* هل يوجد تباين بين مصر وإيران إزاء ملفي سورية واليمن؟- هناك تباين بين موقف مصر وإيران إزاء الملفين، ومصر تنحاز فيهما إلى أمنها القومي والعربي، وفي كل الأحوال التباين جائز، فمن الممكن أن تتلاقى مصر وإيران في الملف السوري، لأهمية دمشق الاستراتيجية للأمن القومي المصري، فإذا سقطت سورية تحولت إلى مستنقع لتصدير الإرهاب لدول المنطقة، ما يؤثر على أمن مصر القومي، أما أزمة اليمن فمرتبطة برغبة مصر في تأمين مصالحها في مضيق «باب المندب»، كونه المدخل الرئيسي للملاحة في قناة السويس.
* إذن كيف تصف العلاقة بين مصر وإيران؟- المبدأ الحاكم بين البلدين هو «لا تعاون لا صراع»، ومصر تربط إقامة علاقات مع طهران بضرورة احترام الشأن الداخلي المصري، والتوقف عن سياستها التوسعية في دول المنطقة واحترام دول الجوار.* هل تتوقع حدوث تقارب بين مصر وإيران في ظل الأزمة بين القاهرة والرياض بعد تعاون المملكة الأخير مع تركيا؟- ليس من السهل الجزم بحدوث قطيعة بين مصر والسعودية، والقاهرة ليس من سياساتها خلق بدائل لابتزاز حلفائها.* برأيك، هل تشكل إيران خطورة على أمن مصر القومي؟- إيران دولة كبيرة، ولها أطماع توسعية في المنطقة، ودورها الرئيسي في أزمات العراق وسورية واليمن يعكس تلك الأطماع، وهي تستخدم المذهب الشيعي في تحقيق نفوذها التوسعي بدول الجوار، والتركيبة المجتمعية لمصر لا تتوافر فيها المقومات التي تساعد إيران على التدخل في شؤون الغير.لذلك من الصعب أن تجد إيران ثغرة تمكنها من تمرير سياستها التوسعية في مصر، ويمكن القول إن الإدارات المصرية المتتابعة بنت سياستها على عدم التدخل في شؤون الغير، لذا تتحفظ مصر دائما عن سياسات إيران التوسعية وترفض تدخلها في شؤون دول الجوار.وأتوقع أنه من الممكن إذا توقفت إيران عن تلك السياسات أن تعود العلاقات بين البلدين، لكن إيران لا يبدو أن لديها رغبة في تغيير سياستها إزاء دول المنطقة، وتحديدا إزاء دول مجلس التعاون الخليجي، فهي تدعم الميليشيات الشيعية في المنطقة لدعم نفوذها، فتدعم «حزب الله» في لبنان لتنفيذ مصالحها، و»الحشد الشعبي» في العراق و»الحوثيين» في اليمن.* لماذا انحازت إيران لحكم جماعة «الإخوان» في مصر؟- طبيعي أن تنحاز إيران لحكم جماعة «الإخوان»، كونه كان نظاما إسلاميا بدرجة أو بأخرى، فهو نجاح ومكسب لها ولمصالحها، لكن بعدما أظهر نظام الإخوان معاداة للرئيس السوري بشار الأسد، تغير الموقف الإيراني من حكم الجماعة في مصر، لكنها ظلت مترددة في تأييد «ثورة 30 يونيو» 2013 من عدمه.* ما أسباب تزايد نفوذ إيران في المنطقة خلال العقدين الأخيرين؟- الغزو الأميركي للعراق، وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، واعتماد أميركا على الميليشيات بديلا للجيش العراقي، استغلت إيران هذا الوضع لتملأ هذا الفراغ، في ظل غياب عربي كامل عن الأوضاع في العراق.* هل تتوقع حدوث صدام بين إيران وإسرائيل مستقبلا؟- لا أتوقع حدوث ذلك، فالطرفان يستغل بعضهما الآخر في الترويج لبرنامجه وسياساته، فإيران تدعي أنها تقود محور المقاومة ضد إسرائيل، ورغم ذلك لم تشارك في أي مرحلة من مراحل الصراع مع إسرائيل، ولن تغامر بتلك الخطوة مستقبلاً.
دوليات
ناجي لـ الجريدة•: القاهرة وطهران «لا تعاون لا صراع»
15-03-2017