«كامكو»: ضغوط «الصخري» تهبط بأسعار النفط

نشر في 15-03-2017
آخر تحديث 15-03-2017 | 20:55
No Image Caption
تراجعت أسعار النفط الخام هذا الأسبوع إلى أدنى مستوياتها خلال 4 أشهر، متأثرة بصدور تقارير تشير إلى الارتفاع الشديد في المخزون الأميركي، حيث أغلق نفط خام أوبك متراجعا عن مستوى 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ نوفمبر 2016، ليصل الى 49.0 دولارا للبرميل، في أعقاب نشر تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية يشير إلى ارتفاع المخزون الأميركي للشهر التاسع على التوالي، ما دفع بمخزون النفط الأميركي للارتفاع إلى مستويات غير مسبوقة.

وحسب تقرير صادر عن شركة كامكو للاستثمار، نتج ارتفاع المخزون كنتيجة مباشرة لارتفاع انتاج النفط الصخري، مع ارتفاع أسعار النفط لتتخطى 50 دولارا للبرميل منذ ديسمبر 2016، واعلان منظمة أوبك خطتها لتقليص الإنتاج، ما أعطى سبباً اقتصادياً لمنتجي النفط الصخري لزيادة انتاجهم، وفيما يلي التفاصيل:

كما انعكس ارتفاع المعروض النفطي في ازدياد عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة بنسبة 60 في المئة على أساس سنوي، وصولا إلى أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2015.

تدهور مفاجئ

لكن التدهور المفاجئ لأسعار النفط الخام، وتراجع سعر نفط خام أوبك بنسبة 8.5 في المئة خلال جلسات التداول الأربع الأخيرة حدث رغم التصريحات المطمئنة التي أدلى بها وزير الطاقة السعودي خلال اجتماع اجراه في ولاية تكساس الأميركية.

وعجزت تصريحات الوزير المشيرة إلى إمكانية تمديد فترة تقليص الإنتاج إلى ما بعد الموعد النهائي المقرر في 30 يونيو 2017 عن دعم أسعار النفط، نظرا لازدياد الإنتاج الأميركي بلا هوادة خلال الأسابيع القليلة الماضية.

إلا ان الوزير أضاف أن المملكة لن تتحمل ذلك العبء إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي فسره أكبر منتجي العالم على أنه علامة تحذير معتدلة. وفي واقع الأمر، ذكرت السعودية في تقريرها المقدم لمنظمة أوبك انها رفعت انتاجها النفطي خلال فبراير 2017 بنحو 263 ألف برميل يوميا، وصولا إلى 10.01 ملايين برميل يومياً.

ويتخطى هذا الرقم تقديرات كل من وكالة بلومبرغ ومنظمة أوبك ذاتها التي تضع إنتاج المملكة عند مستوى 9.8 ملايين برميل يومياً، فيما يعد أقل من الحد المتفق عليه لالتزام المملكة بإنتاج 10.058 ملايين برميل يوميا، الأمر الذي يشير إلى مساهمتها بحصة أكبر في تقليص الإنتاج.

انقسام أعضاء «أوبك»

وعلى الصعيد الإيجابي، فإن انقسام أعضاء منظمة أوبك من حيث امتثالهم لقرار تقليص الإنتاج مازال متبايناً جدا، حيث تتحمل السعودية الجزء الأكبر من خفض الإنتاج، في الوقت الذي لم يتعد التزام بعض المنتجين الآخرين نسبة 50 في المئة.

وتتوقع بحوث كامكو مزيدا من تقليص الإنتاج النفطي لمنظمة أوبك، مع قيام بعض منتجي «أوبك» برفع مستوى امتثالهم، أما بالنسبة لامتثال المنتجين من غير الأعضاء بالمنظمة فقد ذكرت روسيا، التي تعد أكبر منتج من خارج المجموعة، انها قد تقلص انتاجها النفطي بوتيرة أسرع مما كان متوقعا في حال تمكن المنتجون المحليون من تحقيق ذلك.

ومن الملاحظ أن مستوى الامتثال المجمع من قبل المنتجين من الأعضاء ومن غير الأعضاء في منظمة أوبك وصل إلى نسبة 86 في المئة من المستوى المستهدف مبدئيا.

إضافة إلى ذلك، فإنه مع اقتراب موسم الصيف، الذي يبلغ خلاله استهلاك النفط ذروته، نتوقع حدوث تأثير أعمق لمستويات الإنتاج الحالية مع امتصاص الاستهلاك المحلي لحصة أكبر من الانتاج النفطي.

علاوة على ذلك، فإننا نعتقد أنه فيما يتعلق بمنتجي النفط من غير الأعضاء بمنظمة أوبك فإن تراجع الاستثمارات الجديدة الموجهة نحو عميات إنتاج النفط على مدى العامين الماضيين سينعكس حتما في إحداث مزيد من التباطؤ على صعيد توسعات الإنتاج النفطي على المدى القريب، بما يؤدي إلى دفع الأسعار نحو الارتفاع.

back to top