مصر| بيوت الإرهاب.... طهرها الأمن وسكنتها الأشباح
مزرعة ومصنع وشقق سكنية آوت التكفيريين... والأهالي: نتشاءم منها
بعد فترة طويلة من انتهاء المواجهات الأمنية مع الإرهابيين في أماكن وبيوت ومزارع أوت صنَّاع الموت وعشاق الدم باسم الدين، فإن مصير هذه الأماكن المنتشرة في قرى نائية أو مناطق عشوائية، مازال غامضاً، فبعد مداهمة الشرطة لها وتطهيرها من الإرهابيين لا أحد من المواطنين يفكر في الاقتراب منها. "الجريدة" زارت بعض هذه الأماكن التي بدت كأنها غرف وساحات تسكنها الأشباح، وتحمل بين جدرانها ذكريات تصنيع القنابل وتفوح منها رائحة الموت."عرب شركس": أبرز هذه الأماكن في محافظة القليوبية (شمال القاهرة) وتحديداً في قرية "عرب شركس" التي اكتسبت شهرتها عقب نشوب معركة شرسة بين إرهابيي تنظيم "بيت المقدس" من جهة، وقوات الأمن المركزي والقوات المسلحة من جهة أخرى، وهناك لا تبقى سوى أطلال مصنع حلوى استأجره الإرهابيون من أحد سكان المنطقة دون أن يعلم أنهم سيحولونه إلى ترسانة للمتفجرات، قبل أن يداهمها الأمن في مارس 2014، ويقتل 6 إرهابيين ويضبط آخرين، بينما سقط في المواجهة ضابطا جيش.ولم يحرك أحد من الأهالي شيئاً داخل المكان، ولم يتم استغلاله في أي غرض، واكتفى السكان بطمس بعض العبارات الجهادية التي خلفها التكفيريون على جدران المكان، الذي تم فيه تصنيع المتفجرات التي استخدمت في تنفيذ تفجرين استهدفا مديريتي أمن القاهرة والدقهلية.
وقال أحد سكان المنطقة، يُدعى أحمد إبراهيم، لـ"الجريدة": "أصبح هذا المكان نذر شؤم بعد الأحداث التي وقعت فيه، لذا لا أظن أن أحداً سيفكر في استغلاله في أي نشاط تجاري مثلاً... أظنه سيظل هكذا أطلالاً"، في حين قالت هنا محمد، التي تسكن على بعد أمتار من المصنع: "أتشاءم من هذا المكان وأشعر بالخوف حين أمرّ جانبه"."مزرعة بلبيس": في منطقة مهجورة بمدينة بلبيس التابعة لمحافظة الشرقية، تقع المزرعة التي أضحت مكاناً موحشاً لا يرغب أحد في المرور جانبه، بعدما اقتحمتها قوات الشرطة ووجدت فيها كمية كبيرة من المتفجرات. "منذ دخلت الشرطة المزرعة وعرفنا أنه كان فيها متفجرات ونحن تشاءمنا منها"... هكذا قال أحد الأهالي يُدعى محمد حسن، مُضيفاً: "لم نصدق أن هذه المزرعة كان يتم فيها تصنيع الموت للمواطنين ورجال الأمن"."شقق الموت": بعض الإرهابيين اختاروا ممارسة نشاطهم الإرهابي من داخل وحدات سكنية، ففي مدينة السادس من أكتوبر (جنوب القاهرة) ووسط العقارات شبه الخالية من السكان اختبأ الموت في إحدى الشقق التي اقتحمها الأمن ليفاجأ بأنها كانت مصنعاً استأجره الإرهابيون لتصنيع القنابل.أحد سكان المنطقة يدعى أحمد محمد، قال لـ"الجريدة": "دي بقت شقة شؤم ماحدش عاوز يسكن فيها، خوفاً من الشبهة الجنائية بعدما أصبح الجميع هنا يسمونها (شقة إرهابيين)".وفي منطقة حلوان (جنوب القاهرة) لم يختلف حال شقتيها اللتين اختبأ فيهما إرهابيون وحولوهما إلى مصنعين لقنابل المولوتوف، ولم تختلف مشاعر الأهالي حيال هاتين الشقتين، إذ تقول السيدة الخمسينية ابتسام ربيع: "الشقق دي خلاص هاتبقى زي البنت العانس، وماحدش هايفكر يسكنها أبداً"، بينما تكرر الحال ذاته في شقتين سكنهما الإرهابيون في شارع سليم بمنطقة "حدائق القبة" فالكثيرون يخافون من استئجارهما ويسمونها "شقق الإرهابيين".أما محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) فشهدت أكبر تجمع للجماعات الإرهابية التي كان يختبئ عناصرها داخل شقق سكنية في مناطق شعبية، حيث تم ضبط أكبر خلية إرهابية حاولت في إحدى عملياتها اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، كما نجحت الأجهزة الأمنية في الكشف بداخل هذه الشقق عن كميات كبيرة من مادة TNT شديدة الانفجار، مما جعل قاطني هذه المساكن يهجرونها.