التقشف في التعليم؟!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
إذا لم تعلم الحكومة أهمية البحث العلمي ومصادر معلوماته وتشجيعه فهذه كارثة بحق الدولة التي تزعم أن لديها نظرة 2035 الاستراتيجية، أما إذا كانت تدرك معنى عصب المعرفة النابعة من المصادر والمراجع العلمية وآلية عملها فتلك جريمة حقيقية بحق الجامعة وطلبتها وأساتذتها وبحق العلم بشكل عام في عصر العولمة والمعلوماتية الذكية.وإذا تجاوزنا سطحية الحكومة وعجزها العلمي وعشوائية قراراتها فكيف بمجلس الأمة ولجانه المتخصصة وخصوصا لجنتي الميزانية والتعليمية وبما تمثله هذه اللجان من أعضاء متخصصين ويمثلون الأمة وتطوف عليهم مثل هذه المحطات الخطيرة؟ الأدهى من ذلك كله أن يتم تقليم أظافر جامعة الكويت وأدواتها العلمية باسم التقشف في الميزانية في حين فضائح الهدر في المال العام والهبات المجانية لأصول البلد منتشرة على الملأ، ناهيك عن المعلومات حول الاختلاسات والتجاوزات المالية التي باتت تزكم الأنوف وتصل إلى عموم الناس بالأدلة والمستندات على أجهزة النقال!لعمل مقارنة سريعة تبسيطا لمعنى هذا التخبط فقط نقول لكل طالب جامعي وولي أمره وأستاذه وعميده ومدير جامعته ووزيره، هل تعلم أن تكلفة المهمات العلمية لأعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت على مدى عشرين سنة قد تصل إلى نصف المبالغ التي أفصح عنها النائب رياض العدساني في جلسة الإيداعات المليونية؟! وهل تعلم أن كلفة قواعد البيانات لمكتبة جابر الأحمد المركزية في جامعة الكويت والتي يستفيد منها 40 ألف طالب وخمسة آلاف من الأكاديميين والإداريين تساوي قيمة مزرعة واحدة فقط من مئات المزارع التي تم توزيعها بدون وجه حق في الوفرة خلال العام الماضي فقط؟! أما آن الأوان لقليل من الحياء والخجل؟!