حصل مستشفى في مدينة نيوكاسل البريطانية على أول ترخيص من نوعه على مستوى العالم، لإجراء تخصيب صناعي باستخدام جينات ثلاثة أشخاص.

Ad

ويهدف أصحاب هذه الطريقة المثيرة للجدل إلى تمكين النساء من الحمل دون نقل أمراض بعينها لأطفالهن، وخاصة الأمراض التي تنتقل عبر ما يعرف بالميتوكندريون أو المُتَقَدِّرَات أو المصورات الحيوية، والتي يمكن وصفها بأنها مفاعلات الطاقة الخاصة بالخلية ولها حمض نووي خاص بها.

وكانت الهيئة البريطانية للخصوبة البشرية وعلم الأجنة قد أقرت، منتصف كانون ثان'يناير الماضي، هذا الأسلوب العلمي الجديد لتصبح بريطانيا بذلك أول دولة على مستوى العالم تعتمد هذه الطريقة في العلاج بشكل رسمي.

ويتمتع الأطفال الذين سوف يتم ولادتهم بهذه الطريقة بسمات الأم والأب الأصليين لأن الجزء المستعار من الموروثات من أم أجنبية ضئيل.

وكان البرلمان البريطاني قد مهد الطريق العام الماضي بالفعل أمام هذا الأسلوب الجديد، ولكن الكلمة الأخيرة ظلت لدى الهيئة البريطانية للخصوبة البشرية وعلم الأجنة.

ومعلقة على قرار البرلمان، قالت رئيسة الهيئة، سالي شيشاير في بيان عن الهيئة آنذاك: "يعني هذا القرار التاريخي الذي اتخذ اليوم أن الآباء، الذين يواجهون خطرا كبيرا على أطفالهم من أن يصابوا بأحد أمراض المصورات الحيوية الخطيرة على الحياة، سيحصلون قريبا على فرصة إنجاب طفل سليم".

وأصبح باستطاعة المستشفيات في بريطانيا الآن التقدم بطلب الحصول على ترخيص لإجراء هذا التخصيب.

ومن المتوقع أن ترى أول الأجنة ثلاثية الآباء النور أواخر العام المقبل، وذكرت جامعة نيوكاسل أنها تعتزم معالجة ما يصل إلى 25 امرأة سنويا بهذه الطريقة.

ونزلت الهيئة في قرارها على مشورة لجنة من الخبراء كانت قد أوصت بالسماح بـ "الاستخدام الحذر" لطريقتين "في ظل وجود ظروف خاصة".

ويتم خلال هذه العملية إزالة كمية ضئيلة من الحمض النووي المعيب من بويضة الأم، وإحلال حمض نووي من امرأة ثانية مكانه، وذلك بهدف منع انتقال جينات معيبة في الميتوكوندريا من الأم إلى الطفل.

وتعد هذه اللميتوكوندريا بمثابة معمل توليد الطاقة وهي موروثة من الأم. وتعرف التقنية باسم " الطفل ثلاثي الآباء " نظرا لأن الطفل الذي سيولد عقب العملية سيكون لديه حمض نووي من امرأتين ورجل.

وذكرت صحيفة " نيو ساينتست " في أيلول'سبتمبر أن أول طفل جاء إلى العالم باستخدام هذه التقنية ولد في المكسيك أوائل العام الجاري تحت إشراف فريق طبي أمريكي كان يساعد رجلا أردنيا وزوجته.

وهناك معارضة لهذه التقنية التي لا تخلو أيضا من المخاطر حيث يرى بعض رجال الدين وغيرهم من المعارضين لهذه الطريقة أنها يمكن أن تفتح الباب أمام تغييرات في الحمض النووي في الأجنة.

ورغم أن القوانين المكسيكية لا تسمح صراحة بهذه التقنيات، إلا أنها لا تحظرها أيضا.