جنوب السودان يعاني مجاعة.. لكنه ينفق عائداته النفطية على شراء أسلحة
أفاد تقرير للأمم المتحدة أن حكومة جنوب السودان تنفق قسماً ضخماً من عائداتها من النفط على شراء أسلحة في وقت تواجه البلاد مجاعة تعود في جانب كبير منها إلى عمليات عسكرية أمرت بها جوبا.ودعا التقرير، إلى فرض حظر أسلحة على جنوب السودان، وهو الاجراء الذي كانت دعمته واشنطن لكن مجلس الأمن الدولي رفضه في ديسمبر 2016.وجاء في التقرير الذي أعده لفيف من الخبراء «أن الأسلحة مستمرة في التدفق على جنوب السودان من مصادر متنوعة وبالتنسيق مع دول الجوار في معظم الأحيان».
وعثر الخبراء على «أدلة دامغة تُظهر أن قادة البلاد في جوبا مستمرون في شراء أسلحة للجيش وأجهزة الأمن والميليشيات وقوى أخرى».ويحصل جنوب السودان على 97 بالمئة من مداخليه من مبيعات النفط.وبين نهاية مارس ونهاية أكتوبر 2016 بلغت عائدات النفط نحو 243 مليون دولار، بحسب الخبراء.وأضاف التقرير الواقع في 48 صفحة أن نصف هذا المبلغ على الأقل «وعلى الأرجح أكثر من ذلك بكثير» من نفقات الميزانية خصص للأمن وخصوصاً لشراء الأسلحة.واستمرت حكومة الرئيس سلفا كير في ابرام عقود تسلح في حين أعلنت حالة المجاعة في ولاية الوحدة حيث يواجه مئة ألف شخص على الأقل خطر الموت جوعاً. وأضاف خبراء الأمم المتحدة «أن معظم الأدلة التي تم جمعها تُشير إلى أن المجاعة في ولاية الوحدة نجمت عن نزاع طويل في البلاد وخصوصاً عن حصيلة متراكمة من عمليات عسكرية للحكومة في جنوب هذه الولاية منذ 2014».وتمنع الحكومة وصول العاملين الإنسانيين ما يفاقم الأزمة الغذائية كما تساهم حركات نزوح السكان الكبيرة في انتشار المجاعة.وأدى تصاعد المعارك منذ يوليو 2016 إلى تدمير الزراعات في مناطق مهمة مثل المنطقة الاستوائية.وأعد التقرير قبل اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي حول جنوب السودان الخميس برئاسة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.وكانت الإدارة الأميركية السابقة ترغب في فرض حظر أسلحة على جنوب السودان لكن ترامب لم يعلن موقفه حتى الآن من هذا النزاع.وتشكل الحدود بين جنوب السودان والسودان وأوغندا أبرز نقاط دخول الأسلحة وبعض الشحنات تدخل بشكل قانوني من الكونغو الديمقراطية.وأورد الخبراء معلومات مصدرها كبار جنرالات جيش جنوب السودان وعناصر مخابرات أشارت إلى أن مصر قد تكون قدمت معدات عسكرية وأسلحة خفيفة وذخائر وعربات مدرعة لجنوب السودان العام الماضي.كما اهتم الخبراء بطائرتيين حربيتين من نوع ال-39 مصدرها أوكرانيا تم بيعها لأوغندا لكنها وصلت إلى جنوب السودان إضافة إلى عقد أبرمته جوبا مع شركة مقرها السيشل بشأن كميات كبيرة من الأسلحة.وبالمقارنة، تلقت قوات المعارضة كمية محدودة من الذخائر.وغرق جنوب السودان الذي استقل عن السودان في 2011، في حرب أهلية منذ ديسمبر 2013 أوقعت عشرات آلاف القتلى وأكثر من ثلاثة ملايين نازح.