تفجيران انتحاريان يستهدفان عمق دمشق في «ذكرى الثورة»

• إيران تنضم إلى ضامني الهدنة
• وفد الأسد يناقض موسكو: لم نناقش «الدستور» في أستانة

نشر في 16-03-2017
آخر تحديث 16-03-2017 | 00:04
قوات الأمن تفتش قصر العدل في دمشق أمس (أ ف ب)
قوات الأمن تفتش قصر العدل في دمشق أمس (أ ف ب)
دخل النزاع السوري، الذي صنفته الأمم المتحدة «أسوأ كارثة من صنع الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية»، عامه السابع على وقع تفجيرات متتابعة استهدفت عمق دمشق ومركز ثقل النظام السوري، وأسفرت عن مقتل العشرات، في وقت لا تزال تتعثر جهود تطبيق وقف شامل لإطلاق النار أو التوصل إلى تسوية سياسية تنهي حرباً مدمرة سقط فيها نحو 470 ألف قتيل وأكثر من مليوني جريح.
في اختراق جديد تزامن مع دخول النزاع الدامي عامه السابع، استهدف انتحاريان مركز ثقل الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، في عمليتين منفصلتين، الأولى استهدفت مبنى قصر العدل المحصن والواقع في شارع النصر بالحميدية، وقتل فيها أكثر من 40 شخصاً والثانية شهدتها منطقة الربوة المحاذية لحرم القصر الجمهوري، وأسفرت عن مقتل عدد غير محدد.

القصر العدلي

في التفجير الأول، أعلن وزير العدل السوري نجم الأحمد وقوع أكثر من 40 قتيلاً وإصابة نحو 100، مشيراً إلى أنه تم منع المراجعين من دخول مبنى قصر العدل الجديد، الذي يقع على أتوستراد المزة ويضم مكتبه وعدداً من رؤساء المحاكم.

ويعتبر قصر العدل من أكثر الدوائر الحكومية في دمشق ازدحاماً من حيث عدد القادمين لإنجاز معاملاتهم الإدارية.

وأوضح المحامي العام الأول لنيابات دمشق محمد مروان اللوجي أن "إرهابياً استهدف المواطنين داخل القصر العدلي خلال فترة الازدحام"، موضحاً أن "الانتحاري حاول الدخول إلى القصر ولدى محاولة عناصر الشرطة منعه ألقى نفسه إلى الداخل وفجر نفسه ما بحوزته من متفجرات".

ووفق شرطة دمشق، فإن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالة حرجة وعدد من الأشلاء، تم نقلهم إلى مستشفيات المجتهد والمواساة وعدد من المستشفيات الأخرى، مؤكداً أن قوات الأمن فرضت طوقاً حول منطقة الحميدية، وقطعت كافة الطرقات المؤدية إليها.

تفجير الربوة

وبعد أقل من ساعتين، فجر انتحاري ثان نفسه بحزام ناسف داخل أحد المطاعم في منطقة الربوة المحاذية لحرم القصر الجمهوري بدمشق، ما أسفر عن سقوط عدد غير محدد من القتلى والجرحي، في اختراق هو الثالث، الذي يستهدف العاصمة السورية خلال أيام معدودة، بعد مقتل 74 شخصاً، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين في تفجيرين استهدفا يوم السبت الماضي المنطقة المحصنة أمنياً بمقبرة باب الصغير قرب باب مصلى، التي تضم مزارات دينية شيعية وسنية، وتبنتهما "هيئة تحرير الشام".

ووفق مصدر أمني سوري، فإن "الجهات الأمنية كانت تلاحق ثلاثة مطلوبين ودخل أحدهم إلى مطعم أبو أحمد في منطقة الربوة شمال غرب حي المزة وفجر نفسه"، موضحاً أنه تم القبض على الشخصين الآخرين.

