أقر الجيش الأميركي بشن ضربة ضد تنظيم القاعدة في إدلب، لكنه نفى أن يكون استهدف بشكل متعمّد مسجداً في محافظة حلب حيث قُتل 46 معظمهم من المدنيين على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

على جبهة أخرى، أعلن الجيش السوري أنه أسقط فجر الخميس طائرة حربية إسرائيلية بعد غارة استهدفت موقعاً عسكرياً على طريق تدمر في وسط البلاد.

Ad

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 46 شخصاً، أغلبيتهم من المدنيين، وإصابة أكثر من مئة آخرين بجروح في قصف جوي نفذته طائرات حربية لم يحدد هويتها على مسجد عمر بن الخطاب في قرية الجينة الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود الإدارية بين محافظتي حلب وإدلب.

وتسبب القصف بدمار هائل في ذلك المسجد، حيث عمل عناصر الإغاثة والإسعاف ساعات طويلة، مستعينين بالمصابيح الكهربائية، في ظل ظلام دامس لإخراج الناجين والجثث من تحت الأنقاض، وخوفاً من غارات إضافية، قررت بلدات وقرى عدة في ريف حلب الغربي إلغاء صلاة الجمعة.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية جون توماس، إن «الطيران الأميركي استهدف تجمعاً لتنظيم القاعدة في سورية، مما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين»، مضيفاً: لم نستهدف مسجداً، في المبنى، الذي استهدفناه كان هناك تجمع يقع على نحو 15 متراً من مسجد لا يزال قائماً».

وأوضح توماس أنّ الموقع الدقيق لهذه الضربة غير واضح وسيتم فتح «تحقيق في الادعاءات بأنّ تلك الضربة، قد تكون أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين»، مشدداً على أن «إدلب كانت ملاذاً آمناً لتنظيم القاعدة في السنوات الأخيرة».

غارات إسرائيلية

وفي تطور تصعيدي آخر في النزاع المعقد، أعلن كل من الجيشين السوري والإسرائيلي ان طائرات اسرائيلية نفذت غارات فجراً على سورية.

وجاء في بيان للجيش السوري: «أقدمت أربع طائرات للعدو الإسرائيلي على اختراق مجالنا الجوي فى منطقة البريج عبر الأراضي اللبنانية، واستهدفت أحد المواقع العسكرية على اتجاه تدمر فى ريف حمص الشرقي».

وأضاف: «تصدت لها وسائط دفاعنا الجوي، وأسقطت طائرة داخل الأراضي المحتلة، وأصابت أخرى، وأجبرت الباقي على الفرار».

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن مقاتلاته الجوية قصفت أهدافاً عدة في سورية، وأنه اعترض صاروخاً أطلق من سورية رداً على الغارة، التي أفاد الإعلام الرسمي أنها استهدفت شحنات صواريخ استراتيجية ومتطوّرة في شمال سورية كانت في طريقها إلى حزب الله» اللبناني.

تطور خطير

وكشفت مصادر خاصة لـ«الجريدة» أن الغارات الاسرائيلية استهدفت قياديين من «حزب الله» وضباطا إيرانيين بالإضافة الى مخازن لتجميع صواريخ «سكود دي»، متحدثة عن مقتل خمسة ضباط ومسؤولين كبار على الأقل.

وعلمت «الجريدة» أن عملية نوعية للجيش الإسرائيلي نفذت الخميس قبل الماضي في منطقة القنيطرة استهدفت شخصية رفيعة من «حزب الله» لم تفصح المصادر عن هويتها.

وفي الحادث الأكثر خطورة بين البلدين اللذين لا يزالان رسمياً في حالة حرب، منذ بدء النزاع السوري، أكد الجيش الاسرائيلي أن أياً من الصواريخ، التي أطلقت على مقاتلاته لم يبلغ هدفه، وأن «أمن المواطنين الإسرائيليين أو سلاح الجو لم يكن مهدداً في أي وقت».

وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن شظايا صواريخ سقطت، فجر أمس، على بعض القرى في محافظة إربد وغور الصافي ومناطق أخرى، نتيجة اعتراض صواريخ إسرائيلية لصواريخ أطلقت من داخل الأراضي السورية باتجاه بعض المواقع والقواعد الإسرائيلية.

ووصفت صحيفة «هآرتس» الحادث تعرض الطائرات الإسرائيلية لإطلاق عدة صواريخ من منظومة الدفاع الجوي السورية «إس 5» بالتطور الخطير، مؤكدة أنه للمرة الأولى تلجأ إسرائيل لتشغيل منظومة «حيتس» لاعتراض صاروخ مضاد للطائرات.

تنافس متصاعد

ومع دخول الحرب عامها السابع، تبرز المنافسة بين إيران وروسيا في سورية، بحسب ما يقول سياسيون سوريون وخبير روسي. ففي شوارع مدينة حلب، التي بات النظام يسيطر عليها كاملة، ترتفع صور الرئيس بشار الأسد، وإلى جانبه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مما يؤشر إلى النفوذ المتصاعد لموسكو على حساب إيران.

وبعد تقاربها المفاجئ مع أنقرة في 2016، باتت موسكو تعتبر أن طريق النصر يمر عبر تسوية مع تركيا الداعمة للمعارضة وصاحبة النفوذ في المنطقة الحدودية شمالاً. وترفض إيران في المقابل هذه المقاربة.

مع بروز هذا التقارب، تساءل موقع «تابناك» الإلكتروني، الذي يديره محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري الايراني، ما إذا كان «إشراك تركيا في محاولات إنهاء الحرب في سورية» يمكن أن يشكل «تهديداً» لإيران.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مقابلة مع قناة «الميادين» بثت أمس الأول، أنه «بالطبع كانت هناك دائماً مناطق صادفنا فيها وجهات نظر مختلفة حول مواضيع محددة، لكن لم يكن هناك أي انقسام بين إيران وسورية وروسيا حول المواضيع المهمة».

اختلاف صريح

لكن بدا الاختلاف واضحاً بين الدولتين الداعمتين لدمشق خلال معركة حلب في ديسمبر الماضي. ويقول مصدر مقرب من الحكومة السورية، إن إيران والمجموعات المسلحة المتحالفة معها، كانت تريد استسلاماً كاملاً للفصائل المعارضة المحاصرة في حلب الشرقية.

كارثة وشيكة

في غضون ذلك، دعت دمشق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للمطالبة بأن تتوقف حملة عسكرية تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»عن استهداف سدي الفرات وتشرين والمناطق المحيطة بهما «لمنع كارثة وشيكة».

وفي خطاب إلى غوتيريس ومجلس الأمن نشر أمس الأول، قال نائب سفير دمشق منذر منذر، إن السكان على امتداد نهر الفرات بالعراق يمكن أن يتأثروا «بالتخريب الممنهج للبنية التحتية»، مضيفاً أن «الدمار التام لهذين السدين اللذين تستهدفهما الضربات الجوية سيجرف مدناً وبلدات وقرى ويغمرها بالمياه، مما يعرض للخطر حياة مئات الآلاف من الناس الذين يعيشون في تلك المناطق».