في إطار خطط جديدة لتسريع هزيمة «داعش» في معقله بالرقة، تتجه الإدارة الأميركية لمضاعفة قوات مشاة البحرية (المارينز) المنتشرة في شمال سورية إلى ألفي جندي، بحسب مسؤول عسكري بارز، أوضح ،أمس الأول، أن العدد الفعلي، الذي تم رفعه الأسبوع الماضي من 500 إلى 900، أصبح لا معنى له نظراً إلى أن القادة يرسلون قوات إضافية «مؤقتة» بحسب الحاجة، كما جرى عندما نشرت «الوحدة 11» من مشاة البحرية مدفعية هاوتزر من عيار 155 ملم في أحد المراكز الأمامية بالقرب من الرقة.

ووفق المسؤول الأميركي، فإن هذه الخطط، التي يتعين أن يصادق عليها الرئيس دونالد ترامب ووزير دفاعه جيم ماتيس، ستكون الأكبر لأعداد الجنود الأميركيين المنتشرين على الأرض في إطار قتال «داعش»، موضحاً أنها تشمل إرسال بطاريات مدفعية إضافية واستخدام منصات إطلاق صواريخ، يمكن أن توفر قصفاً على مدار الساعة في معركة استعادة مدينة الرقة من «داعش».

Ad

وأكد المسؤول أن قوات «المارينز» لن تقاتل بشكل مباشر، لكنها ستقوم بدور داعم لأي قدرات إضافية يتطلبها الجيش الأميركي في شمال سورية، حيث يقوم التحالف تحت قيادته بتدريب ودعم التحالف الكردي العربي الذي يقاتل «داعش».

هجوم الرقة

وفي تطور مهم لإرضاء تركيا، التي تعتبر المقاتلين الأكراد إرهابيين، صرح المتحدث باسم الجيش الأميركي الكولونيل جون دوريان بأن «نحو 75 في المئة من قوات سورية الديمقراطية، التي تعزل الرقة حالياً هي من السوريين العرب، وهذا انعكاس للتوزيع السكاني الموجود في المنطقة»، موضحاً أنه يتوقع مشاركة المقاتلين الأكراد في تحرير الرقة «بمستوى ما».

وإذ أكد دوريان أن القوات التركية قد تلعب دوراً في الرقة لم يتم الاتفاق بعد عليه»، أكد أن القوات الأميركية والروسية موجودة في مدينة منبج، وتستطيع أن ترى بعضها بعضاً وتراقب تحركات بعضها»، مشدداً على أن هذه القوات «لا يتحدثون إلى بعضهم ولا يتخالطون على الأرض، إلا أنها تبلغ بتحركاتها من خلال خط ساخن خاص تم إنشاؤه في 2015 لمنع أي تصادمات».

بدوره، اعتبر وزير الدفاع التركي فكري إشيق أمس، أن التوصل لحل دبلوماسي مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن منبج أصبح ضرورة، وأنه لن يتم بحث أي نهج عسكري إلا إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، مشيراً إلى أن تركيا تبحث أيضاً كل الخيارات لمنع المقاتلين الأكراد من انتزاع موطئ قدم في منطقة سنجار بالعراق، ومن بين ذلك عملية برية مشتركة مع قوات مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق.

ومع تأكيد وزارة الخارجية الأميركية التزامها بحل دبلوماسي للنزاع بدون مشاركة (رئيس النظام السوري بشار) الأسد، الذي دخل عامه السابع، كشف الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قيام موسكو وأنقرة برسم ملامح خطط مشتركة جديدة لمحاربة الإرهاب في سورية.

وفي كلمة خلال مراسم اعتماد عدد من السفراء الأجانب في الكرملين، عبر بوتين عن تقديره للدور التركي في تسوية الأزمة السورية، مؤكداً أن العلاقات الروسية- التركية تعود إلى مجراها الطبيعي بسرعة.

تصعيد إيراني

وفي تصعيد مفاجئ سبق اتهام موسكو لـ»طرف ثالث» بدفع فصائل المعارضة لعدم المشاركة في الجولة الثالثة من محادثات أستانة، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تركيا إلى التوقف عن «تسليح الإرهابيين وتمويلهم».

وفي مقابلة مع قناة «الميادين» أذاعتها أمس، قال ظريف، الذي وقعت بلاده رسمياً كطرف ضامن لوقف الأعمال القتالية، إن «أنقرة طرف أساسي وفاعل في المنطقة، وهي جارة مهمة لإيران تربطهما علاقة صداقة، لكن عليها منع المنظمات الإرهابية من التمويل والحصول على المقاتلين والعتاد».

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت نظام الأسد بتبني «سياسة إبادة» وبالمسؤولية إلى حد كبير عن عدد القتلى الكبير وأزمة اللاجئين، مشيراً إلى أن نصف الشعب السوري أو ما يعادل نحو 13 مليون نسمة هم الآن لاجئون داخلياً أو خارجياً.

تفجيرات دمشق

وفي خطوة نادرة، نفت «هيئة تحرير الشام» ليل الأربعاء- الخميس علاقتها بالتفجيرين الانتحاريين، اللذين استهدفا القصر العدلي القديم في قلب دمشق ومطعماً بمنطقة الروضة القريبة من القصر الجهوري غربها، مؤكدة أن «أهدافها منحصرة في الأفرع الأمنية والثكنات العسكرية للنظام المجرم وحلفائه».

وفي نفيها، الذي تزامن مع إدانة «جيش الإسلام»، أبرز فصائل المعارضة في ريف دمشق، للتفجيرات ووصفها بـ»المصطنعة»، أكدت الهيئة، أن التفجيرات «تحقق لنظام الأسد هدفين رئيسين، إلصاق صفة الإرهاب بالثورة وإيقاع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد».

واعتبر مبعوث الأمم المتحد ستيفان ديميستورا، أن الهجمات الانتحارية تهدف لتعطيل محادثات السلام، في حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، أن «الجماعات الإرهابية تلجأ إلى تنفيذ مثل هذه الهجمات العشوائية كلما منيت بالهزيمة في الجبهات العسكرية والسياسية.

«طرد البغاة»

وفي الجنوب، شنّت فصائل الجيش الحر أمس، هجوماً على مواقع «داعش» في منطقة القلمون بهدف استعادة السيطرة على الجبال الاستراتيجية التي انتزعها التنظيم في الأشهر الماضية، بحسب المكتب الإعلامي لقوات الشهيد «أحمد العبدو»، الذي أوضح أن معركة «طرد البغاة» تم التجهيز لها مسبقاً وبسرية تامة على أن تشمل محاور جبل الشرقي، جبل الأفاعي، جبل النقب.