بالعربي المشرمح: ليش نلوم الحكومة؟!
![محمد الرويحل](https://www.aljarida.com/uploads/authors/706_1689527706.jpg)
وهنا لا أبرر أخطاء الحكومة وسوء إدارتها وضعفها، بل خضوعها للقوي، فإن كان المجلس قوياً وقادراً على إصلاح نهجها فإنها ستخضع مرغمة للإصلاح، وإن كانت مؤسسة الفساد هي القوية التي تدير هذا المجلس فستكون تحت سيطرتها دون أن تكترث للمواطن، لذلك أحاول أن أتحدث عموما عن عامل مهم ورئيسي تَسبَّب فيما نحن فيه من سوء حال، فواقعنا يُبين أننا شركاء فيما يحصل لنا، ولا يمكن إن أردنا الخروج منه أن نتجاوز أخطاءنا ونحمل طرفاً بعينه المسؤولية، فالحكومة لا تتحمل وحدها وزر المسؤولية، وإن كانت هي المسؤولة عن إدارة شؤون البلاد، وعلينا أن ندرك أن مؤسسة الفساد أقوى من الحكومة بكثير، وأننا ساعدناها دون إدراك لتتضخم قوتها وهيمنتها من خلال مخرجاتنا.يعني بالعربي المشرمح:لا يمكن للحكومة أن تنجز أو تحقق طموحات الأمة بشرف وأمانة ما لم تكن الذراع التشريعية والرقابية مسانداً لها ومُعينها على تحمل مسؤولياتها في مواجهة مؤسسة الفساد، وهو الأمر الذي يلقي على عاتقنا اختيار القوي الأمين والصادق الشريف الذي يؤمن لها ظهرها من طعن الخونة المتخاذلين، لاسيما أننا جميعاً نتذكر جيداً أن كل حكومة تشكل تأتي وفقاً لمخرجاتنا، فهل نتحمّل المسؤولية ونعي ذلك لنختار من يمثلنا بصدق وأمانة بدلاً ممن يمثل علينا ويكون عوناً لسلطة الفساد التي نتذمر منها ونتحلطم من تصرفاتها، ونلقي اللوم على الحكومة وغيرها دون أن نقر ونعترف بمسؤوليتنا كمواطنين شاركنا بشكل أو بآخر في هذا التدهور؟