لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير العربي يتوقع أن يخسر فريقهم مباراته مع القادسية التي أقيمت أمس الأول في الجولة الـ17 من منافسات دوري ڤيڤا لكرة القدم بهذا المستوى المتردي، وهذه الروح التي طغى عليها الاستسلام بدلاً عن القتال في الملعب حتى الرمق الأخير!القادسية تلاعب بالعربي، وأهدر لاعبوه فرصة الفوز برقم قياسي من الأهداف، ولو كان الأصفر في مستواه الحقيقي المعروف عنه لخرج الأخضر من المباراة بفضيحة كانت ستبقى وصمة عار على جبينه طوال تاريخه الرياضي.
ومن المؤكد أن مجلس إدارة النادي العربي هو المتسبب الأول في الخسارة أمام القادسية بهدفين فقط مع الرأفة الشديدة، بسبب سياسته المتبعة، والتي لا تعمل على الارتقاء بالنادي في شتى الألعاب، بل تعتمد على الترقيع من أجل تحسين الصورة، والتعتيم على كل السلبيات بدلا عن مواجهتها. أما صدارة الكويت لدوري ڤيڤا لكرة القدم، فباتت مهددة بقوة بعد انتهاء منافسات الجولة الـ17، وذلك إثر تعادله مع اليرموك بهدف لمثله، في حين حسم النصر مباراته مع الجهراء لمصلحته بثلاثية نظيفة، ليقلص الفارق مع الأبيض إلى 3 نقاط فقط، كما أن فوز القادسية على العربي جاء ليدق ناقوس الخطر للمتصدر، لأن الفارق بينهما بات 4 نقاط، والمتبقي على البطولة 12 جولة كاملة.وشهدت الجولة الـ17 انخفاضا ملحوظا في معدل التهديف إذا ما تمت مقارنتها بالجولة السابقة، إذ أحرزت الأندية فيها 14 هدفا فقط، مقابل 26 في الجولة السابقة، إضافة إلى اشتعال المنافسة على اللقب، والهروب من الهبوط لدوري الدرجة الأولى.ولعل توقف الدوري سيكون فرصة رائعة لبعض الأندية، ومنها الكويت وكاظمة والسالمية والصليبيخات وبرقان والجهراء، لمراجعة حساباتها وتدارك الأخطاء التي وقعت فيها الفترة السابقة.
القادسية يبدع... والعربي مُحبِط
نجح القادسية في ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد بفوزه على العربي، إذ نجح في تقليص الفارق مع المتصدر إلى 4 نقاط، ومصالحة الجماهير بتحقيق الفوز والظفر بالنقاط الثلاثة بمستوى رائع، إلى جانب ارتفاع مستوى عدد كبير من اللاعبين منهم البرازيلي داسيلفا الذي يرتفع مستواه من مباراة لأخرى، إضافة إلى الثنائي محمد خليل ورضا هاني وكلاهما يمثل مستقبلا للكرة في القلعة الصفراء والكويت، علما بأن الثاني أهدى داسيلفا الهدف الأول من تمريرة عبقرية كانت حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي.ويمكن القول بأن الأصفر قادر على تهديد صدارة الكويت بقوة، إذا ما استمر اللاعبون على نفس المستوى والأداء والروح القتالية، وجميع هذه العناصر تم افتقادها بقوة في الموسم الحالي بحجة الأزمات التي يمر بها النادي، وكلها أزمات من صنع مجلس الإدارة.وجدير بالذكر أن بصمات المدربين طارق الخليفي وأحمد البلوشي قد ظهرت بقوة ليصلحا ما أفسده داليبور.وبدوره، واصل العربي عروضه السيئة، ولذلك من الصعوبة بمكان أن نطلق على اللقاء مسمى "ديربي"، إذ جرى العرف أن الديربيات تكون مواجهاتها ممتعة وحماسية وتظل النتيجة معلقة حتى صافرة النهائية بسبب الندية، لا أن يلعب القادسية ويهاجم ويحرز وتستقبل شباك سليمان عبدالغفور الأهداف.لاعبو العربي لم يقدموا شيئاً يذكر في اللقاء، ليواصلوا تصدير الإحباط إلى جماهيرهم، أما مجلس الإدارة فلا يهمه نقاط المباراة، لا سيما بعد التقارب الشديد مع إدارة الأصفر بسبب أزمة النقاط الثلاث، والتي باتت الشغل الشاغل للإدارتين، خصوصا إدارة القلعة الصفراء التي تسعى إلى إلغاء قرار اللجنة الأولمبية كي يصبح الفارق بين فريقها والكويت نقطة واحدة!تهليل في الانتصارات واختفاء بالهزائم!
غريب جدا أمر مسؤولي النادي العربي، فمجلس الإدارة وجهاز الكرة يتسابقون في التصريحات عند تحقيق الانتصارات حتى لو كانت على حساب فرق ضعيفة المستوى، وذلك من أجل الظهور في الصورة، بل والتطرق إلى دورهم الرئيسي فيما تحقق من دعم ومساندة للاعبين.في المقابل، يختفي هؤلاء بسرعة البرق عند الهزيمة، ويرفضون تماماً الإدلاء بالتصريحات، رغم أنهم مطالبون بتبرير الهزائم والحديث عن أسبابها.وللأسف الشديد، يتراجع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي بشكل مخيف، والمسؤولون يخططون ويفكرون وينفذون بقوة للبقاء في مقاعدهم الوثيرة بغض النظر عن مكانة النادي ومصلحته.
