «بشمركة روج آفا» العقيد قادر شيخ ممي أمس، أن «العمال الكردستاني» قام بنقل أنصاره من مدينة ديرك في كردستان سورية، إلى منطقة خانة سور داخل العراق للتظاهر ضد قوات البيشمركة.وقال العقيد قادر، إن «شرطة مكافحة الشغب في المنطقة أطلقت الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين من أجل عدم وقوع خسائر في أرواحهم».وأكد أنه تم «اتخاذ كل الإجراءات، التي تمنع حدوث التصعيد»، مضيفاً: «وجهنا مقاتلي البيشمركة بعدم إطلاق النار لمواجهة المتظاهرين، لأن ضبط الوضع من مهام الشرطة».وكانت وسائل إعلام مقربة من العمال الكردستاني، أفادت بأن «مسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني أطلقوا النار على المتظاهرين في سنجار ما أسفر عن وقوع مصابين» دون تحديد عددهم بدقة.واندلعت اشتباكات مسلحة، بين «بشمركة روج آفا» و»قوات حماية سنجار» التابعة لحزب العمال الكردستاني قرب ناحية سنوني، قبل أيام، ما أسفر عن وقوع أكثر من 7 قتلى، قبل الإعلان عن هدنة بين الجانبين. وكان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك، قال أمس الأول، بعد لقائه رئيس الإقليم مسعود البارزاني، إن» الولايات المتحدة الأميركية لا تريد بقاء أي قوات في سنجار، غير القوات المسلحة التابعة لإقليم كردستان والعراق»، مجدداً التأكيد على استمرار دعم بلاده لقوات البشمركة.