كبسولة المخ

أحدث اختراع طبي تقني أُعلن قبل أيام هو "سيلفر بوليت" أو الطلقة الفضية، يبتلعها الشخص فتستقر في معدته، وتكون مرتبطة بتطبيق على هاتفه النقال، وبذلك تقوم بقياس أداء الخلايا وكفاءة الأعضاء ومؤشرات الجسم الحيوية وما شابه. طولها ثلاثة سنتيمترات ويسعى المخترعون إلى تقصيرها إلى سنتيمتر واحد. كل هذا كوم وطريقة شحنها كوم آخر، إذ تشحن نفسها بواسطة الأحماض في معدة الإنسان!

ولا أريد أن أموت قبل أن يخترع مجانين التقنية طلقة، بأي لون، لا يهم، يبتلعها الإنسان فتستقر في دماغه، وطلقة أخرى يبتلعها الإنسان فتستقر في قلبه. الأولى تكشف طريقة تفكيره، والثانية تكشف مشاعره، خجله وخوفه وحبه وبغضه ونفاقه وصدقه ووو...

ونضع هاتين الطلقتين في دماغ الحكومة وقلبها. عن نفسي لن أهتم بالطلقة الثانية بقدر اهتمامي بالطلقة الأولى، فالحكومة في رأيي لا تحتاج إلى تقنية تكشف مستوى خجلها، إذ لن يتعدى المؤشر مستوى الصفر، مهما قارنتها بحكومات الدول الأخرى الناجحة، ولا مستوى كذبها ونفاقها ومشاعرها، فهي مكشوفة للجميع، كما أظن.

في حين أن طريقة تفكير الحكومة هي التي تستحق التركيز عليها... كيف استطاعت أن تحول بلداً ثرياً صغير الحجم قليل السكان، إلى بلد أشهب اللون، مهلهل اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً؟ وكيف "نجحت" في تحقيق كل هذا الفشل الذريع في كل المجالات في فترة زمنية قصيرة، نسبياً، لا تتجاوز خمس عشرة سنة؟