الكويت يواصل التراجع
في البداية، يبدو أن الكويت قد تشبع بالبطولات في الموسم الحالي، ولم يعد لديه الحافز لحصد لقب الدوري، وذلك بعد تحقيقه ألقاب السوبر وكأس سمو ولي العهد وكأس سمو الأمير، والدليل فقدان 8 نقاط في 5 مباريات متتالية.ومن المؤكد أن أزمة الكويت هي أزمة فنية في المقام الأول لعدم قدرة الجهاز الفني بقيادة المدرب محمد عبدالله على تدارك الأخطاء وتعديلها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر إهدار الفرص والأخطاء الدفاعية القاتلة، إلى جانب أنها أزمة سلوكيات خاصة باللاعبين، وذلك من خلال اصابتهم بحالة مفرطة من الثقة بالنفس أدت إلى تراجع في المستوى والنتائج، رغم أن النادي يكاد يكون الوحيد الذي يطبق الاحتراف بمفهومه الصحيح.الغريب في الأمر، أنه رغم تكدس الفريق بعدد كبير من اللاعبين الأكفاء، فإنه يتأثر بشكل لافت بغياب لاعب مثلما حدث في غياب حسين حاكم ثم فهد العنزي وجمعة سعيد وأخيرا فهد الهاجري.النصر يواصل إبداعاته
ومن جانبه، فقد واصل النصر إبداعاته في الموسم الحالي، بتخطيه عقبة الجهراء بنتيجة ومستوى رائعين. والرائع في الفريق أن اللاعبين لم يصابوا بالغرور أو الاكتفاء بما تحقق حتى الآن، إذ إن شهيتهم مازالت مفتوحة لتحقيق المزيد من الانتصارات.ويبقى السؤال الأهم في الوقت الحالي: هل النصر قادر فعلا على الصمود والمنافسة على اللقب؟ الإجابة عن هذا السؤال تأتي بالإيجاب عطفا على روح اللاعبين ومستواهم الفني والبدني ورغبتهم، والدليل تفوق العنابي على كاظمة والكويت في كأس سمو الأمير، وعلى القادسية والعربي في الدوري، لكنها ستكون بالسلب في حال الاستماع إلى تصريحات مسؤولي النادي والمدرب ظاهر العدواني، إذ إنها متشابهة تماما، ومنها أن الطموح يتمثل في البقاء بالدوري لا المنافسة على اللقب! وقد يكون الهدف من مثل هذه التصريحات الغريبة الحفاظ على اللاعبين والتأكيد أنهم لم يحققوا شيئا يذكر حتى الآن، وأن الطريق أمامهم مازال طويلا.أما الجهراء فقد قدم مستوى جيدا، لكن الغريب هو تألقه في مباراة وتراجعه في أخرى، وتمتع اللاعبين بروح قتالية في لقاء، واختفاء تلك الروح في آخر، وهو من صميم عمل الجهاز الفني بقيادة المدرب ثامر عناد الذي نجح في إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح.فرق وفرق
هناك فرق نجحت في تقديم مستوى لائق مصحوب بنتائج إيجابية، في مقدمتها الفحيحيل وخيطان، فالفحيحيل لم يخسر في المباريات الخمس الأخيرة، وحقق 8 نقاط ليدخل بقوة في المنافسة على البقاء، أما خيطان فنجح في حصد 7 نقاط في 3 مباريات التقى خلالها القادسية والسالمية والصليبيخات، وإذا سار بالمعدل نفسه من الانتصارات فإن استمراره في البطولة سيصبح مؤكدا!في المقابل، تراجعت نتائج الصليبيخات بشكل غريب رغم المجهود الذي يبذله المدرب أحمد عبدالكريم مع الفريق، والأمر نفسه ينطبق على التضامن الذي تراجع في المستوى فقط، ولا يمكن اعتبار تعادليه مع الشباب ثم الفحيحيل تراجعا في النتائج.أرقام
• شهدت الجولة الـ17 إحراز 14 هدفاً بمعدل هدفين في المباراة الواحدة.• انتهت 5 مباريات بالفوز، كما انتهت اثنتان بالتعادل، إذ تعادل الفحيحيل مع التضامن واليرموك مع الكويت بنتيجة واحدة هي 1-1.• ضربة جزاء واحدة تم احتسابها في هذه الجولة، تلك التي أحرز منها مهاجم التضامن يعقوب الطراروة هدف التعادل لفريقه في مرمى حارس الفحيحيل حسين كنكوني.• مازال الكويت الفريق الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن في البطولة، بينما برقان هو الأكثر تعرضا للخسارة في 14 مباراة.• النصر هو أكثر الفرق تحقيقاً للفوز وذلك في 11 مباراة، بينما برقان واليرموك والشباب الأقل، إذ حقق كل منهما الفوز في مباراتين فقط.• اعتلى مهاجم التضامن يعقوب الطراروة صدارة الهدافين برصيد 9 أهداف، ويأتي مهاجم العربي التونسي أمين الشرميطي في المركز الثاني وله 8 أهداف، ويتبعهم في المركز الثالث مهاجما الكويت عبدالهادي خميس والسالمية نايف زويد ولكل منهما 6 أهداف.