محمد السداني: لقب «إعلامي» فقَدَ مضمونه وأصبح لكل من «هبّ ودبّ»

أكّد أن الثقافة منطلق المقدم التلفزيوني الناجح

نشر في 18-03-2017
آخر تحديث 18-03-2017 | 00:02
محمد السداني
محمد السداني
محمد السداني ليس مذيعاً تلفزيونيّاً طرق باب العمل الإعلامي فحسب، بل هو ابن أصيل لهذه المهنة التي تدرج فيها من الصفر حتى القمة وأصبح اسماً يقترن بعلامة الجودة في أي عمل يُسند إليه. زادته الأيام حكمة والتجارب حنكة والاحتكاك خبرة، لذا نجد النجاح دائماً حليفه في قرارات جريئة، لا سيما في الإقدام على التغيير في ظل إيقاع الحياة السريع والتطور التكنولوجي. «الجريدة» حاورته.
أخبرنا عن جديدك في الأيام المقبلة.

«باب النقاش» على قناة «المجلس»، وهو برنامج حواري يقوم على أساس المناظرة بين طرفين متخالفين في وجهات النظر، يمثّلان جناحي الحوار الذي نطير به في مناقشة هادفة نسعى من خلالها إلى حل قضية ما وليس عرضها فحسب. وهو يعد برنامج المناظرات الوحيد على الشاشات الكويتية، وبهذا يلقي عليَّ مسؤولية كبيرة لإظهاره بصورة لائقة ومميزة.

ما أهم الفقرات التي يتضمّنها البرنامج؟

اختلف شكل البرنامج عن موسمه الأول، إذ ألغينا الجمهور منه وأضفنا فقرات مختلفة ستشكّل مفاجأة للمشاهدين. أتمنى أن نوفق في تشكيل الحلقة بصورتها الجديدة.

من رشحك لهذا البرنامج؟

السيدة نوف الروضان، ذلك من بين مجموعة من الإعلاميين المتميزين في الكويت، ما يحملني مسؤولية كبيرة كي أكون عند حسن ظنّ الجميع.

ممن يتكوّن فريق العمل؟

يضمّ البرنامج نخبة من المتخصصين في مجال الإعلام من معدين ومصورين ومخرج محترف، فضلاً عن الإشراف من شركة «سنيار»، المنتج المنفذ للبرنامج.

من الشخصية التي تريد أن تحاورها؟

ربما تكون الأمنية كبيرة، ولكن آمل أن أحققها يوماً ما، وهي أن أجري مقابلة مع أمير البلاد، خصوصاً في مرحلة تعجّ بالمتغيرات والحوادث، إذ سيشكل الحوار أرشيفاً لأجيال مقبلة.

مقارنة

كيف تصف تعامل القيمين على قناة «المجلس»؟

«المجلس» قناة متميزة منذ ظهورها، وهي تتقّدم بصورة لافتة وتحتلّ الآن مكانة كبيرة في الإعلام الكويتي، وهذا إن دل على شيء فعلى أن الإدارة متميزة وذات خبرة عالية.

بعد تقديمك برنامج في «الراي»، ما الاختلاف بين القناتين؟

كان «لقاء الراي» برنامجاً مشتركاً بيني وبين زملائي، ولم يكن له طابع معين، وذلك بسبب اختلاف مقدمي البرنامج، وهو أمر خاطئ من وجهة نظري. فضلاً عن أنَّ المواضيع التي كانت تطرح لم تكن على خط متوازٍ في النوع. أما «المجلس» فصورة مختلفة جداً حيث «باب النقاش» برنامج يتميّز بصورة واحدة لأن المقدم واحد، ولكن المواضيع ستندرج كلها داخل إطار النقاش والمناظرة.

ارتبط اسمك بالبرامج السياسية، هل تود التنويع مع «المجلس»؟

بعد انتهاء الموسم الثاني إن شاء الله من برنامج «باب النقاش»، إذا عُرضت عليَّ فكرة مناسبة لي، حتى لو كانت خارج السياسية، فأعتقد أنها ستكون خطوة إلى الأمام في مجال الإعلام.

مقومات ووجوه

ما أهم مقومات مقدم البرامج السياسية في نظرك؟

الثقافة هي منطلق المقدم الناجح وأهم عوامل بروزه في الإعلام. أما الاعتماد على المظهر وبعض الجمل المكررة التي لا تثري حواراً ولا تصنع فكرة يبنى عليها نقاش فلا طائل فيها. ورأينا مقدمين كثيرين ظهروا واختفوا سريعاً لضحالة فكرهم وقلة ثقافتهم.

