«قحافي وسراويل» المباركية ستسدد العجز!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
المشكلة أن أصحاب محلات المباركية، الذين يعتمدون على بيع الملابس الشعبية "قحافي، سراويل، شباصات... إلخ"، هم من سيدفع ثمن العجز، أما من يسبب الهدر ويعلم الناس التبذير في "المولات"، عبر بيع حقائب نسائية وساعات وكماليات بآلاف الدنانير، فلن تفرض عليه ضريبة أو رسوم، وكذلك صاحب "المول" نفسه، الذي يدفع للحكومة مبالغ متواضعة مقابل تأجيره للمتر المربع بمئات أضعاف ما يقدمه للدولة!النائب عبدالكريم الكندري ذكر في جلسة سابقة لمجلس الأمة أرقاماً لصفقات تسليحية بمليارات الدنانير، ربما لا يحتاجها البلد، فيما بنود الهدايا في ميزانيات جهات سيادية تبلغ الملايين من الدنانير، وعلى نفس المنوال في القطاع النفطي هناك مئات الملايين تهدر في مناقصات ملعوب بها، كمناقصة الأنابيب النفطية وخلافها، والمليارات المهدرة والمنهوبة في المناقصات العامة بالدولة، والأوامر التغييرية الخاصة بها هي كنز مغارة علي بابا لمن يملك كلمة السر لفتح أبوابها، والمزارع الحكومية والأراضي الصناعية التي تمنح للمحظوظين، ومناقصات شراء الأدوية والتجهيزات الطبية المتضخمة أسعارها مقارنة بدول المنطقة.كل ما ذكر سابقاً هو بعض مواقع الهدر الحقيقية والدسمة التي يمكن أن تقضي على العجز تماماً، إضافة إلى تحصيل الدولة حقوقها من الأموال التي ترسل للخارج، عبر فرض الرسوم أو الضرائب عليها، هذه هي مواقع الحل العاجل لعجز الميزانية العامة الذي تدعيه الحكومة، والتي يجب أن تلحقها عملية إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، والانطلاق لخلق موارد إضافية للدولة، وليس عبر استغلال شعار الإصلاح الاقتصادي لتصفية البلد وبيع أصوله بأبخس الأثمان حتى التراثي منها، والذي لا تفرط فيه الدول وتحافظ عليه.