قال سكان فارون من مدينة الموصل مركز محاظفة نينوى شمال العراق ومسؤولون عراقيون أمس، إن تنظيم "داعش" يجبر شباناً في الساحل الأيمن من المدينة على القتال من أجله دفاعاً عن الجيوب المتبقية لديه، فيما ينتظر العراقيون بشغف وصول قواتهم العسكرية لمسجد النوري الكبير، الذي يتوسط المدينة القديمة وتحريره من سيطرة تنظيم "داعش"، لما يشكل ذلك ضربة موجعة للتنظيم، لأن هذا المسجد أعلن فيه زعيمهم أبوبكر البغدادي قيام "دولة الخلافة" في العراق وسورية قبل عامين تقريباً.

وأعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، استئناف قواتها التقدم باتجاه المنطقة المحيطة بجامع النوري ومنارة الحدباء. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن "داعش يستمد قوته من التدرع بالكثافة السكانية في المدينة القديمة، لكننا نعتمد على الطائرات المسيرة وكتائب الثوار الداخلية لاصطياد عناصره وتدمير دفاعاته دون الإضرار بالمدنيين والممتلكات العامة والخاصة"، بينما أعلن الحشد الشعبي أنه بدا هجوماً من ناحية شمال غرب الموصل باتجاه مناطق حي التنك واليرموك.

Ad

على صعيد آخر، أعلن وزير الهجرة والمهجرين جاسم الجاف أمس، أن عدد النازحين الفارين منذ انطلاق عمليات تحرير الساحل الأيمن بلغ 181 ألف شخص منذ انطلاق العمليات العسكرية الشهر الماضي.

وأضاف الجاف: "تم إسكان 11 ألفاً منهم في مخيمات الإيواء التي خصصتها الوزارة لهم، كما تم إسكان نحو 70 ألفاً مع المجتمع المضيف في أيسر الموصل الشرقي والمناطق الأخرى من جنوبه".

ويتدفق سيل النازحين العراقيين من غرب الموصل بوتيرة متسارعة مع اشتداد حدة القتال في المدينة. ويصلون إلى المخيمات ليكتشفوا أنه لا مكان لهم فيضطرون إلى العودة إلى الحافلات أو ركوب سيارات أجرة للوصول إلى مناطق أخرى.

ويتجه البعض إلى مخيمات جديدة يجري بناؤها لاستيعاب موجة النزوح لكن في ضوء سوء الأوضاع المعيشية يتجه كثيرون من سكان غرب الموصل إلى الشطر الشرقي من المدينة، الذي استعادته القوات.

إلى ذلك، وصل رئيس الوزراء العراقي قائد القوات المسلحة حيدر العبادي أمس، إلى واشنطن في زيارة رسمية هي الأولى للولايات المتحدة الأميركية منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهام عمله، تلبية لدعوة من الرئيس ترامب بهدف "تعزيز التعاون الأمني والعسكري". العبادي سيحضر كذلك اجتماع وزراء خارجية التحالف الدولي للتصدي لتنظيم "داعش" في واشنطن غداً.

في سياق آخر، أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أمس، في بيان بمناسبة عيد نوروز، ضرورة تحقيق شعب الإقليم سيادته وتقرير مصيره ومستقبله.

في سياق منفصل، لا يزال قرار محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي ينتمي إلى حزب "الاتحاد الكردستاني" بزعامة الرئيس السابق جلال الطالباني، بشأن رفع علم إقليم كردستان إلى جانب العلم العراقي على أبنية المحافظة يثير تفاعلاً.

وبعد اعتراض التركمان على هذه الخطوة في تلك المنطقة المتنازع عليها، أصدرت وزارة الخارجية التركية أمس، بياناً اعتبرت فيه أن "أي قرار انفرادي بخصوص مستقبل كركوك يؤثر على أمن واستقرار العراق"، مشيراً إلى أن "مثل هكذا محاولة تضر أيضاً بالجانب الاجتماعي والاقتصادي".

وشدد المتحدث، على أن "مدينة كركوك ذات ثقافات مختلفة"، معتبراً أن "مثل هكذا قرارات تمثل خطراً عليها".

يذكر أن ممثلي التركمان في محافظة كركوك رفضوا قرار المحافظ ودعوا مجلس المحافظة إلى رفض مناقشة هذا القرار، واعتبروا أنه يعمل على "خلق الفتنة" بين مكونات كركوك، كذلك كانت هناك مطالبات عراقية عربية وتركمانية بإقالة المحافظ.

لكن كريم قام أمس، برفع علم كردي عملاق إلى جانب علم العراق على قلعة المحافظة التاريخية، خلال احتفال تم خلاله إيقاد شعلة رمزية إيذاناً ببدء الاحتفالات بأعياد نوروز.