عندما نُكذِّب الصادق ونصدق الكاذب ونُخوِّن الأمين ونُؤمِّن الخائن ويصبح «الرويبضة» هو من يتحدث في شؤوننا ويتصدر مجالسنا، وتكون له الوجاهة والحظوة، فلا يمكننا أن نلوم الحكومة على تصرفاتها وإدارتها للبلاد، وهو الأمر الذي علينا أن ندركه جيداً بعد سنوات عدة شاهدنا فيها كيف يصل الفاسد إلى سدة القرار من خلالنا، والخائن ليمثلنا، والكاذب ليتحدث نيابة عنا، فمخرجاتنا سبب بلائنا، واختياراتنا سبب تعاستنا، فهل يحق لنا أن نلوم الحكومة ونحن شركاؤها في كل ما حصل ويحصل لنا ولوطننا؟!علينا أن ندرك أن الحكومة تتشكل وفقاً لمخرجاتنا فإن كانت مخرجاتنا سيئة فحتماً ستكون الحكومة أسوأ فكما تكونون يولى عليكم، وإن كانت مخرجاتنا جيدة فحتماً ستكون الحكومة جيدة، وتعمل للمواطن والوطن ألف حساب، بمعنى أن مخرجاتنا هي التي تعدّل أي اعوجاج او انحراف حكومي، حين تكون قوية وحريصة على الإصلاح والتنمية.
فانعدام الثقة بين المواطن والحكومة لم يكن ليحصل لولا أن هناك مَن عمل على إعدام تلك الثقة ليتفرد بفساده وتجاوزاته، وكلما كانت مخرجاتنا عاجزة عن حمايتنا وحماية الحكومة من مؤسسة الفساد، فإن الحكومة حتماً ستخضع لتلك المؤسسة.وهنا لا أبرر أخطاء الحكومة وسوء إدارتها وضعفها، بل خضوعها للقوي، فإن كان المجلس قوياً وقادراً على إصلاح نهجها فإنها ستخضع مرغمة للإصلاح، وإن كانت مؤسسة الفساد هي القوية التي تدير هذا المجلس فستكون تحت سيطرتها دون أن تكترث للمواطن، لذلك أحاول أن أتحدث عموما عن عامل مهم ورئيسي تَسبَّب فيما نحن فيه من سوء حال، فواقعنا يُبين أننا شركاء فيما يحصل لنا، ولا يمكن إن أردنا الخروج منه أن نتجاوز أخطاءنا ونحمل طرفاً بعينه المسؤولية، فالحكومة لا تتحمل وحدها وزر المسؤولية، وإن كانت هي المسؤولة عن إدارة شؤون البلاد، وعلينا أن ندرك أن مؤسسة الفساد أقوى من الحكومة بكثير، وأننا ساعدناها دون إدراك لتتضخم قوتها وهيمنتها من خلال مخرجاتنا.يعني بالعربي المشرمح:لا يمكن للحكومة أن تنجز أو تحقق طموحات الأمة بشرف وأمانة ما لم تكن الذراع التشريعية والرقابية مسانداً لها ومُعينها على تحمل مسؤولياتها في مواجهة مؤسسة الفساد، وهو الأمر الذي يلقي على عاتقنا اختيار القوي الأمين والصادق الشريف الذي يؤمن لها ظهرها من طعن الخونة المتخاذلين، لاسيما أننا جميعاً نتذكر جيداً أن كل حكومة تشكل تأتي وفقاً لمخرجاتنا، فهل نتحمّل المسؤولية ونعي ذلك لنختار من يمثلنا بصدق وأمانة بدلاً ممن يمثل علينا ويكون عوناً لسلطة الفساد التي نتذمر منها ونتحلطم من تصرفاتها، ونلقي اللوم على الحكومة وغيرها دون أن نقر ونعترف بمسؤوليتنا كمواطنين شاركنا بشكل أو بآخر في هذا التدهور؟
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: ليش نلوم الحكومة؟!
18-03-2017