بعدما اشتبك الفرقاء في ساحة النجمة، وترنحت التوافقات وطار النصاب، لترفع الجلسة التشريعية إلى موعد غير محدد، وبالتالي، تجميد البت في استكمال إقرار بنود الضرائب الجديدة الـ22، التي ستمول من خلالها سلسلة «الرتب والرواتب»، اعتبر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، أن «السلطة السياسية اتفقت على تطيير الجلسة وتحميل المسؤولية للكتائب، لأنها خافت من الناس»، مشيراً إلى أنه «للمرة الأولى، تطلب السلطة السياسية من المعارضة تقديم بدائل».

وقال الجميل، في مؤتمرٍ صحافي، رداً على اتهامه بتعطيل السلسلة، «تمكنَّا من إفشال إقرار الضرائب على الشعب اللبناني في الجلسة الأخيرة، وما جرى يؤكد أنَّ الشعب لا يزال واعياً، وهذا أعطانا قوةً ودفعاً من الناس». مستغرباً « أن تنتقد السلطة السياسية أننا أعطينا رأينا ونحن لم نعطِّل الجلسة بل أعطينا رأينا».

Ad

وكشف الجميل أنَّ «نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري قرأ بياناً مكتوباً تمَّت طباعته في وقت الغداء لتحميل الكتائب تطيير الجلسة»، معتبراً أنَّ «المطروح هو أنَّ الفساد خط أحمر، ويجب عدم الاقتراب منه، بل يجب الذهاب إلى جيوب الناس».

وقال: «فليتفضل رئيس الحكومة بالتقدم إلى القضاء ليتم التحقيق بمسألة تسريب الشائعات، ونؤكد على أن زيادة الضرائب على اللبنانيين مقابل لا شيء لن نقبل بها». وسأل: «هل تستطيع الحكومة أن تجتمع لتقرّ كلّ الإصلاحات أم أنّ الفساد خط أحمر؟»

وأكَّد الجميل: «أننا أمام فرصة تاريخية للقوى السياسية والشعب اللبناني لتحويل هذه الأزمة إلى فرصة لإنقاذ لبنان، وتطبيق كل الإصلاحات»، مشدداً على «حقنا في إبداء رأينا بالمعارضة»، واعتبر أن «طلب رفع الحصانة هو شهادة على صدرنا نفتخر بها».

وكانت ساحة رياض الصلح شهدت، مساء أمس الأول، تظاهرة شعبية استنكرت بشدة مواجهة المواطن بالمواطن، وتمويل موازنة 2017 من خلال فرض ضرائب جديدة تطال جميع فئات الشعب اللبناني وطبقاته بحسب جميع الخبراء الاقتصاديين وبعض الحزبيين.

في موازاة ذلك، اعتبر النائب بطرس حرب أمس، أن «ما حصل خلال اليومين الماضيين حول موضوعي سلسلة الرتب والرواتب والواردات المطروحة لتغطية النفقات المترتبة عليها والنهاية الدراماتيكية للجلسة الأخيرة لمجلس النواب، وما رافقها من سجالات واتهامات، يشير إلى مدى الانهيار، الذي بلغه حسّ المسؤولية لدى القوى السياسية القابضة على زمام الحكم، وهو ما يكاد يقضي على كلّ أمل في إصلاح الحال وتطوير البلاد».

إلى ذلك، استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر أمس في «بيت الوسط»، رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية يرافقه وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس والوزيران السابقان روني عريجي ويوسف سعادة، بحضور الوزير غطاس خوري ونادر الحريري. وتناول اللقاء آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامّة.