الطربوش في الألفية الثالثة... دين وفن!
في مكان تفوح منه رائحة التاريخ المصري، وتحديداً في منطقة الغورية داخل حي الحسين بالقاهرة، وفي رواق يكاد يخلو من المارة، يوجد محلان لصناعة "الطربوش"، الذي كادت صناعته تندثر، وأصبح الإقبال على شرائه نادراً.الطربوش أصله تركي، وكان أزهى عصوره في عصر العثمانيين والفاطميين وصولاً إلى حقبة الملك فاروق، وعرفت مصر صناعة الطرابيش مع بداية عصر محمد علي باشا عام 1805، ومر بمراحل مختلفة إلى أن صار ارتداؤه إجبارياً لكل موظفي الدولة، ومنهم القضاة، ورجال الجيش، والبوليس، وطلاب الجامعات والمدارس.
صانع الطرابيش الأسطى إبراهيم (58 عاماً) قال لـ"الجريدة": "على الرغم من أن ارتداء الطربوش لم يعد إجبارياً، ورغم قلة الطلب عليه، فإن هناك فئات مازالت تتردد على دكاني لشرائه، مثل مشايخ الأزهر الشريف، وبعض المقرئين، وأئمة وخطباء المساجد، وأحياناً نجد إقبالاً من فنانين يحتاجون إليه للعب دور معين، وأيضاً بعض عمَّال المقاهي".ويؤكد عماد الطرابيشي (49 عاماً) أن الإقبال على الطرابيش تراجع بنسبة كبيرة، إضافة إلى ندرة الحرفي الذي يجيد صناعته، وكذلك الماكينة الخاصة التي يصنع عليها الطربوش يدوياً، لافتاً إلى أن هناك عدة أنواع منه بينها "الأفندي"، و"العمامة"، الخاصة برجال الأزهر، والطربوش المغربي، موضحاً: "سعر الطربوش يبدأ من 20 جنيهاً ويصل إلى 250 جنيهاً، خصوصا إذا كان مصنوعاً من خامة فاخرة مثل قماش الجوخ".