سعت القوات العراقية، أمس، لتطويق المدينة القديمة في الموصل والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محاولة لحصار عناصره المتحصنين داخله، لكن التقدم تباطأ بسبب تفجير سيارات ملغومة وتلغيم منازل وأزقة مستفيدين من حالة الهدوء في الاستعداد لتوجيه ضربات.لكن من المتوقع أن يزداد القتال صعوبة مع دفاع التنظيم عن آخر جيب له في المدينة التي كانت معقلهم في العراق.
وقال قائد فرقة النخبة في الشرطة الاتحادية اللواء حيدر ضرغام، إن قواته لديها خطة لحصار المدينة القديمة، وإنها تقدمت من جهات اليمين والشمال، متوقعا تحرير الموصل بالكامل خلال شهر. يذكر أن القوات العراقية قد استعادت أجزاء أخرى من غرب الموصل أمس الأول، منها المستشفى. وقد أجبرت الأمطار والضباب القوات على تباطؤ تقدمها لاستعادة المدينة القديمة. وقال متحدث باسم وحدات الرد السريع: «تم إيقاف العمليات العسكرية في المدينة القديمة في الجانب الأيمن من الموصل، وذلك بسبب الجو الرديء والممطر، لا نستطيع التقدم بدون غطاء جوي نظرا لوجود ضباب».وقال صحافيون في الموقع، إن التنظيم رد بهجمات متفرقة على مواقع للحكومة منها هجمات بقذائف مورتر.وأكد ضابط من الشرطة الاتحادية توقف التقدم، وقال إن القادة مجتمعون لتعديل الخطط. وقال ان «خطط الهجوم الجديدة يجب أن تتلاءم مع التضاريس المعقدة والأزقة الضيقة»، مضيفا: ان «الشوارع الضيقة تمنعنا من استخدام العجلات المدرعة، وهذا الأمر بالتأكيد سيجعل من جنودنا عرضة لنيران العدو، الخطط الجديدة تحت الدراسة ستكون كفيلة بمعالجة هذا الأمر».في السياق، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أمس، ارتفاع عدد النازحين من الساحل الأيمن في مدينة الموصل الى أكثر من 152 ألف مدني منذ انطلاق العمليات العسكرية لتحريره من قبضة «داعش».وذكر وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد في بيان، أن النازحين نقلوا الى مخيمات النزوح في حمام العليل، ومخيم مدرج المطار ومخيم الحاج علي ومخيمات جدعة جنوبي الموصل، مبينا، أن آخرين نقلوا الى مخيمات شرق الموصل ومنها جه مكور، وحسن شام الأول والثاني، والخازر.ولفت الوزير الى أن 54 ألف نازح منهم نقلوا الى المناطق المحررة للإقامة مع أقاربهم هناك، مؤكدا، أن جميع إجراءات الإغاثة والإيواء تسير بانسيابية عالية وفق الخطة التي وضعتها الوزارة.على صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس، أن العراق ينعم بحرية نظام ديمقراطي تعددي يشارك فيه الجميع.وقال العبادي في بيان بمناسبة الذكرى الـ29 لحادثة حلبجة، «نستذكر بألم بالغ إحدى جرائم النظام الدكتاتوري المباد الذي ارتكب جريمة حلبجة وراح ضحيتها آلاف العراقيين الأكراد الأبرياء في عملية إبادة جماعية بالأسلحة الكيماوية ومازالت آثارها شاهدا حيا على ما فعله البعث المقبور بالشعب».وأضاف: «بينما ننعم اليوم بحرية نظام ديمقراطي تعددي يشارك فيه الجميع نطمح للمضي صوب بناء مستقبل شعبنا في ظل بلد آمن ودولة تحمي شعبها، فقد حاربنا جيلا من الإرهابيين والعصابات التي كانت امتدادا للنظام البعثي المقبور وانتصرنا»، مؤكدا «سنعزز هذا الانتصار بالحفاظ على شعبنا والدفاع عن حريته مهما كلفنا ذلك».وأشار العبادي الى أن «الرحمة لمن سقطوا ضحية نظام البعث المقبور من الشمال إلى الجنوب ومن أهلنا في حلبجة وسيظل الخزي أبدا يلاحق من ارتكب هذه الجريمة بحق أبنائنا ولن يزيدنا استذكارها إلا وحدة وقوة ومضيا بمبدأ العدل والحق».
دوليات
القوات العراقية تحاول تطويق الوسط التاريخي للموصل
16-03-2017