High Light: ليزر تربوي
العصر الرقمي الذي نعيشه الآن، جاء بثورة اتصال مذهلة نتج عنها ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت مصدرا قويا من مصادر تشريب القيم للناشئة، متفوقة في ذلك على كل وسائل التنشئة الاجتماعية من أسرة ومدرسة وإعلام... إلى غير ذلك من وسائل.وهنا تبرز أهمية دور التربية، خاصة في مجال الاستفادة من هذه الوسائل بتطويرها وتسخيرها بما يتناسب مع هذا التقدم التنكولوجي على مستوى العالم الذي تمخض عن الثقافة الكونية التي هيمنت بكل قوة على وجدان شبابنا، فأصبحوا معها في حالة اغتراب تام بفضل ما تبثه من قيم دخيلة على مجتمعنا الكويتي، وهو الأمر الذي يلقي بتبعاته الثقيلة على المؤسسات التربوية في المنظومة التعليمية برمتها، وفي جميع مراحل التعليم الجامعي وقبل الجامعي، وهي فترات حساسة في عمر الناشئة من خلال تزويدهم بكل المستجدات والمعلومات التي تناسب هذا التطور المذهل في مجال المعلومات؛ والذي يتطلب بالتبعية صقل الأجيال المعاصرة لمجابهة هذه التحديات علمياً وثقافياً وفكرياً.
غير أن ذلك لن يتأتى إلا بإعادة النظر في جميع مؤسساتنا التعليمية والتربوية مظهراً ومخبراً، شكلاً ومضموناً، والعمل على تغيير وتطوير كل ما من شأنه الحفاظ على الملكية الفكرية والهوية الثقافية من هذا الغزو الفكري المدمر لهوية مجتمعاتنا العربية والإسلامية؛ من هذه الأخطار الإجرامية التي تهدد سلامة وأمن المجتمع فكرياً واقتصادياً ومعلوماتياً، وهذا يحتاج إلى إجراءات وضوابط أمنية تحافظ على سلامة الأوطان وأجيالها في كل الأعمار السنية متسلحين بسلاح الإيمان أولاً، ثم بكافة الأسلحة العلمية والثقافية والفكرية التي تحفظ للمجتمع هويته وسط هذه الغزوات الفكرية التي لا تتماشى وقيم مجتمعاتنا المحافظة، و"إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ".ختاماً: مواجهة الغزو الفكري تتطلب تضافر جهود الأسرة والمؤسسات التعليمية ومؤسسات الإعلام الرسمية وغير الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، وهنا يبرز دور التربية الإسلامية والمسجد لتوضيح كيف أن هذه الظاهر السلبية مجافية للشريعة الإسلامية الغراء؟ وأخيراً لابد للحكومة ومجلس الأمة أن يبرهنا دورهما في هذا الاتجاه! ودمتم بخير.