ثورة نفط صخري ثانية تلوح في الأفق

نشر في 16-03-2017
آخر تحديث 16-03-2017 | 18:32
No Image Caption
تشهد أسعار النفط تراجعاً مرة أخرى، حيث اتخذ الخام طريقه في الآونة الأخيرة أدنى مستوى من 50 دولاراً للبرميل، ووراء هذا الانخفاض زيادة ملحوظة في حجم الإنتاج الأميركي من النفط الصخري.

مرّ على بداية ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة عشر سنوات تقريباً، كما انتعش إنتاج البلاد من الغاز الصخري وتراجع سعره ليزيح الاعتماد على الفحم.

وبدلاً من استيراد الغاز – كما توقع كثيرون- أصبحت الولايات المتحدة مكتفية ذاتياً قبل أن تبدأ تصدير الفحم والغاز، مما دفع بمحللي «فاينانشيال تايمز» إلى التساؤل في تقرير، عن مدى حدوث ثورة نفط صخري ثانية.

بداية ثورة ثانية

- زاد الإنتاج الأميركي من النفط بحوالي ثلاثة ملايين برميل يومياً بعد الكشف عن ثورة النفط الصخري، مما اضطر الدول في «أوبك» إلى زيادة إنتاجها للدفاع عن حصتها في السوق وكبح المنتجين الأميركيين.

- لم يفلح خفض الأسعار في إبعاد منتجي الخام الصخري الأميركيين حيث لجأوا إلى خفض التكاليف وتسريح العمالة لتحقيق التوازن مع تدني الأسعار.

- الآن، أكد خبراء أن هناك ثورة نفط صخري ثانية تلوح في الأفق، حيث تراجعت أسعار الخام أدنى من 50 دولاراً للبرميل مرة أخرى، والأكثر أهمية أن مخزونات الخام في أميركا تتزايد بوتيرة كبيرة.

- تشير التقديرات إلى أن إنتاج أميركا من النفط الصخري سيرتفع هذا العام بما يتراوح بين 400 ألف و800 ألف برميل يومياً، ويشهد حقل «الحوض البرمي» في تكساس إنتاجاً هائلاً يفوق حقولاً عالمية أخرى.

- بناء على هذه التوقعات، من المنتظر أن يصل الإنتاج الأميركي النفطي من 9 ملايين برميل يومياً في الوقت الحالي إلى 11 مليون برميل يومياً بالتزامن مع توقعات بعدم تجاوز نمو الطلب العالمي مليون برميل يومياً.

ماذا عن جهود «أوبك»؟

- تحاول «أوبك» ومنتجون من خارجها على رأسهم روسيا كبح تخمة المعروض العالمي من خلال اتفاق خفض الإنتاج، لكن على ما يبدو، فإن التطورات بخصوص الإنتاج الأميركي سوف تكبح أي جهود.

- ربما تحتاج «أوبك» للتعاون مع منتجين غير أعضاء لخفض أكبر للإنتاج للحفاظ على الأسعار الحالية، على الرغم من زيادة أخرى في إنتاج الغاز، الذي تزيد واشنطن وتيرة إنتاجه وانخفضت أسعاره أدنى 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية نهاية 2016.

- سوف تسهم زيادة إنتاج النفط والغاز في أميركا في اقترابها من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتقليل الاعتماد على الاستيراد، إضافة إلى إمكانية رفع صادرات الغاز لأوروبا وآسيا.

- من المحتمل أن يضطر منتجون للنفط والغاز لإعادة التفاوض على عقود قائمة في الوقت، الذي ربما تؤجل فيه مشروعات لإسالة الغاز الطبيعي في شرق إفريقيا وشرق المتوسط بسبب التكلفة الباهظة.

- اعتبرت ثورة النفط الصخري الأميركي أبرز عامل مؤثر على قطاع الطاقة العالمي في العقد الأخير مع تجاوز المعروض الطلب بشكل كبير وتراجع في الأسعار.

- في ضوء ذلك، فإن التداعيات – خصوصاً على الدول، التي تعتمد إيراداتها على ارتفاع أسعار صادراتها النفطية – سوف تكون خطيرة جداً، مما يشير إلى أن صناعة الطاقة ستشهد فترة طويلة من عدم الاستقرار بسبب الوفرة لا الندرة في المعروض.

back to top