كيف تجد الوجوه الإعلامية الشابة في الوقت الراهن؟

لا أعتقد أنني أستطيع تقييم زملائي في الإعلام، ولكن ثمة وجوه تبشر بالخير كعبد اللطيف الأيوب في برنامج «رايكم شباب».

هل ثمة من يغار منك كونك سلكت طريق الإعلام وتميزت فيه؟

من المؤكد أنَّ الغيرة موجودة في نفوس البعض، ولكني أؤكد أنني تميزت بفضل الله وجهدي وعملي المخلص في كل مكان اشتغلت فيه وبشهادة رؤسائي في مسيرتي منذ عام 2006.

كيف تعدّ نفسك لتكون إعلاميا متميزاً؟

المهنية والالتزام بقواعد الإعلام العلمية وبالإطار المحترم له يرسمان الطريق التي أسير عليها، حتى وإن كلفني هذا عدم انتشاري بين الأوساط. أفضل أن أكون محترماً ومعروفاً على نطاق ضيق على أن أكون مشهوراً سفيهاً، أو يجاري رغبات الشارع.

ماذا يعجبك من البرامج في القنوات الأخرى؟

«شاهد على العصر» لأحمد منصور على قناة «الجزيرة»، و«الاتجاه المعاكس» لفيصل قاسم، أشعر بأنهما قريبان إلى شخصيتي.

صعوبات وإعلام

ما المواقف الصعبة التي واجهتها؟

اللحظات الأولى في الإعلام وفي انطلاقتي في برنامج على الهواء، كانت أكبر تحدٍ لي في مسيرتي العملية.

هل للحظ دور في كونك إعلامياً؟

ربما يكون للحظ دور في دخولي مؤسسة ما في بداياتي، لكن الاستمرارية لا تتحقّق إلا بالعمل الدؤوب والالتزام والاجتهاد.

ماذا تعني لك كلمة إعلامي؟

لست إعلامياً ولا أحب أن يطلق عليّ هذا اللقب، والسبب أن كل من «هبّ ودبّ» أصبح إعلامياً والبعض يمتهن هذا المجال ويقتات منه.

ما الذي تحلم بتقديمه؟

أحلم بتقديم برنامج حواري عن الأفكار والتوجهات ويكون ذا سقف عالٍ جداً.

السفر والقراءة وركوب الخيل

حول الشخصيات التي تركت أثراً كبيراً في حياته، ويود أن يقدّم لها الشكر، يقول السداني: «أوجه كلمة الشكر أولاً إلى شيرويت حماد، مديرة إدارة الأخبار والبرامج السياسية في قناة «الراي» سابقاً، والتي لها الفضل بعد الله في وضعي على طريق التقديم الإخباري والسياسي محققةً حلمي في الإعلام، وقلما نجد نظيرها في وسط الإعلام في تفانيها وإخلاصها ولغتها العربية ورؤيتها الإعلامية الثاقبة، فضلاً عن حسن إدارتها التي جعلت من إدارة التلفزيون بيتاً واحداً، ومن الموظفين فيه إخواناً وأحبة».

في ما يتعلق بأسباب اتجاهه إلى الإعلام، يذكر: «أحب الإعلام منذ صغري وكانت إحدى أمنياتي أن أصبح مقدماً للنشرة الإخبارية»، ويضيف: «أنا خريج جامعة الكويت، حصلت على بكالوريس تخصص لغة عربية وتخصص مساند إعلام، وعلى شهادة الماجستير في اللغة العربية من جامعة الشارقة، وأدرس راهناً في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة لمرحلة الدكتوراه. كذلك أعمل مدرساً للغة العربية في وزارة التربية ورئيساً لقسم اللغة العربية في المرحلة الثانوية، وأعمل في الإعلام منذ 11 عاماً متنقلاً بين الصحافة والإعداد، وأخيراً التقديم. متزوج ولدي ولدان عمر ويوسف. أهم هواياتي السفر والقراءة وركوب الخيل، أقرأ كل شيء وفي كل شيء لأكوّن ثقافة عامة تنتج توجهاً لي في المستقبل».

«المجلس» قناة متميزة تتقّدم بصورة لافتة

الاستمرارية لا تتحقّق إلا بالعمل الدؤوب والالتزام والاجتهاد
back to top