كثّف الرئيس البرازيلي ميشال تامر أمس اجتماعاته مع وزراء في حكومته ومع سفراء غربيين لملاحقة تطورات فضيحة قيام منتجي لحوم برازيليين بتصدير لحوم فاسدة منذ سنوات إلى دول عدة حول العالم.

Ad

وقال تامر في افتتاح اجتماع طارئ مع سفراء الدول الرئيسية المستوردة للحوم البرازيلية "عند الخروج من هنا، أريد أن أدعو الجميع إلى حفل شواء من أجل تناول اللحم البرازيلي".

وأضاف "من المهم الإشارة إلى أنه من أصل 11 ألف عامل (في القطاع)، فقط 33 يشملهم التحقيق، وأن من أصل 4837 مستودع تبريد، 21 مستودعاً فقط يُشتبه في أنه ارتكب مخالفات".

وفي محاولة للحد من آثار هذه الفضيحة الغذائية التي تمسّ أوّل مصدّر عالمي للحوم الأبقار والدواجن في الصميم، أعلن تامر أنه دعا إلى "تسريع (عمليات) مراقبة المؤسسات التي يستهدفها التحقيق".

وتم الكشف الجمعة عن تحقيق للشرطة يعود إلى عامين حول مزاعم بتلقي مفتشين صحيين رشاوى من أجل منح شهادات للحوم فاسدة على أنها صالحة للاستهلاك، وهو ما أصاب سمعة البرازيل.

وكان على تامر الذي تعاني حكومته من فضيحة احتيال كبيرة إضافة إلى حال ركود اقتصادي غير مسبوقة في تاريخ البلاد، أن يلتقي أولاً ممثلي شركات توضيب اللحوم إضافة إلى وزيري الزراعة والتجارة الخارجية.

ولم يحل تأكيد شركات اللحوم البرازيلية والمتعددة الجنسية المتورطة السبت بأن بضاعتها سليمة، دون انتقال المخاوف الى الشارع.

وتأتي فضيحة اللحوم في وقت حساس تدفع فيه البرازيل ودول ميركوسور أو السوق المشتركة لأميركا الجنوبية من أجل ابرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، وهو يشكل سوقا كبيرا للحوم البرازيلية.

وكان على جدول أعمال تامر أيضا السبت اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون أن يتم الاعلان عما دار خلال هذه المحادثة. والجدير ذكره أن الولايات المتحدة وافقت العام الماضي على استيراد لحوم أبقار نيئة من البرازيل.

وأعلنت وزارة الزراعة البرازيلية أنّ السلطات دهمت الجمعة أكثر من عشرة مراكز لتوضيب اللحوم، وأصدرت 27 مذكرة توقيف وأغلقت مصنعا لمعالجة لحوم الدواجن تديره شركة "بي آر أف" المتعددة الجنسيات، إضافة الى مركزين لمعالجة اللحوم تديرهما شركة باكين.

وطردت الوزارة 33 مسؤولا متورطا في القضية، وأبقت على 21 مؤسسة إضافية قيد التحقيق.

ولم تكشف السلطات البرازيلية الأمكنة التي تم ضبط اللحوم الفاسدة فيها، لكنها أشارت خلال مؤتمر صحافي في مدينة كوريتيبا في جنوب البلاد إلى استخدام مواد مسرطنة في بعض الحالات لإخفاء رائحة اللحوم الفاسدة.

ومن المتوقع أن تعقد الشرطة الفدرالية مؤتمرا صحافيا الإثنين لاعطاء مزيد من التفاصيل.

وإضافة إلى شركة "بي آر أف" العملاقة التي تملك العلامتين التجاريتين "ساديا" و "بيرديغا"، هناك شركات أخرى قيد التحقيق رائدة عالميا في تجارة اللحوم مثل شركة "جاي بي اس" التي تملك العلامات التجارية "بيغ فرانغو" و "سييرا اليمنتوس" و"سويفت".

وقامت شركة "جاي بي أس" بنشر إعلان على صفحة كاملة في صحيفة "أو غلوبو" تقول فيه إن الشرطة الفدرالية التي تجري التحقيق لم تشر إلى أي مشاكل صحية ناتجة عن منتجات الشركة، وحذت "بي آر أف" أيضا حذوها بنشر إعلانات مشابهة تقول فيها إن منتجاتها لا تشكل أي خطر من أي نوع على الصحة العامة.

وأعادت التلفزيونات البرازيلية بكثافة عرض إعلان يظهر فيه الممثل الأميركي روبرت دي نيرو وهو يشهد على جودة لحوم "سييرا" التابعة لـ"جاي بي أس" "بنكهتها الايطالية الأصيلة".

لكن البروفسورة سيلفيا فارياس التي تتبضع من متاجر ريو أبدت قلقها من تقارير تتحدث عن مزج بعض منتجات لحوم الدواجن بورق مقوى.

وقالت لوكالة فرانس برس "نذهب إلى المتجر، نشتري اللحوم لتستهلكها عائلاتنا، وماذا يمكن أن نتوقع! انها يجب أن تكون في حالة جيدة".

وأضافت "لا يمكنني تخيّل أن اللحوم يمكن أن تكون ممزوجة بورق مقوى".

تصدر البرازيل اللحوم إلى 150 بلدا في العالم، لذا فإن الفضيحة مقلقة بشكل كبير للسلطات.

وأقرّ يومار نوفاكي السكرتير التنفيذي لوزارة الزراعة بهذه المخاوف، لكنه أكد أن هذه التجاوزات التي كشف عنها حتى الآن تشكل "حالات معزولة" وتتعلق "بتصرف أقلية".

ووصف نوفاكي نظام البرازيل في التفتيش الغذائي وإعطاء الشهادات بأنه "قوي".

وأشار إلى أنّ كل الصادرات البرازيلية يتم الكشف عليها عند وصولها الى البلدان المقصودة.