وغداة إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة عن وصول قوافل إغاثة إلى مضايا والزبداني والفوعة وكفريا للمرة الأولى منذ نوفمبر لتسليم إمدادات غذائية وطبية إلى 60 محاصر في البلدات الأربع، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل "تسعة مدنيين بينهم أربعة أطفال" في قصف جوي رجح أنه روسي على مدينة إدلب.

محادثات أستانة

وفي ختام الجولة الثالثة من محادثات أستانة، أعلن رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف انضمام إيران رسمياً إلى روسيا وتركيا كدولة ضامنة للهدنة السارية منذ 30 ديسمبر، موضحاً أن "بعض أعضاء الوفود المشاركة ستبقى في من أجل استكمال المباحثات مع وفد المعارضة" الذي يضم 5 مسؤولين أرسلهم الجيش الحر للتشاور على مستوى الخبراء.

وأوضح لافرينتييف أن الدول الثلاث الضامنة تعمل الآن على تنسيق الخرائط الخاصة بها لعمليات الفصل بين المعارضة السورية المسلحة والتنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن الجانب الروسي "تلقى معلومات مفصلة من نظيريه التركي والإيراني، ويجري حالياً، تنسيق الخرائط للمواقع المحددة كمربعات سيطرة تنظمي"داعش" و"النصرة".

وثيقة الروس

وكذّب رئيس وفد النظام بشار الجعفري نظيره في أن المباحثات تناولت الوثيقة الروسية للدستور السوري وتشكيل لجنة لصياغته، مؤكداً أنه لم تتم مناقشة أي وثائق سياسية والشيء الوحيد الذي بحثه مع روسيا يتعلق بنزع الألغام من مواقع التراث الثقافي خصوصاً في تدمر ووفدها قبل الرؤية السورية حول هذا الأمر وسيناقشها لاحقاً مع إيران وتركيا.

واعتبر الجعفري، أنه "بفضل الجهود الروسية والإيرانية والسورية تم إفشال المخطط الرامي إلى إخفاق المباحثات والتوصل إلى نتائج مرضية"، متهماً تركيا بأنها سعت إلى العرقلة ووفد المعارضة بأنه يستهتر بالعملية السياسية بعدم حضوره وعلى الدول الضامنة محاسبته.

جولة رابعة

وفي بيان مشترك حدد يومي الثالث والرابع من مايو موعداً لجولة رابعة، أعلن وزير خارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمانوف، أن الأطراف المجتمعة أكدت التزامها بنظام وقف إطلاق النار والعمل على تبادل الأسرى والمعتقلين والحفاظ على التراث الحضاري في سورية.

وأكد عبدالرحمانوف أن مباحثات أستانة تشكل جزءاً لا يتجزأ من العملية السياسية في جنيف، مشيراً إلى أن الأطراف المشاركة اتفقت على عقد لقاء تقني للخبراء في طهران في أبريل المقبل وقبل استئناف لقاءات أستانة في 3 مايو.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية تمديد المباحثات يوماً واحداً إضافياً، في انتظار وصول 5 مسؤولين من المعارضة المسلحة لعقد جلسة مشاورات تقنية مع خبراء من روسيا وتركيا، وقبلها قدم المتحدث باسم الفصائل أسامة أبوزيد، استقالته دون أن يفصح عن الأسباب.

نتائج صادمة

وبعد مرور ست سنوات على انطلاق احتجاجات غير مسبوقة ضد النظام، أظهرت إحصائية للمرصد السوري نتائج صادمة لضحايا أكثر الحروب الطاحنة في القرن الواحد والعشرين، إذ وثقت مقتل نحو 470 ألف وإصابة أكثر من مليونين.

وكشفت تقديرات جديدة نشرتها مجلة "ذي لانست" البريطانية الطبية أن 814 من أفراد الطواقم الطبية قتلوا منذ اندلاع الحرب، مشيرة إلى تصاعد هجمات القوات الحكومية وحلفائهم الروس على المراكز الصحية العام الماضي.

back to top