أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، ان لجنة التوجيه الكويتية- البريطانية المشتركة وقعت ثلاث وثائق تتعلق الأولى بالتعاون الصحي، والثانية تتصل بالتعاون في مجال الطيران المدني، في حين تختص الثالثة بخطة العمل المستقبلية التي سيستمر الجانبان في العمل بها الى الاجتماع المقبل المقرر عقده في لندن.وأضاف الجارالله، في مؤتمر صحافي مشترك عقد مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا توباياس الوود عقب توقيع اتفاقيتين حول الصحة وامن الطيران امس، ان "هناك مقترحا سيتم العمل به يتعلق بإدارة المستشفيات في الكويت".
وأشار الى ان هناك توجها لتسليم إدارة مستشفى جابر الأحمد الى شركة بريطانية "لإدارة هذا المرفق المهم في القطاع الصحي".وأكد "اننا نتطلع بكل امل وتفاؤل إلى نتائج هذا الاجتماع، لاسيما ان هذه اللجنة تتسم بحفاظها على اجتماعاتها الدورية التي تعقد بالتبادل بين البلدين، ولم تنقطع أو تتأخر عن موعدها طوال السنوات التسع الماضية".وفيما يتعلق بوثيقة الطيران المدني، أوضح الجارالله انها متعلقة بادارة مطار الكويت الدولي وأمنه، "وكما هو معروف فان احدى الشركات البريطانية تدير العمليات الأمنية فيه، وهناك تقدم كبير في هذا الجانب، مشيدا بالتعاون الكبير بين البلدين في هذا المجال من خلال هذه الشركة".وقال الجارالله إن المملكة المتحدة جددت التزامها بأمن واستقرار الكويت ودول الخليج، مشيداً بالموقف البريطاني المعبر عن العلاقة التاريخية بين الجانبين، مشيرا إلى أنه "بحث مع الوزير البريطاني هموم المنطقة وقضاياها"، مؤكداً أن الموقف البريطاني داعم لأمن المنطقة واستقرارها.واستذكر الخطاب "التاريخي" الذي ألقته رئيسة وزراء بريطانيا في القمة الخليجية التي عقدت في المنامة، حين اكدت التزام بريطانيا بأمن دول الخليج، مضيفا أن "الأصدقاء في بريطانيا أكدوا أيضا التزامهم بأمن الكويت وسيادتها واستقرارها".ولفت الجارالله الى ان الكويت تنظر باهتمام إلى اجتماعات لجنة التوجيه الكويتية- البريطانية المشتركة والى نتائجها، معربا عن تطلعه إلى "استمرار التواصل مع الأصدقاء في المملكة المتحدة بحكم العلاقات التاريخية والمتجذرة والطيبة، والتي تعبر عن المصالح المشتركة".
فرصة للاستثمار
قال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا البريطاني توباياس الوود، خلال المؤتمر المشترك، ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مؤخرا «سمح لنا بالكثير من الحرية والفرص التجارية التي يمكن أن (نقتنصها) في الشرق الاوسط، خصوصا في الكويت ودول الخليج العربي».وأضاف الوزير توبايتس الود أن الاجزاء الباقية من الشرق الاوسط تشهد الكثير من الازمات والاضطرابات خاصة في اليمن والعراق، إضافة إلى الحرب الدائرة في سورية، مشددا على أن «بريطانيا ملتزمة، وستعمل من اجل تركيز التزامها في المنطقة، على الرغم من أنها لا تتمتع حاليا بالمقومات التي تتيح لنا وضع خطة لتنمية العلاقات بالمنطقة».وعن العلاقات الكويتية البريطانية، قال انها «عميقة ومتجذرة، وما يميز العلاقات مجالات عده اهمها السياسية والتجارية بين البلدين، والتي توسعت جراء الثقة التي جاءت نتيجة العمل المشترك لسنوات طويلة، وتفهم القيادتين للمصالح المشتركة».وحول الدورة التاسعة للجنة التوجيه الكويتية - البريطانية المشتركة، أكد الوزير البريطاني انها تعتبر دليلا واضحا على تميز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، والتي تعود الى قرون طويلة من العلاقات الثنائية والثقة المتبادلة، فضلا عن العلاقات الوثيقة بين العائلتين الحاكمتين في الكويت والمملكة المتحدة.ولفت الى أن مجموعة التوجيه المشتركة تسمح للبلدين بتوسيع مجالات عديدة من التعاون مثل الطاقة والتعليم والصحة، مضيفا ان هذه الدورة من اللقاءات تناولت مجال أمن الطيران.وأعرب عن امتنانه وتقديره لدعوة رئيسة وزراء بريطانيا تبريزا ماي في قمة المنامة الخليجية العام الماضي، الامر الذي يعبر عن العلاقات القوية مع دول الخليج «ووجودي هنا تأكيد على متانة هذه العلاقة على المستوى الشخصي والثنائي». وأوضح ان حجم التجارة بين البلدين بلغ نحو 1.5 مليار جنيه استرليني «مما يجعل القوى بين أمتينا لا يمكن الاستهانة بها، مشيرا الى انه خلال الاجتماع تمت مناقشة اوجه العلاقات المتعددة كالدفاع والنفط والغاز والتعليم والصحة، وامتد النقاش إلى الأمن السيبراني، وهذا يدل على متانة هذه العلاقة. دعم الحلفاء والالتزام بأمنهم
شدد الوود على ان أمن الكويت والمنطقة من امن المملكة المتحدة «لأننا مترابطون بعلاقاتنا ليس فقط بسبب علاقتنا التجارية، بل لأننا أيضا حلفاء وأصدقاء، ونحن نحرص على دعم حلفائنا، وملتزمون بأمن الخليج»، لافتا الى ان هذا ما أكدت عليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي عندما زارت الخليج في السنة الماضية».وقال إن «علينا أن نكون صادقين بأن هناك تحديات في المنطقة، وسيتم مناقشتها في مؤتمر مكافحة (داعش) في واشنطن الأسبوع المقبل، وسنكون ممثلين في بروكسل خلال مؤتمر دعم سورية على مستوى عال أيضا».وعن «بريكست»، قال إنها شغلت بريطانيا، موضحا ان جلالة الملكة ستوقع قرارا للموافقة على خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الاوروبي اليوم، والذي سيوفر الشرعية لماي لتوقيع اتقافية البدء بتنفيذ المادة 50 من معاهدة لشبونة للخروج من الاتحاح الاوروبي.وحول اتفاقية تسليم المتهمين بين البللدين، قال «اننا نعمل على تطوير تلك الاتفاقية التي تعنى بتسليم المطلوبين، لكنني لا أملك تفاصيل حولها، ولكن عمق علاقتنا يمكننا من إبرام مثل هذه الاتفاقات».