إلى متى تستمر سياسة الترضيات؟
![مشاري ملفي المطرقّة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/778_1682431386.jpg)
وسياسة المحاصصة والترضيات وغياب الكفاءات أحد الأسباب الرئيسية لانتشار مظاهر الفساد الإداري والمالي بشكل كبير حيث إنها تأتي بمسؤولين غير أكفاء وتضع غير المؤهلين في أماكن لا يستحقونها، كما أن هذه السياسة وراء زيادة حدة الانتماءات الطائفية والفئوية التي طغت على الوطنية والنزاهة والإخلاص، حيث إن الكثيرين تقوقعوا حول عوائلهم وجماعاتهم بحثاً عن الواسطة والمحسوبية التي تتدخل لتعيينهم في مؤسسة حكومية أو منصب مرموق.ولعل الحكومة تدرك أن الاستمرار في هذه السياسة لن يتقدم بالبلاد إلى الأمام وسيجعل المواطنين يبحثون عن فرص للتعيين والترقي عبر منافذ العلاقات الشخصية ويدفع الكثيرين منهم إلى اللجوء إلى الطرق الملتوية وغير المشروعة للحصول على حقوقهم وسيكون الولاء لمن يقدم الخدمات لا للوطن، ولن يحرص هؤلاء على تطبيق القانون ماداموا قد رأوا الحكومة تضرب به عرض الحائط من خلال الترضيات والصفقات المشبوهة التي تعقدها لتعزيز تحالفاتها وزيادة الموالين لها.وفي الختام أود التأكيد على أن الكويت لديها الكثير من أصحاب الكفاءات والخبرات والمؤهلين لتولي الوظائف وينتظرون الفرصة المناسبة للانطلاق لخدمة وطنهم، لذا يجب أن تكون معايير الاختيار لجميع الوظائف، لا القيادية فحسب، قائمة على الكفاءة وحدها التي هي أحد الأركان الأساسية لنهضة الأمم، فنختار الشخص الذي تتوافر فيه مقومات ومتطلبات شغل الوظيفة أكثر من غيره الذي يكون لديه واسطة أو يتم تعيينه لإرضاء أحد الأطراف السياسية أو جماعة معينة، نحتاج في بلادنا أن نضع الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة، وأن نعدل بين الناس تطبيقاً لقوله تعالى «اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ».