موسكو تواصل الانخراط في النزاع الليبي

قوات حفتر تستعيد رأس لانوف والسدر... ومعارك شوارع في طرابلس

نشر في 15-03-2017
آخر تحديث 15-03-2017 | 00:05
دبابة تجوب شوارع طرابلس خلال الاشتباكات المسلحة أمس (تويتر)
دبابة تجوب شوارع طرابلس خلال الاشتباكات المسلحة أمس (تويتر)
واصلت موسكو انخراطها في الصراع الأهلي الدائر في ليبيا، فبعد زيارة المشير خليفة حفتر لموسكو، والتقارير عن نشر متعاقدين روس في منطقة سيطرة حفتر شرق ليبيا، تجدد الحديث عن إرسال موسكو قوات خاصة إلى قاعدة عسكرية في منطقة «سيدي براني» المصرية، قرب حدود ليبيا، للعبور إلى ليبيا ومساندة حفتر.

ونقلت وكالة رويترز، عن مصادر أميركية ومصرية ودبلوماسية، تأكيدها أن موسكو نشرت قوات خاصة في القاعدة المصرية، وأن تلك القوات ربما تأتي في إطار دعم روسيا لحفتر، الذي فقد السيطرة منذ أيام على موانئ نفطية كانت تقع تحت سيطرته.

ونفى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ما يتم تداوله عن وجود خبراء روس في مصر وليبيا، قائلا: «مجرد شائعات».

ووصف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في الغرفة العليا للبرلمان الروسي، فلاديمير جباروف، الخبر الذي نشرته وكالة رويترز بـ«المختلق»، وأن بلاده لم ترسل أي خبراء عسكريين إلى مصر.

وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلت عن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، قوله إنه «لا وجود لأي قوات روسية خاصة في سيدي براني بمصر، وسائل الإعلام الغربية تقلق الرأي العام بالحشو الإعلامي المماثل».

وكانت روسيا دخلت على خط الأزمة الليبية مباشرة، بعدما أعلن رئيس مجموعة «آر إس بي» الأمنية الروسية، التي تتبع وزارة الدفاع الروسية، أوليغ كرينيتسين، أن قوة من بضع عشرات من المتعاقدين الأمنيين المسلحين من روسيا عملوا حتى شهر فبراير الماضي في جزء من ليبيا، يسيطر عليه قائد الجيش خليفة حفتر، وأن تلك القوات كانت مهمتها إزالة الألغام من منشأة صناعية قرب مدينة بنغازي.

وبينما اعتبر قائد القوات المصرية في حرب الخليج محمد بلال الحديث عن وجود قوات أو قواعد عسكرية لروسيا في مصر «شائعات بذيئة»، قال مصدر مصري مطلع لـ»الجريدة» إن موقف مصر ثابت بشأن رفض وجود أي قواعد أو قوات أجنبية على أراضيها.

واوضح المصدر أن قاعدة «سيدي براني» جوية، وتضم قوات انتشار سريع وقوات من الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وأن القاعدة تم استخدامها في استهداف تنظيم داعش ليبيا، بعد تبنيه نحر 21 قبطياً في مدينة «سرت» الليبية، يناير 2015.

وتابع: «روسيا طلبت أن تساعد في ضبط الحدود المصرية مع ليبيا، والتي تمتد لنحو 1400 كيلومتر، لكن الإدارة المصرية رفضت، وهو الأمر الذي تفهمته روسيا، واكتفت بتزويد مصر بمعدات حديثة لضبط الحدود»، نافيا وجود أي قوات روسية في القاعدة حاليا أو خلال الفترة الماضية.

إلى ذلك، قالت قوات متمركزة في شرق ليبيا إنها استعادت السيطرة على ميناءي رأس لانوف والسدر النفطيين أمس من فصيل منافس كان سيطر عليهما في وقت سابق هذا الشهر.

وقال المتحدث العسكري أحمد المسماري لـ»رويترز» إن قوات الجيش الوطني الليبي المتمركزة في شرق ليبيا تطارد قوات من سرايا الدفاع عن بنغازي صوب بلدة بن جواد التي تبعد نحو 30 كيلومترا إلى الغرب من السدر.

وذكر أكرم بوحليقة، القائد بالجيش الوطني الليبي في مدينة أجدابيا القريبة أيضا، أن مقاتلي سرايا الدفاع عن بنغازي يتراجعون صوب بن جواد.

في غضون ذلك، اندلعت مواجهات أمس بين مجموعات مسلحة في غرب العاصمة الليبية طرابلس الخاضع لسيطرة مسلحين منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011، كما اعلنت السلطات.

وبدأت المعارك مساء أمس الأول في منطقتي حي الاندلس وقرقارش السكنيتين والتجاريتين.

وسمعت صباح أمس أصوات إطلاق نار وانفجارات في هاتين المنطقتين اللتين تبعدان كيلومترين عن غرب وسط طرابلس، وتحدث شهود عن «معارك في الشوارع».

وأقفل عدد كبير من محاور الطرق، ولم يتمكن معظم السكان من التوجه الى مراكز عملهم او الى مدارسهم بسبب أعمال العنف.

وأعلنت مديرية أمن طرابلس، التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، انها «تقوم والقوة المساندة لها بتطهير منطقة حي الاندلس الكبرى من الخارجين عن القانون، ولن تتوقف حتى يتم طرد العابثين والمعرقلين لعمل مراكز الشرطة والنجدة والمرور وبسط الامن في المنطقة، وعلى سكان المنطقة ضرورة أخذ الحيطة والحذر». ولم تصدر أي حصيلة عن ضحايا محتملين.

ومنذ سقوط النظام السابق، تخوض المجموعات المسلحة صراع نفوذ في العاصمة، في غياب جيش أو شرطة نظاميين.

ومنذ بدأت عملها في مارس 2016، لم تتمكن حكومة الوفاق الوطني من بسط سلطتها في كل انحاء البلاد. وفي طرابلس، تمكنت من الحصول على تأييد بعض المجموعات المسلحة، لكن هناك عدة أحياء لا تزال خاضعة لسيطرة مجموعات اخرى معادية لها.

back to top