إسرائيل تهدد بتدمير دفاعات سورية... ومعارك في دمشق
فصائل بينها «فتح الشام» تغنم «كراج العباسيين»... والنظام ينشر «الفرقة الرابعة» في العاصمة
غداة تعهد رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بمواصلة الغارات الجوية في سورية، توعّد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بتدمير بطاريات الدفاع الجوي للرئيس الأسد إذا كررت استهدافها للمقاتلات الإسرائيلية مرة أخرى.
هدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان دمشق أمس بأن إسرائيل ستدمر بطاريات الدفاع الجوي السورية إذا عاودت إطلاق النار على الطائرات الإسرائيلية، وذلك بعد إطلاق سورية صواريخ مضادة للطائرات باتجاه طائرات إسرائيلية عقب قصفها أهدافا داخل الأراضي السورية الجمعة.وقال ليبرمان، في حديث للإذاعة العامة، "في المرة القادمة التي تطلق فيها دمشق بطاريات دفاعاتها الجوية باتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، سيقوم سلاح الجو بتدمير هذه البطاريات. ولن نتردد. أمن إسرائيل فوق كل شيء"، مضيفاً: "ليس لدينا مصلحة في التدخل في الحرب الأهلية السورية ولا ضد الأسد، وليس لدينا مصلحة في الاصطدام بالروس. مشكلتنا هي مع نقل أسلحة متقدمة من سورية إلى لبنان. وفي كل مرة تكون هناك محاولة لتهريب أسلحة، سنتحرك لإحباطها".ولاحقاً، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنه تم استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو غاري كورين يوم الجمعة، لطلب توضيحات منه بشأن حادث اختراق الطائرات الإسرائيلية لأجواء سورية، كاشفاً لأول مرة عن اتفاق روسي- إسرائيلي ينص على مراعاة مسار العمليات الجوية فوق سورية، وأنه يتعين معرفة تقييم وزارة الدفاع الروسية لهذا الحادث.
معركة جوبر
داخلياً، شهد حي جوبر في شرق دمشق أمس اشتباكات عنيفة بعد محاولة مفاجئة من الفصائل المقاتلة، وأبرزها "جبهة فتح الشام"، و"فيلق الرحمن" بالتسلل إلى وسط العاصمة، وتفجير عربتين مفخختين وانتحاريين.ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن "الفصائل تمكنت من التقدم في الحي والسيطرة على مبان عدة، واستطاعت التسلل الى منطقة العباسيين المجاورة في وسط العاصمة والسيطرة على كراجها"، موضحاً أنها بذلك "انتقلت من موقع الدفاع في جوبر إلى موقع الهجوم بمحاولات مستمرة للتقدم وليس مجرد مناوشات".وبث التلفزيون مشاهد مباشرة من ساحة العباسيين، التي بدت خالية تماما من حركة السيارات والمارة، بعد أن قطعت وحدات الجيش كل الطرق المؤدية الى منطقة العباسيين، وأعلنت حظر تجول في بعض الأحياء. ووسط انقطاع للتيار الكهربائي لازم السكان منازلهم خوفاً وخشية الرصاص الطائش والقذائف، وأغلق عدد من المدارس، حفاظاً على سلامة الطلاب.وأكد القيادي في الجيش الحر محمد الشامي أن العملية النوعية المشتركة مكنت الفصائل من اقتحام أسوار دمشق والسيطرة على "كراج العباسيين"، و"ساحة العباسيين"، إضافة إلى الطرق المؤدية إلى أم الحوش والطريق وحي الفيحاء الدمشقي وأوتوستراد دمشق-حمص الدولي.وعمد النظام الى نشر الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري بالعاصمة، حيث شوهدت الدبابات تجوب الشوارع، وسط حالة من الذعر اجتاحت سكان دمشق.تخفيف الضغط
وتخلل المعارك قصف مدفعي وغارات لقوات النظام على مناطق الاشتباك بحسب المرصد، فيما ردت الفصائل بإطلاق قذائف صاروخية على احياء عدة في وسط العاصمة، أبرزها منطقة العباسيين والمهاجرين وباب توما والقصاع.ويهدف هجوم الفصائل في جوبر وفق عبدالرحمن عدا تحقيق تقدم، إلى "تخفيف الضغط عن محوري برزة وتشرين بعد ساعات من تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم مهم بسيطرتها على أجزاء واسعة من شارع رئيسي يربط الحيين الواقعين في شرق دمشق".ومن شأن استكمال قوات النظام سيطرتها على الشارع ان يسمح بفصل برزة كليا عن بقية الأحياء في شرق دمشق، وفق المرصد، الذي أحصى أمس "مقتل تسعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما قضى 12 مقاتلاً من الفصائل الإسلامية" في الاشتباكات بين الطرفين في الساعات الـ24 الأخيرة.وفي بادية الشام وسط سورية، أعلنت غرفة العمليات المشتركة لمعركة "سرجنا الجياد" في منطقة الحماد السيطرة على كل من سرية البحوث العلمية، ومنطقة تيس، وسد أبوريشة وقتل وجرح عدد من عناصر تنظيم "داعش"، في مسعى للسيطرة على مناطق مكحول والسبع بيار وظاظا.وفي الشمال، وصلت فجر أمس الدفعة الأولى من أهالي الوعر المهجرين إلى مدينة الباب شمال حلب، وسط استنفار كبير لفرق الدفاع المدني، وفرق الإسعاف، والمنظمات الإغاثية في المدينة.اجتماع طهران
إلى ذلك، كشفت وكالة "تاس" الروسية أمس أنه من المقرر أن يجتمع خبراء من روسيا وتركيا وإيران في 18 و19 من أبريل المقبل في طهران لمناقشة الأزمة، دون حضور ممثلين عن المعارضة، موضحة أنه الأطراف الثلاثة ستعمل على إعداد مجموعة وثائق تتعلق بالجانب الأمني للتوقيع عليها خلال اللقاء الرابع المقرر عقده في أستانة يومي 3 و4 مايو المقبل.وأوضح المصدر أنه سيتم خلال الاجتماع بحث الوضع في المناطق الملتزمة بالهدنة، وكذلك خريطة تمركز المتطرفين والمعارضة، وتشكيل فريق مراقبة مشترك لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار.وفي الرياض، عقد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا محادثات مع منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب أمس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف المتحاربة قبل الجولة الخامسة من محادثات جنيف المرتقبة يوم الخميس.وبعد اجتماعات مكثفة تناولت على مدار ثلاثة أيام الجولة المقبلة من المحادثات، عقدت الهيئة العليا أمس لقاءات مع الوفد المفاوض والوفود الاستشارية والإعلامية لـ"جنيف5"، مشددة على ضرورة التمسك بمناقشة السلال الـ3، وهي الانتقال السياسي والدستور والانتخابات، مع عدم رفض البحث في قضية الإرهاب. واتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت على التعاون في مجال الإعداد لمباحثات جنيف.وأعرب لافروف، خلال اتصال هاتفي مع ايرولت ناقش تطورات الوضع في سورية، عن قناعته بأن عدم مشاركة فصائل المعارضة في مباحثات أستانة، التي جرت الأسبوع الماضي، يدل على نية بعض الدول تعطيل عملية التسوية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254".في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس، أن سورية ليست مدعوة للمشاركة في القمة العربية المقررة في 29 الجاري، موضحاً، خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط في عمّان، أن الأمر يأتي التزاماً بقرار تعليق عضويتها عام 2011، إثر اندلاع الأزمة.