شهدت العلاقة المتوترة بين تركيا وألمانيا، أمس، المزيد من التصعيد. وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن "الشكوك التي عبرت عنها وكالة المخابرات الألمانية في دور فتح الله غولن، رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة، في محاولة انقلاب بتركيا العام الماضي، دليل على أن برلين تدعم المنظمة التي كانت وراء المحاولة الفاشلة".وجاءت تصريحات كالين، التي أدلى بها لقناة تركية، تعقيبا على مقابلة نشرتها صحيفة "دير شبيجل" أمس الأول مع رئيس جهاز المخابرات الخارجية الألماني، برونو كال قال فيها إن الحكومة التركية لم تستطع إقناع جهازه بأن غولن كان وراء محاولة الانقلاب. واعتبر كالين أن تلك التعليقات دليل على أن برلين دعمت الانقلاب.في موازاة ذلك، استدعت السلطات التركية سفير ألمانيا لديها لتعبر عن "احتجاجها الحازم" غداة تظاهرة للأكراد في فرانكفورت رفعت خلالها أعلام لـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور.وعبرت تركيا عن غضبها بعد التظاهرة التي دعت إلى "الحرية لكردستان" وإحلال "الديمقراطية" ورفض التعديلات الدستورية التي ستطرح في استفتاء لتوسيع صلاحيات الرئيس إردوغان 26 أبريل المقبل.وأعرب المتحدث باسم الرئيس التركي عن استيائه لظهور شعار "المجموعة الانفصالية الإرهابية"، في إشارة إلى "العمال الكردستاني"، خلال التظاهرة.وقال في بيان: "من غير المقبول رؤية رموز وشعارات حزب العمال الكردستاني في حين يمنع وزراء وبرلمانيون أتراك من الاجتماع بمواطنيهم".واعتبر أن "فضيحة تظاهرة فرانكفورت كشفت أن بعض دول الاتحاد الأوروبي تعمل بجد من أجل الترويج لرفض الإصلاحات المطروحة في الاستفتاء". وأكد كالين أن رأس السنة الكردية، النوروز، الذي يصادف غدا استخدم "ذريعة" لتظاهرة كردية سياسية لأنصار الحزب المتمرد الذي يقاتل أنقرة منذ 1984.وتفاقم الخلاف الدبلوماسي بين أنقرة وبرلين بعد أن منعت السلطات الألمانية بعض الوزراء الأتراك من الحديث في تجمعات للأتراك المغتربين قبيل استفتاء تحويل نظام الحكم إلى الرئاسي بدلا من البرلماني المعمول به حاليا في تركيا، بسبب مخاوف أمنية.
تبرير واستخفاف
وأوضحت الشرطة أنها لم تتدخل لمصادرة أعلام الحزب الكردي المحظور بألمانيا لتجنب استفزاز الحشد، لكنها أضافت أنها التقطت صورا قد تؤدي لاحقا إلى القيام بملاحقات.إلى ذلك، رأى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن تهديدات تركيا بإنهاء الاتفاق الخاصة باللاجئين مع "الاتحاد الأوروبي" غير قابلة للتصديق.وقال يونكر في تصريحات إن "تركيا لن تنهي الاتفاق"، مؤكداً "أنه ليس في مصلحة أنقرة أن تتولى عصابات المهربين وقطاع الطرق قيادة الوضع أمام سواحلها".يذكر أن الرئيس التركي وغيره من الساسة الأتراك هددوا أخيرا بإنهاء اتفاق اللاجئين الذي تم إبرامه منذ عام واحد لوقف الهجرة غير الشرعية.لاحقاً، قال إردوغان متوجها إلى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في خطاب متلفز: «عندما نصفهم بالنازيين فإنهم في أوروبا ينزعجون، ويتضامنون مع بعضهم خصوصا ميركل».في هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية الدنماركي اندرس سامويلسن أنه سيستدعي السفير التركي في كوبنهاغن، لبحث التهديدات التي يتعرض لها مواطنون دنماركيون من أصل تركي انتقدوا ما وصفوه بـ»تجاوز إردوغان لصلاحياته».