أقامت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية ندوة عن الذكرى المئوية لوعد بلفور، في مقر الجمعية بمنطقة الخالدية، تحدث في مستهلها أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. غانم النجار، فاعتبر أن تسمية ما فعله وزير خارجية بريطانيا بلفور عام 1917 بـ "وعد بلفور" هو ترجمة خاطئة، لأن الصحيح هو "إعلان بلفور".

Ad

ضغط فلسطيني

وأضاف النجار أن القضية الفلسطينية ما زالت مطروحة في كل الفعاليات بالمجتمع الدولي، ومازال الجميع متفاجئا بعملية التصويت التي تتم في الأمم المتحدة، رغم ان البعض افترض ان القضية بدأت تتلاشى وتبهت.

وذكر أن الضغط الفلسطيني لمحاربة الكيان الصهيوني يجب أن يستمر، فالحق لابد أن يسترجع وإن طال الزمن، ولو كان البعض بدأ يتراجع ويهتم بقضايا أخرى بعد الأحداث الكثيرة التي يعيشها العالم اليوم، في أسوأ وضع وصل إليه، خاصة العالم العربي، والذي لم يشهده حتى في الحرب العالمية الثانية بوصول عدد اللاجئين في العالم الى 65 مليون لاجئ ووجود 13 مليون طفل خارج المدارس في 5 دول عربية، نظراً للنزاع، فينبغي ألا يتوقف الضغط عند هذا الحد، مبيناً ان القضية الفلسطينية ستبقى أكبر قضايانا.

وأوضح أن الكيان الاوربي بدأ يتقهقهر في الوضع الراهن، وبدأت كراهيته تزداد وينغلق ويتراجع، خاصة بعد وصول التيارات اليمينية، لافتاً إلى أنه في 1 مايو من كل عام تقوم مظاهرات في أوسلو تندد بالاحتلال الاسرائيلي والمطالبة بالحرية للفلسطينيين خلال السنوات الثلاث الاخيرة.

التبرع لفلسطين

وقال النجار إن تيودر هرتزل طالب بريطانيا بوطن لليهود في عدة مناطق، وحينما مات طالَب خليفته وايزمان بأن يكون الوطن الصهيوني في فلسطين.

من جانبه، أكد خبير القانون الدولي أنيس القاسم العلاقة الوطيدة والحبل السري الذي يربط الكويت بفلسطين، مبيناً أن المرحوم عبدالعزيز الصقر هو أول عربي جمع 40 ألف روبية، في أول حملة تبرعات للثورة الفلسطينية عام 1936، وتوطدت العلاقة، إذ حضرت أول بعثة تعليمية من فلسطين للكويت.

وقال القاسم إنه في عام 1917 صدرت رسالة موقعة من وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور مكونة من 67 كلمة لإرسالها للفيدرالية الصهيونية في بريطانيا، ورغم مرور 100 عام عليها ما زالت تدرس وينبش في تاريخها لمعرفة السبب وراء "تصريح بلفور".

واستغرب ما يدعو اليه بعض المسؤولين الفلسطينيين من رفع قضية على بريطانيا لقاء وعد بلفور، قائلاً ان ترجمة الكلمة خاطئة، لأن الوعد يعني الالتزام، لكنها لم تكن وعدا أصلاً؛ لأن كل ما ورد في إعلان بلفور كلمات ليس لها معنى او مغزى قانوني: "ان حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف"، مضيفاً أن بريطانيا والمجتمع الدولي يتحملان المسؤولية الكاملة حيال هذه الوثيقة، رغم انها حمت نفسها بتوفير غطاء من مجلس عصبة الامم.

بدوره، قال المؤرخ الفلسطيني د. سلمان ابوستة انه لا يوجد حرب في التاريخ عمرها 100 عام ضد شعب أعزل، من أعتى الدول الاستعمارية التي لا تملك اي حق في هذا البلد، سواء كانوا الصهاينة أو البريطانيين.

واستغرب أبوستة من تخلي كل الدول الاستعمارية عن مشاريعها الاستعمارية، إلا بريطانيا التي استمرت في دعم مشاريعها الاستعمارية منذ عهد بلفور حتى تريزا ماي، ليستمر مشروع الاستعمار في فلسطين ويمر عليه 100 عام.