مؤامرة للإطاحة بالرئيس برزاني
![محمد واني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1630607050878772300/1630607062000/1280x960.jpg)
إضافة إلى ذلك فإنه سيوجه ضربة قاصمة إلى خصمه السياسي اللدود برزاني، ويدفعه إلى زاوية ضيقة مميتة يضطر فيها إلى عقد تحالف مماثل مع أقطاب الشيعة الآخرين "مقتدى الصدر وعمار الحكيم وحيدر العبادي" الذين ظهروا وكأنهم مختلفون عن المالكي وعلى خصومة سياسية معه (زوراً) وهم لا يختلفون عنه في شيء، هدفهم جميعا واحد هو إجهاض مشروع الاستقلال الكردي الذي يتبناه برزاني، والعودة إلى حضن الدكتاتورية العراقية.ولن ينسى المالكي ولا القوى التي تقف وراءه الموقف المتشدد الذي أبداه برزاني تجاه مدهم الطائفي والسماح لقواتهم بالوجود في كردستان ونقل المؤن والمساعدات العسكرية إلى نظام بشار الأسد الطائفي المجرم عن طريقها، فالمنطقة التي يسيطر عليها حزب برزاني، وهي تتكون من مدينتي أربيل ودهوك، تمثل لهم استراتيجية كبيرة من وجوه عدة؛ أولا لأنها تحاذي دولتين تمثلان لها أهمية بالغة في المنطقة، وهما الدولة التركية العدوة التاريخية التقليدية والقوة المنافسة لها في المنطقة، والدولة السورية الحليفة التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، وهي تحتاج إلى طريق سالك لإيصال الدعم اللوجستي لها في خضم صراعها الطائفي مع خصومهم، والطريق السالك والسهل لسورية يمر عبر المنطقة التي يسيطر عليها برزاني، وهو يرفض رفضا قاطعا توريط الإقليم في حرب طائفية عبثية لا ناقة له فيها ولا جمل، وكذلك رفض "إعطاء الإيرانيين ممرا برياً دائماً (كاريدور) عبر هذا الإقليم لربط إيران بسورية، وأيضا رفض طلبا لرئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بأن يزور برزاني دمشق ويلتقي بشار الأسد على حد قول الكاتب "صالح القلاب"، وبسبب كل ذلك فإن القوى الشيعية الدولية المتحالفة مع الأحزاب الحاكمة في بغداد مازالت تثير الأزمات وتفتعل المشاكل وتضع العراقيل أمام إقليم صغير آمن يؤوي أكثر من مليونين من النازحين العراقيين واللاجئين السوريين الهاربين من جحيم "بشار" و"داعش"، تمهيدا للإطاحة بـ"برزاني"، لأنه رفض الخضوع لأجندتهم الطائفية فقط.