في خطوة من شأنها تلطيف الأجواء المتوترة بين السعودية وإيران في عدة ملفات، أعلنت الرياض أمس أن الحجاج الإيرانيين سيشاركون في موسم الحج المقبل، بعد عدم تمكنهم من أداء الفريضة العام الماضي إثر امتناع طهران عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات قدوم حجاجها.

وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إنها استكملت مع منظمة الحج والزيارة الإيرانية الترتيبات اللازمة لمشاركة الحجاج الإيرانيين وفق الإجراءات المعتمدة مع مختلف الدول الإسلامية.

Ad

وذكرت الوزارة في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية أن «وزير الحج والعمرة السعودي د. محمد صالح بنتن بحث مع رئيس منظمة الحج والزيارة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية حميد محمدي في الـ23 فبراير الماضي ترتيبات الحجاج الإيرانيين لأداء المناسك لعام 1438 أسوة بما هو معمول به مع جميع الدول العربية والإسلامية الأخرى».

وأكدت أن «المملكة قيادة وشعبا ترحب بجميع الحجاج والمعتمرين والزوار بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم ومن مختلف أقطار العالم الإسلامي حيث تسخر حكومة المملكة إمكاناتها المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والعمار والزوار لضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة».

يذكر أن الحجاج الإيرانيين تغيبوا عن أداء فريضة الحج العام الماضي بعد فشل المفاوضات بين مسؤولي وزارة الحج السعودية وبعثة الحج الإيرانية، وقالت وزارة الحج السعودية إن المملكة ترفض تسييس الشعيرة أو المتاجرة بالدين.

وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران مطلع عام 2016 بعد اقتحام متظاهرين إيرانيين سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد عقب إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر من بين 47 شخصا أدينوا بتهم الإرهاب والانتماء لتنظيم «القاعدة».

في سياق منفصل، أكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أمس، أن بلاده مستعدة لأي احتمال قد تتخذه الولايات المتحدة ضدها، وخصوصا التخلي عن «الاتفاق النووي» الموقع بين طهران ودول مجموعة (5+1).

وقال ظريف في حوار خاص مع قناة «الميادين» اللبنانية الفضائية: «عندما يفقد الاتفاق مغزاه تبقى لنا إمكانية العودة لتفعيل برنامجنا بطريقة عاجلة بالرغم من أنه ليس الخيار المفضل لدينا، ولكنه مطروح»، مستبعدا في الوقت نفسه تعرض بلاده لأي عمل عسكري.

وأضاف ظريف أن «الاتفاق مع مجموعة 5+1 لقي الدعم من جانب مجلس الأمن الدولي والكل يعتقد أنه أفضل ضمانة للأمن والسلام والاستقرار الإقليمي، ماعدا الولايات المتحدة وإسرائيل».

واعتبر أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اختبرت كل الخيارات ضد إيران لتأتي «النتيجة معاكسة تماماً».