هل يكون يوفنتوس لقمة سائغة للبرشا؟

نشر في 20-03-2017
آخر تحديث 20-03-2017 | 21:50
ميسي وسواريز نجما برشلونة - هيغواين وديبالا نجما يوفنتوس
ميسي وسواريز نجما برشلونة - هيغواين وديبالا نجما يوفنتوس
أثار وقوع برشلونة الإسباني في مواجهة يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال اوروبا موجة من التكهنات حول أي الفريقين سيتخطى الآخر، لاسيما مع تقارب مستوى الفريقين من حيث الإمكانات والنجوم، فإلى أيهما تذهب الغلبة؟
أثارت وسائل الاعلام الاسبانية الشكوك حول وضع نادي برشلونة في دور الثمانية بمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم، بعدما وقع البرشا في مواجهة يوفنتوس الايطالي في مباراة ثأرية بالنسبة لـ"السيدة العجوز"، حيث كان الفريق خسر اللقب عام 2015، أمام البلوغرانا الذي هزمه بثلاثة اهداف مقابل هدف.

ولاشك ان برشلونة فقد الكثير من مستواه منذ نهائي 2015 حتى يومنا هذا، فعلى الرغم من النتائج الايجابية للبرشا على الورق، فإنه يعاني العديد من مكامن الضعف، خاصة في خطي الدفاع والوسط المتأخر، فالبلوغرانا لم يعد الفريق الذي يتحكم في زمام المباريات في معظم فتراتها، ويسيّر طريقة اللعب كيف يشاء إلى ان يحرز غايته ويظفر بالفوز، فالبرشا حاليا وتحت قيادة المدرب انريكي، اصبح يعتمد بشكل كبير على الحلول الفردية لنجومه، لاسيما بتواجد الثلاثي ميسي ونيمار وسواريز، كما ان خط وسط الفريق يفقد ايقاعه في بعض المباريات الكبرى، كما حدث في مباراة ذهاب دور الـ16 بدوري ابطال اوروبا امام باريس سان جرمان، والتي انتهت بهزيمة البرشا برباعية نظيفة، الا ان البرشا حقق عودة تاريخية بفوزه 6-1 ايابا ليتأهل ويضرب موعدا لمواجهة بطل ايطاليا.

الانتقادات مست العديد من نجوم البرشا، وعلى رأسهم الكرواتي إيفان راكيتيتش الذي لم يعد يقدم المستوى المطلوب منه، حيث تعاقد معه البلوغرانا لتعويض غياب المايسترو تشافي هرنانديز، وتقدم سن الرسام انييستا، فقد بدا راكيتيتش بطيئا في التحرك، وكذلك في اتخاذ القرارات، من جانب آخر، لم يعط نجم خط الوسط التركي اردا توران اي مؤشرات حقيقية حول امكاناته في قيادة خط وسط برشلونة، حتى ان المدرب انريكي لم يعد يثق بقدراته الى حد ما، ليكون توران حبيس مقاعد البدلاء في العديد من المباريات.

لا بديل لبوسكيتس

من جانب آخر، يبدو ان سيرجيو بوسكيتس لم يعد قادرا على تحمل عبء مهمة لاعب خط الوسط الدفاعي الوحيد في صفوف البلوغرانا، فالتقدم في السن أثر كثيرا على لياقته البدنية، في الوقت الذي يبدو فيه خط دفاع البرشا في وضعية غير مريحة ايضا، بسبب انعدام التوازن وعدم وجود قائد حقيقي يدير العمليات الدفاعية في منطقة البلاوغرانا.

من جهة اخرى، لم يسلم ابرز نجوم البرشا "ام اس إن" من انتقادات وسائل الاعلام، وحتى بعض الجماهير، فقد تعرض الارجنتيني ليونيل ميسي لبعض التلميحات حول ضعف شخصيته في المواجهات الكبرى والمصيرية، لاسيما في إياب مباراة دوري الابطال التي فاز بها فريقه على سان جرمان، والتي لم يقدم ميسي خلالها المستوى المأمول، وقد أعاد بذلك الذاكرة الى المباريات النهائية الثلاث التي خاضها مع منتخب بلاده، وخسرها بالمجمل، والتي شهدت غيابه تقريبا عن اجواء هذه المباريات.

كما أن البرازيلي نيمار، وعلى الرغم من تألقه اللافت في العديد من مباريات هذا الموسم، تلقى سهام النقد الحاد بسبب رعونته في بعض الحالات، ليؤكد عدم نضجه التام كلاعب من بين ابرز نجوم العالم.

وبالنسبة للنجم الاوروغواياني سواريز، فقد لوحظ عليه التوتر في بعض المباريات الحساسة، ما يضطره الى الخروج عن أجواء اللقاء وفقدان التركيز، حيث يلجأ إلى محاولة خداع الحكام في البحث عن ركلات جزاء غير واقعية، الامر الذي قد يعرضه للإنذار أو الطرد في بعض المواقف.

ثورة يوفنتوس

من جانبه، يعيش يوفنتوس عصرا ذهبيا، حيث يبدو الفريق في طريقه لحصد لقب الدوري الايطالي للمرة السادسة على التوالي، مؤكدا هيمنته على كرة القدم الايطالية.

كما أنه من الصعب ايجاد اي قصور واضح في جميع خطوطه، حيث يحمي عرين السيدة العجوز الحارس المخضرم جانلويجي بوفون، خلف رباعي خط دفاع يعتبر الأفضل في العالم، فبوجود كيليني وبارزالي وبونوتشي وداني الفيش لا يمكن ان يعاني الفريق من الناحية الدفاعية اطلاقا، لاسيما في ظل تواجد خط وسط يمتلك قدرات هائلة في التغطية الدفاعية، فالالماني خضيرة والايطالي ماركيزيو من بين الأفضل عالميا في مركزيهما، وفيما يخص الشق الهجومي، لا يعتبر يوفنتوس أقل شأنا من برشلونة من حيث الامكانات ولا حتى النجومية، فبطل ايطاليا يمتلك في خط المقدمه كل من الارجنيتيني هيغواين، ومواطنه ديبالا، وهما يعتبران من بين النخبة على مستوى العالم.

إضافة الى ذلك، يتميز يوفنتوس عن منافسه برشلونة بالقيادة الفنية، حيث يعتبر المدرب اليغري من بين أفضل مدربي العالم، وهو مدرب واقعي يعرف كيف يقتنص الفوز بأقل مجهود، وقد برهن على ذلك في العديد من المباريات الحاسمة، سواء في الدوري الايطالي أو في دوري ابطال اوروبا خلال المواسم الماضية.

لذلك، من الطبيعي أن يشعر برشلونة ونجومه وجماهيره بالقلق من العملاق الايطالي الذي بلغ مرحلة التعطش لنيل اللقب الاوروبي الغائب عن خزائنه لسنوات طويلة، فهل ستكون مواجهتا دور الـ16 في دوري الابطال هذا الموسم، هي بداية عودة يوفنتوس الى منصات التتويج في الساحة الاوروبية أم ان البرشا سيبرهن على أن سداسيته في شباك سان جرمان لم تكن مجرد توفيق ومصادفة سعيدة؟

back to top