رئيس مهرجان «الأقصر للسينما الإفريقية» السيناريست سيد فؤاد:

الدولة المصرية لا تهتمّ بالمهرجانات وتعتبرها تسلية وترفيهاً

نشر في 17-03-2017
آخر تحديث 17-03-2017 | 00:00
السيناريست سيد فؤاد
السيناريست سيد فؤاد
يبذل الكاتب والسيناريست سيد فؤاد وفريق عمله جهداً كبيراً لتخرج الدورة الراهنة من مهرجان «الأقصر للسينما الإفريقية» بشكل جيد، ومع كل دورة يزداد المهرجان نجاحاً وتألقاً، كما ترتفع الضغوط بسبب ضعف الإمكانات وقلة الموارد والدعم.
عن الدورة الراهنة ونظرة الدولة إلى المهرجانات عموماً والجديد لديه من أفكار وخطط للدورات المقبلة كان لنا مع سيد فؤاد هذا الحوار.
كيف تعاملتم مع اعتذار النجم الكبير أميتاب باتشان عن عدم المشاركة في مهرجان «الأقصر للسينما الإفريقية»؟

أرسل النجم الكبير أميتاب باتشان فيديو اعتذاراً عن عدم حضور فعاليات الدورة الراهنة من المهرجان نظراً إلى دخول صديقه ووالد زوجة ابنه العناية المركزة وضرورة بقائه إلى جانبه للاطمئنان عليه. مع ذلك، ستسير الفعاليات بشكل طبيعي. حتى أفلام أميتاب التي كانت ستعرض على خلفية تكريمه ستكون في مواعيدها من دون تغيير، تقديراً من إدارة المهرجان للنجم الكبير الذي منعته الظروف من الحضور.

كيف ترى نظرة الدولة المصرية إلى المهرجانات واهتمامها بها؟

للأسف، تتعامل الدولة مع المهرجانات على أنها وسيلة ترفيه وتسلية للنجوم والضيوف وليس لها أي دور فني أو ثقافي أو حتى سياسي. والسبب أن بعض المهرجانات لم يكن على المستوى المطلوب، فتعاملت الدولة مع المهرجانات كافة بنظرة واحدة من دون تفرقة بين ما نجح منها وأثبت وجوده وقام بدوره الثقافي والفني، وبين الفعاليات التي لم تقدم شيئاً.

ماذا عن الدعم المُقدم للمهرجان؟

تدعم المهرجان وزارة الثقافة المصرية، ووزارة الشباب التي لم تقدم الدعم هذا العام، ونقابة السينمائيين بمبلغ بسيط جداً أحياناً. ثمة دعم أيضاً من البنك الأهلي المصري. وبالطبع مع ارتفاع الدولار وتكاليف الإقامة والطيران والمطبوعات، دخلنا في أزمة حقيقية نحاول التعامل معها لأننا نريد مستوى متميزاً كما في الدورات السابقة، رغم الظروف والإمكانات المتواضعة.

لماذا لا يتوافر دعم من القطاع الخاص والشركات الكبرى؟

ثقافة دعم المصانع والشركات الكبيرة للمهرجانات غائبة في مصر، والمجتمع الأهلي في معظمعه لا يهتم بهذا الأمر. ولكني أتمنى أن تنال المهرجانات والفعاليات الفنية الاهتمام كنوع من الدعاية لها وللمساهمة في البُعد السياسي والثقافي الذي تقدمه للدولة.

مواعيد وأعداد

كيف ترى تضارب مواعيد المهرجانات؟

للأسف، إدارة المهرجانات لم تقم بدورها كما يجب. لدينا سبعة مهرجانات فنية على مدار العام، أربعة منها في شهر مارس فقط، وهو أمر غير جيد ويؤدي إلى غياب كثير من النجوم واعتذارهم عن عدم الحضور، كذلك لا ننسى صعوبة مشاركة الأعمال في بعض المهرجانات. لذا يجب على إدارة المهرجانات إعادة توزيع هذه التظاهرات السينمائية على مدار العام.

هل العدد الراهن للمهرجانات كاف؟

كل ما لدينا سبعة مهرجانات فنية، ومهرجان «الجونة» في طريقه إلى الظهور، وهو عدد قليل جداً على صناعة عمرها أكثر من مئة سنة ودولة لها الريادة في هذا المجال سواء في المنطقة العربية أو العالم كله، خصوصاً أننا حظينا بمهرجانين فقط لعشرين عاماً قبل ظهور «الأقصر» ثم «أسوان». أتمنى أن يتوافر لدينا عدد أكبر من المهرجانات لأنها في النهاية إضافة إلى الصناعة وإلى الدولة عموماً.

ما هي آليات اختيار الأعمال المشاركة في المهرجان؟

لدينا لجنة مشاهدة، برئاسة الكاتب عطية الدرديري وعضوية أكثر من ناقد وكاتب، يُعرض عليها أكثر من 600 فيلم تختار الأفضل منها ولا يُشترط في العمل أن يكون عرضاً تجارياً أو لا. كذلك نحرص في التكريم على اختيار من لديهم تاريخ كبير وحضور وشعبية، كما هي الحال مع نيللي كريم والمغربي محمد مفتاح، وإهداء الدورة لنجم كبير كمحمود عبد العزيز أو نجمة كتحية كاريوكا.

سوق وتصنيف

لماذا لا تتوافر سوق للأفلام على هامش المهرجان؟

هو أمر جيد. نعمل على السوق منذ فترة وستظهر في الدورات المقبلة، كما هي الحال في المهرجانات الكبرى حيث نجد سوقاً للأفلام تعرض من خلالها شركات الإنتاج أعمالها للتسويق وفتح أماكن توزيع جديدة لها.

ما هو تصنيف المهرجان دولياً؟

مسألة تصنيف المهرجانات ألغيت من سنوات طويلة، وللأسف يتحدث عنها البعض بشكل غير صحيح لإيهام غير الخبراء والجمهور بأمور غير صحيحة. تتحقق الشارة الدولية من خلال التسجيل لدى الاتحاد الدولي للمنتجين وفقاً لشروط يضعها، وهي لا تعني جودة المهرجان من عدمها. «مهرجان دبي» مثلاً، أصبح أحد أهم المهرجانات على مستوى العالم، ولو أراد القيمون عليه التصنيف لحصلوا عليه ولكنه من دون أهمية.

ما رأيك في ظهور مهرجانات متخصصة كسينما المرأة؟

أمر متعارف عليه في العالم كله تصنيف المهرجانات أقليمية أو دولية، أو نوعية كسينما المرأة أو أفلام مستقلة أو سينما الموبايل وغيرها. المهم مستوى المهرجان وما يضيفه إلى السينما وإلى الدولة.

توقفت أعمالي بسبب المهرجان

تأثرت أعمال سيد فؤاد بسبب المهرجان، كما يؤكد قائلاً: «أحزنني هذا الأمر جداً، إذ توقفت أعمالي كافة سواء كرئيس قناة أو كسيناريست لأجل التفرغ للمهرجان ومشاكله ومحاولة ظهور كل دورة بشكل متميز. ومع كل نجاح يُحققه المهرجان أجد صعوبة في التخلي عنه كي لا يتأثر بغيابي».

يتايع: «رغم أن نجاح المهرجان يعتبر نجاحاً لي ويُنسب إلي، فإن نجاحي الفني والإبداعي أمر مختلف تماماً. للأسف، لم أجد بعد فرصة للتنسيق بين الأمرين».

غياب التنسيق سبب تكدس المهرجانات في شهرين فقط

حققنا نجاحاً كبيراً في ظل إمكانات متواضعة
back to top